إسرائيل تقترب من شن هجوم واسع على جنوب لبنان

هاليفي يؤكد أن الجيش أنهى تدريباته قبل شن الهجوم فيما تعبر واشنطن عن رفضها لخيار الحرب.
نتنياهو يقول إن إسرائيل مستعدة لتحرك قوي في الجبهة الشمالية
واشنطن تحذر من أن تصعيدا في لبنان سيعرض أمن إسرائيل للخطر

القدس - قال هرتسي هاليفي رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الثلاثاء إن إسرائيل مستعدة لشن هجوم على الحدود الشمالية مع لبنان وتقترب من اتخاذ قرار بهذا الصدد، بينما قالت جماعة حزب الله إنها لا تسعى إلى توسيع الصراع لكنها مستعدة لخوض أي حرب تُفرض عليها.
وتبادلت الجماعة المتحالفة مع إيران إطلاق النار مع إسرائيل على طول الشريط الحدودي خلال الأشهر الثمانية الماضية بالتزامن مع حرب غزة، مما أثار مخاوف من احتمال اندلاع صراع أوسع بين الخصمين. وقال هاليفي إن الجيش الإسرائيلي مستعد للتحرك لشن هجوم في الشمال.
وأضاف في بيان مسجل "نحن مستعدون بعد عملية تدريب جيدة جدا.. للتحرك نحو الهجوم في الشمال... نقترب من نقطة (اتخاذ) القرار".

من جانبه قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجولة عند الحدود الشمالية مع لبنان اليوم الأربعاء، وقال إن إسرائيل مستعدة لتحرك قوي في الجبهة الشمالية.
والاشتباكات الحالية هذه هي أشرس أعمال قتالية بين إسرائيل وحزب الله منذ أن خاضا حربا في 2006، مما أجبر عشرات الآلاف على جانبي الحدود على الفرار من منازلهم.
ويقول حزب الله، حليف حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، إنه يشن هجمات على إسرائيل دعما للفلسطينيين الذين يتعرضون للقصف الإسرائيلي في غزة. وسبق أن قال إنه سيوقف إطلاق النار عندما يتوقف الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وقال نعيم قاسم نائب الأمين العام للجماعة في تصريحات لقناة الجزيرة في وقت سابق إن حزب الله لا يسعى لتوسيع نطاق الصراع مع إسرائيل لكنه مستعد لخوض أي حرب تُفرض عليه.
وقال في لقطات بثتها القناة قبل عرض المقابلة كاملة لاحقا "قرارنا ألا نوسع الحرب لكننا سنخوضها إذا فرضت علينا". وخاضت إسرائيل عدة حروب في لبنان.

وحذرت الولايات المتحدة اليوم الأربعاء من "تصعيد" في لبنان، معتبرة أن اندلاع نزاع من شأنه فقط أن يضر بأمن اسرائيل.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر لصحافيين "لا نريد أن نرى تصعيدا للنزاع سيؤدي فقط الى مزيد من الخسائر في الأرواح سواء لدى السكان الإسرائيليين او اللبنانيين، ومن شأنه أن يلحق ضررا هائلا بأمن اسرائيل والاستقرار في المنطقة".

وقال الاتحاد الأوروبي إنه "يشعر بقلق متزايد" إزاء تصاعد التوتر والنزوح القسري للمدنيين على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية ودعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس.
وأضاف في بيان "لا أحد يستطيع أن يربح من صراع إقليمي أوسع نطاقا... تهدئة الوضع من شأنها أن تسهم بشكل كبير في تسوية الصراع الأوسع في الشرق الأوسط".
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر اليوم إن القتال في الشمال "ليس واقعا مستداما".
وأضاف أن إسرائيل ملتزمة بأمن عشرات الآلاف من مواطنيها الذين تم إجلاؤهم من المنطقة وضمان عودتهم إلى ديارهم قائلا "الأمر (الآن) في يد حزب الله ليقرر ما إذا كان يمكن تحقيق ذلك بالوسائل الدبلوماسية أو بالقوة .. نحن ندافع عن هذا البلد ولا ينبغي لأحد أن يتفاجأ بردنا".

القوى اليمينية المتطرفة في اسرائيل تضغط لشن حرب على لبنان
القوى اليمينية المتطرفة في اسرائيل تضغط لشن حرب على لبنان

وقال آموس هوكستين، وهو مستشار كبير للرئيس الأميركي جو بايدن منخرط في الجهود الدبلوماسية الرامية لوقف التصعيد، الأسبوع الماضي إن اتفاقا للحدود البرية بين إسرائيل ولبنان يتم تنفيذه على مراحل قد يخفف من الصراع المحتدم والدامي بين البلدين.
وطالب الوزيران الإسرائيليان إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش في وقت سابق من الثلاثاء  باستمرار الأعمال العسكرية.
وقال بن غفير في مقطع فيديو نشر على موقع إكس بعد جولة في مدينة كريات شمونة الشمالية "لا يمكن أن يكون هناك سلام في لبنان بينما تتعرض أرضنا للقصف ويتم إجلاء شعبنا... إنهم يشعلون الحرائق هنا، وعلينا أن نحرق كل معاقل حزب الله، أن ندمرهم. حرب!".
وبن غفير وسموتريتش عضوان في مجلس الوزراء الأمني  الإسرائيلي لكنهما ليسا عضوين في حكومة الحرب.
وتصاعدت أعمال العنف في الأيام الماضية بعد أن بدأت قبل أشهر. وأعلن حزب الله الثلاثاء إطلاق سرب من المسيرات الهجومية على ثكنة عسكرية إسرائيلية لليوم الثاني على التوالي، واصفا ذلك بأنه رد على هجوم دام شنته إسرائيل على لبنان. ودوت صفارات الإنذار في شمال إسرائيل حيث تسبب سقوط الصواريخ في إشعال حرائق.
وقال الجيش الإسرائيلي إن "هدفا جويا مريبا" عبر من لبنان سقط في منطقة جبل الشيخ وإنه لم ترد أي بلاغات عن وقوع إصابات.
وقُتل أحد أعضاء حزب الله في الناقورة في قصف جوي إسرائيلي، واستهدفت طائرات حربية إسرائيلية أيضا موقعين آخرين في جنوب لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي إن مدفعيته قصفت خمسة مواقع في الجنوب.
وأدت الضربات الإسرائيلية إلى مقتل نحو 300 عضو في حزب الله منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول ونحو 80 مدنيا. ويقول الجيش الإسرائيلي إن الهجمات من لبنان على إسرائيل أسفرت عن مقتل 18 جنديا إسرائيليا وعشرة مدنيين.
وقال حزب الله الاثنين إنه أطلق سربا من الطائرات المسيرة على مقر قيادة لفرقة الجليل التابعة للجيش الإسرائيلي، ردا على اغتيال إسرائيل لأحد أعضاء الجماعة. ورغم استخدام حزب الله للطائرات المسيرة منذ بدء الصراع، فهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها إطلاق سرب منها.