جبهة اشتراكية يسارية تُرشح قائدها للسباق الرئاسي في الجزائر

الرئيس الجزائري يوقع مرسوما استدعى بموجبه الهيئة الناخبة للاستعداد للانتخابات الرئاسية.

الجزائر - اختارت جبهة القوى الاشتراكية اليسارية، أقدم حزب معارض في الجزائر، قائدها يوسف أوشيش ليكون مرشحا لها في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 7 سبتمبر/أيلول المقبل، فيما لا يعتقد أن يشكّل الترشح منافسة جدية للرئيس عبدالمجيد تبون الذي انطوت تصريحاته الأخيرة على رغبة في خوض السباق الرئاسي بتعلّة الاستجابة لمناشدات الأحزاب الموالية والمطالب الشعبية.
وجاء القرار في أعقاب أشغال مؤتمر استثنائي للحزب استمر حتى مساء الجمعة، وخصص لانتخاب مرشح له في الانتخاب الرئاسية المقبلة.
وفي كلمة عقب اختياره مرشحا شدد أوشيش على وجود "توافق تام وتناغم كامل بين قيادة الحزب وقاعدته النضالية، كما يؤكد وجود رغبة متنامية تتجه نحو المساهمة الفعالة لتغيير الأمور نحو الأفضل سواء في البلاد أو لدى الحزب".
وأضاف أن "قرار المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة لم يكن سهلا على الإطلاق، ولقد تم اتخاذه بعد نقاش طويل وتحليل موضوعي وواقعي للوضع".
وزاد "مثلكم جميعًا، كانت لدي مخاوف أعربت عنها، لكنها سرعان ما تلاشت أمام الأهداف النبيلة المسطرة لمشاركتنا خلال هذا الموعد".
ولفت إلى أن "قرار المشاركة كان خيارا سياسيا واستراتيجيا أملته ضرورات ومتطلبات تتعلق بالبلد ووحدته وتماسكه، كما أنه ينطلق أيضا وبقناعة راسخة، نحو استعادة الفضاءات الديمقراطية والتطلع القوي لإعادة الحزب إلى طليعة المشهد السياسي الوطني".
وقال أوشيش إن "الشعب الجزائري طالب خلال الحراك الشعبي الذي أدى إلى استقالة الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة بكل سلمية وحضارية بالحرية والكرامة والعدالة"، لكنه اعتبر أن "الاستجابة المؤسساتية لم ترق حتى اليوم إلى تطلعاته ولم تعكس حجم الزخم الذي عاشته البلاد تلك الأيام" وختم بالقول "لنجرؤ على التغيير ودعونا نبنيه معا".
وجبهة القوى الاشتراكية، حزب يساري أسسه الزعيم التاريخي حسين آيت أحمد عام 1963، وظل يعمل سرا حتى عام 1989 عندما فتح مجال التعددية الحزبية، وظل يعارض كل سياسات النظام الحالي.
وقاطع الحزب الانتخابات النيابية المبكرة بالجزائر في يونيو/حزيران 2021، لكنه شارك في الانتخابات المحلية في نوفمبر/تشرين الثاني من السنة ذاتها.
وقبل أيام أعلنت حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي بالجزائر) والمعروفة اختصار بـ"حمس" ترشيح رئيسها عبدالعالي حساني شريف لهذا الاستحقاق الانتخابي، في خطوة لا تعدو أن تكون مجرد ذرّ للرماد في العيون، من جانب الحركة التي ظلت تتقلب بين الولاء للسلطة والمعارضة الشكلية للتغطية على الانقسامات داخلها.
وفي وقت سابق من اليوم السبت، وقع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، مرسوما استدعى بموجبه الهيئة الناخبة للاستعداد للانتخابات الرئاسية المقررة في 7 سبتمبر/أيلول المقبل.
ولم يفصل تبون في مسألة ترشحه، فيما تترقب الساحة السياسية قراره بهذا الخصوص في غضون أيام قليلة.

ويشكك العديد من الجزائريين في جدّية الترشحات المعلنة لخوض الاستحقاق الانتخابي إلى حدّ الآن، بعد أن فقدت العديد من الأحزاب مصداقيتها بسبب الولاء للنظام خدمة للمصالح الشخصية لقياداتها.

وتشير التوقعات إلى أن ترشح تبون للسباق الرئاسي مسألة وقت في ضوء تركيزه خلال خطبه الأخيرة على الشعارت الرنانة التي دأب على ترديدها من قبيل "الجزائر الجديدة" والترويج لنظرية المؤامرة والزعم بأن البلاد مستهدفة من الخارج وتقديم نفسه على أنه ضامن لاستقرار البلاد.