السعودية أول محطة خارجية لولي العهد الكويتي

اختيار الشيخ صباح الخالد للسعودية في أول زيارة خارجية له يعطي انطباعا قويا وواضحا حول علاقات متينة وراسخة ورغبة في تعزيزها وتطويرها.

الكويت – اختار ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح السعودية لتكون أول دولة يزورها بعد إعلان تسميته وليا للعهد البلاد، إذ يتوجه الثلاثاء إلى الرياض، وهو بذلك يسير على خطى أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في تأكيد على أهمية العلاقات بين البلدين وخصوصيتها.

 وأعلنت وكالة الأنباء الكويتية أنه من المقرر أن يزور بالشيخ صباح الخالد السعودية غداً في زيارة رسمية والوفد المرافق له.

وكان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء، قد أجرى اتصالاً هاتفياً بالشيخ صباح الخالد بمناسبة تعيينه ولياً للعهد في الثاني من يونيو/حزيران. وأعرب حينها ولي العهد السعودي عن تمنياته بالتوفيق والسداد لولي عهد دولة الكويت، متطلعاً إلى تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في ظل العلاقات التاريخية الراسخة. فيما عبر ولي عهد دولة الكويت عن خالص شكره وتقديره للأمير محمد بن سلمان على مشاعره الأخوية الصادقة، حسب ما ورد في بيان وكالة الأنباء السعودية "واس"، مؤكداً الحرص على مواصلة مسيرة التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين.

وحظي إعلان الزيارة باهتمام واسع على المستوى الشعبي في البلدين إذ اعتبر متابعون أن اختيار ولي العهد الكويتي للسعودية في أول زيارة خارجية له منذ توليه المنصب قبل أيام فقط يعطي انطباع قوي وواضح لرسوخ العلاقة السعودية الكويتية. وخصوصيتها على كافة المستويات.

وتتميز العلاقات بعمقها التاريخي الكبير، متجاوزة في مفاهيمها أبعاد العلاقات الدوليّة بين جارتين جمعتهما جغرافية المكان، إلى مفهوم الأخوة، وأواصر القربى، والمصير المشترك تجاه أي قضايا تعتري البلدين والمنطقة الخليجية على وجه العموم، بحسب وكالة الأنباء السعودية.

ومنذ تولي الأمير مشعل مقاليد الحكم في الكويت في ديسمبر الماضي توقع المحللون أن يُبقي على السياسات الخارجية الكويتية الرئيسية ومنها دعم وحدة دول الخليج العربية والتحالفات الغربية والعلاقات الجيدة مع الرياض، وهي علاقة ينظر إليها على أنها ذات أولوية قصوى بالنسبة له.

وفي 11 ديسمبر من عام 2022، وقعت الكويت والسعودية مذكرة تفاهم لتطوير (حقل الدرة)، تهدف إلى إنتاج الغاز غير المصاحب بكميات إجمالية، تعادل نحو مليار قدم مكعبة قياس من الغاز يومياً، و84 ألف برميل يومياً من الغاز المسال.

وتقول الكويت والسعودية إن لديهما “حقا حصريا” في حقل غاز الدرة بالخليج، وتدعوان إيران إلى البدء في ترسيم حدودها البحرية بينما تقول إيران إن لديها حصة في الحقل وتصف الاتفاق السعودي الكويتي الموقع في 2022 لتطويره بأنه “غير قانوني”.

وأعلن مجلس الوزراء السعودي، في 26 سبتمبر/أيلول الماضي، الموافقة على اتفاقية بين حكومة السعودية، وحكومة الكويت، بشأن مشروع الربط السككي بين البلدين.

وتتسم العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، بالتطور والنمو في شتى المجالات، وتشهد مواقف البلدين الشقيقين تفاهماً متبادلاً حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، يؤطرها التاريخ المشترك والعادات والتقاليد العربية الأصيلة والموروث الشعبي والثقافي، كما هو الحال مع الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي.

 وكان مصدر كويتي قال لرويترز عند تولي الأمير الجديد قيادة البلاد إن الشيخ مشعل “يرغب في الاستقرار ويؤكد أهمية علاقة الكويت مع السعودية بشكل خاص”، مضيفا أن أمير الكويت الجديد قلق إزاء الوضع في المنطقة.

وقال عايد المناع الأكاديمي الكويتي والباحث السياسي إن السعودية تأتي دائما في طليعة الدول التي يزورها أمراء الكويت فور توليهم الحكم “لتثبيت العلاقات الأخوية التاريخية وروح التضامن” بين البلدين.
والكويت الحليفة للولايات المتحدة تؤكد دائما دعمها للقضية الفلسطينية وترفض إقامة أي علاقة مع إسرائيل.

ومن المتوقع أن تأتي موضوعات مثل الحرب على غزة ومعالجة الوضع فيها بعد وقف إطلاق النار والتوتر في البحر الأحمر والدول المجاورة على أجندة المباحثات.