مجلس الأمن يؤيد مقترح بايدن لوقف الحرب في غزة

الأميركيون يضعون المسؤولية الأساسية على عاتق حماس في قبول المقترح، كما يتضح من مشروع القرار الأممي.

الأمم المتحدة - تبنى مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين مشروع قرار أميركيا يدعم خطة وقف إطلاق النار في غزة، في وقت تقود فيه واشنطن حملة دبلوماسية مكثفة لدفع حماس إلى قبول المقترح الذي يتضمن ثلاث مراحل.

وحصل النص الذي يرحب باقتراح الهدنة الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 مايو/أيار ويدعو إسرائيل وحماس "إلى التطبيق الكامل لشروطه بدون تأخير ودون شروط" على 14 صوتاً وامتنعت روسيا عن التصويت.

ووضعت الولايات المتحدة اللمسات النهائية على مشروع القرار الأحد بعد مفاوضات استمرت ستة أيام بين أعضاء المجلس وعددهم 15، فيما لم يتضح حتى الآن ما إذا كانت روسيا والصين ستسمحان بإقرار مسودة المقترح.

وينص المقترح في مرحلته الأولى على وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع يرافقه انسحاب إسرائيلي من المناطق المكتظة بالسكان في قطاع غزة، وإطلاق سراح بعض الرهائن الذين احتجزوا أثناء هجوم حماس ومعتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل.

وإذ وصف بايدن المقترح بأنه إسرائيلي، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شدد على مواصلة الحرب حتى تدمير حماس وقد تؤدي الانقسامات السياسية الداخلية في إسرائيل إلى تعقيد الجهود الدبلوماسية الأميركية.

ومن الواضح أن الأميركيين يضعون المسؤولية الأساسية على عاتق حماس في قبول المقترح، كما يتضح من مشروع القرار ومن تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الاثنين في القاهرة حيث دعا دول المنطقة إلى "ممارسة ضغط" على الحركة الفلسطينية.

وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن عددا من أعضاء المجلس أبدوا تحفظات شديدة على النسختين السابقتين للنص الأميركي، خاصة الجزائر التي تمثل المجموعة العربية، وروسيا التي تتمتع بحق النقض (الفيتو).

ومنذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول ضد إسرائيل، والعمليات الانتقامية الإسرائيلية في غزة، يواجه مجلس الأمن صعوبات في إصدار مواقف موحدة.

وبعد صدور قرارين ركزا أساسا على المساعدات الإنسانية، طالب أخيرا في نهاية مارس/آذار  بـ"وقف فوري لإطلاق النار" طوال شهر رمضان، فيما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت على ذلك القرار.

وقبل زيارة بلينكن للمنطقة، شددت إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) من مواقفهما التي أحبطت في السابق كل محاولات إنهاء القتال في حين واصلت إسرائيل هجماتها في وسط قطاع غزة وجنوبه، وهي من بين أكثر الهجمات دموية خلال هذه الحرب.

ونقل بيان صدر عن مكتب نتنياهو قوله لعائلات إسرائيليين قتلوا في غزة الأحد "نحن ملتزمون بتحقيق النصر الكامل"، مضيفا "ما هو الخلاف الرئيسي؟ إنه يتمحور حول مطلب حماس... بأن نلتزم بوقف الحرب دون تحقيق أهدافنا المتمثلة في القضاء على حماس... لست مستعدا للقيام بذلك".

وقالت حماس وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في بيان مشترك إن "أي اتفاق يجب أن يتضمن وقفا دائما للعدوان الإسرائيلي وانسحابا شاملا من القطاع وإعادة الإعمار وإنهاء الحصار وصفقة تبادل جادة".

وقال رياض المالكي، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لمحطة "صوت فلسطين" الإذاعية محلية عن التصويت المزمع في مجلس الأمن اليوم الاثنين "حتى هذه اللحظة هناك إشارات إيجابية نأمل أن يتم قبول مثل هذا المقترح الذي من شأنه أن يوقف المجازر التي ترتكب بحق شعبنا ويعطي الأمل لهؤلاء لكي يتم البدء في إعادة الإعمار وإدخال كل المساعدات".