اعتقال 3 أشخاص بشبهة التورط في حريق المنقف بالكويت

أمير الكويت يوجّه بنقل جثامين ضحايا الحريق إلى بلدهم على متن طائرات عسكرية وتخصيص مبالغ مالية لأسر المتوفّين.

الكويت - اعتقلت السلطات الكويتية ثلاثة أشخاص اليوم الخميس للاشتباه في ارتكابهم جريمة قتل غير متعمد إثر اندلاع حريق في مبنى أودى بـ50 عاملاً أجنبياً، غالبيتهم من الجنسية الهندية.

ولا يزال التحقيق في الفاجعة مستمرا، فيما ينتظر أن تتسع قائمة الموقوفين بعد أن وجه أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بالكشف الفوري عن كافة المتورطين في الحادثة ومحاسبتهم.

واعتقل المسؤولون الكويتيون مالك المبنى بسبب الإهمال المحتمل ولوحوا بإغلاق أي مجمعات تنتهك قواعد السلامة وينتظر أن تفتح هذه الحادثة الباب واسعا أمام حملة كبرى لمكافحة الفساد المستشري في العديد من القطاعات من بينها قطاع العقارات، في ظل عزم الشيخ مشعل على محاسبة كافة المتورطين في ملفات فساد أيا كانت مناصبهم، ضمن مساعيه لتدشين مرحلة جديدة تتركز خلالها الجهود على الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية بعيدا عن المزايدات السياسية التي أنهكت البلاد طيلة السنوات الأخيرة.  

وقال مسؤولون فيليبينيون إن ثلاثة من مواطني بلادهم من بين القتلى جراء الحريق، بعدما غطى السخام الأسود السطح الخارجي للمبنى المكون من ستة طوابق والذي كان يسكنه 196 عاملاً، في جنوب العاصمة الكويت.

ووجه أمير البلاد اليوم الخميس بنقل طائرات عسكرية كويتية جثمامين ضحايا حريق المبنى العمالي إلى بلدهم الهند، وفق ما ما نقلته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية عن وزير الداخلية فهد اليوسف.
وقال اليوسف "أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمر بتجهيز مبالغ مالية لكل متوفٍ جراء حريق عمارة المنقف وسيتم نقل ضحايا حريق العمارة بطائرات عسكرية كويتية إلى بلدهم الهند"، دون ذكر عددهم.
وتستقبل الكويت الغنية بالنفط أعدادا كبيرة من العمال الأجانب، عدد كبير منهم من جنوب وجنوب شرق آسيا ويعمل معظمهم في قطاع البناء أو الخدمات.

وقال وزير الخارجية عبدالله اليحيا لصحافيين اليوم الخميس إن "أحد الجرحى انتقل إلى رحمة الله" فجرا، بعد إعلان مصرع 49 شخصا الأربعاء وأضاف أن "غالبية القتلى من الجنسية الهندية وهناك جنسيات أخرى لا تحضرني حاليا".

وقالت قوة الإطفاء العام في الكويت على منصة 'إكس' اليوم الخميس إن حريق عمارة منطقة المنقف ناجم عن تماس كهربائي.

وأمرت النيابة العامة الكويتية بـ"حبس مواطن ومقيمَين احتياطياً لاتهامهم بالقتل الخطأ" من خلال إهمال الإجراءات الأمنية وأنظمة مكافحة الحرائق.

وتعهّد وزير الداخلية الأربعاء بأنه سيطلب "من البلدية إزالة العقارات المخالفة من دون سابق إنذار للمخالفين وسنعمل على معالجة قضية تكدّس العمالة والإهمال حيالها".

وأصيب أصدقاء وأقارب الضحايا، وهم من بين ملايين الآسيويين الذين يعملون في دول الخليج الثرية لتحويل الأموال إلى عائلاتهم، بالصدمة من هذه المأساة.

وقال سافيدو، وهو قريب للضحية شامير عمر الدين (33 عاماً) من كولام في ولاية كيرالا الجنوبية "لقد كان رجلاً لطيفاً. كان دائماً ودوداً للغاية مع الجميع. إنه لا يتحدر من عائلة ميسورة الحال، لذا فإن ذهابه إلى الكويت كان بمثابة فرصة للعائلة للقيام بعمل أفضل. القرية بأكملها في حالة حداد".

وقال ريغي فارغيزي إن صديقه المقرب لوكوز فو (49 عاماً)، كان يقيم في الطابق السادس من المبنى. وأبلغ عن وفاته عامل آخر قفز من الطابق الثاني وكسرت ساقه أثناء الهروب.

وأضاف فارغيزي "ما زلت غير قادر على التأقلم مع الأمر. لم نصدق الأخبار عندما سمعنا عنها"، لافتاً إلى أن الضحية ترك زوجة وابنتين، مضيفا "لقد تحدثت معه الأسبوع الماضي فقط. كل شيء كان على ما يرام. هذه الأخبار بمثابة صدمة".

وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في منشور على موقع "إكس" ليل الأربعاء إن بلاده "تبذل كل ما في وسعها لمساعدة المتضررين من مأساة الحريق المروعة هذه" وأعلن مكتبه أن عائلات الضحايا ستحصل على 200 ألف روبية (2400 دولار).

وقال وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية كيرتي فاردان سينغ، الذي وصل لمساعدة الناجين وإعادة الرفات على متن طائرة تابعة للقوات الجوية الهندية، إن هناك حاجة لإجراء اختبار الحمض النووي لتحديد هوية بعض الضحايا.

وصرح لوسائل إعلام هندية أن "بعض الجثث متفحمة لدرجة يصعب التعرف عليها، لذا تجري اختبارات الحمض النووي لتحديد هوية الضحايا".

وفي مانيلا، قالت إدارة العمال المهاجرين إن ثلاثة فيليبينيين لقوا حتفهم بسبب استنشاق الدخان، وأن اثنين آخرين في حالة حرجة بينما نجا ستة بدون أن يصابوا بأذى.

ويعدّ هذا الحريق من أسوأ الحرائق التي شهدتها الكويت التي تقع عند الحدود مع العراق والسعودية، والتي تضم نحو سبعة بالمئة من احتياطيات النفط العالمية.

وكانت الكويت شهدت في العام 2009 حريقاً أودى بأكثر من 50 شخصاً بعدما أضرمت امرأة النار في خيمة عرس زوجها في منطقة العيون بمحافظة الجهراء.

وأقدمت حينها نصرة العنزي على إلقاء البنزين على الخيمة وأشعلت فيها النار بينما كان الناس يحتفلون في الداخل وتم إعدامها شنقاً في العام 2017 بسبب الجريمة التي كان من بين ضحاياها الكثير من النساء والأطفال.