العراق والسعودية يبحثان تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي
بغداد - بحث رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مع وزير التجارة السعودية ماجد القصبي العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية تضافر الجهود لتخفيف حدة التوتر والأزمات التي تواجه المنطقة، وناقشا الإجراءات لعقد الدورة السادسة للمجلس التنسيقي العراقي السعودي الذي يشهد عادة توقيع اتفاقيات من شأنها أن تعود بالنفع على الجانبين سياسيا واقتصاديا.
وذكر بيان لمكتب السوداني أن اللقاء بحث "سبل تعزيز التعاون المشترك، والتأكيد على أهمية تضافر الجهود لتخفيف حدة التوتر والأزمات التي تواجه المنطقة، وضرورة استمرار الجهود المشتركة لوقف الحرب على غزة بأسرع وقت، وفتح الممرات الإنسانية لإيصال المساعدات الإنسانية والاغاثية".
ويتصدّر الملف الأمني معظم اللقاءات والمباحثات الرفيعة بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، حيث يحرص الجانبان على مواصلة التنسيق، بسبب الأوضاع المتوترة في المنطقة إضافة إلى مسألة تهريب المخدرات.
وشهد اللقاء مناقشة إجراءات التنسيق بين العراق والسعودية لعقد الدورة السادسة للمجلس التنسيقي العراقي السعودي، ومتابعة تنفيذ مخرجات الدورة السابقة وفقاً لاختصاص كل لجنة فرعية، ومنها اللجنة السياسية والأمنية والعسكرية خلال المدة المقبلة، وتحديد موعد انعقادها بالتنسيق بين وزارتي خارجية البلدين، وكذلك مناقشة إنجاز الربط الكهربائي حسب مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين، ومتابعة المحضر التنفيذي الخاص بمبادئ الربط الكهربائي من خلال اللجنة الفنية المعنية.
ودعا السوداني خلال اشادته بجهود السعودية لنجاح مراسم الحج، ومستوى الخدمات المقدمة للحجاج العراقيين، إلى أهمية إعادة النظر بحصة العراق في العام القادم، بناءً على النسبة السكانية المعتمدة في إحصائيات الأمم المتحدة.
وأكد الوزير السعودي من جانبه تطلع حكومة بلاده إلى توسعة آفاق التعاون البناء، في مختلف المجالات، وبما يسهم في تعزيز العلاقات بين بغداد والرياض، وتحقيق مصالح شعبي البلدين وفقا للبيان.
وتعد الهواجس الأمنية المشتركة من أبرز محددات العلاقة بين العراق والسعودية، حيث يرتبط البلدان بحدود بريّة طويلة، وعلاقات جوار تاريخية. ويعتبر ملف تأمين الحدود العراقية السعودية من أهم الملفات التي تسعى الرياض إلى التوافق بشأنها مع العراق، خاصة مع وجود فصائل مسلحة متعددة على طول الحدود.
وعقد البلدان مباحثات أمنية موسعة لأول مرة منذ 10 سنوات مؤخرا، تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني بين البلدين وتأمين الحدود المشتركة التي تمتد لأكثر من 800 كيلومتر. بعد توقيع الجانبين اتفاقية أمنية مشتركة العام الماضي، تضمنت التنسيق الأمني بهذا الشأن.
ووفقاً لوزارة الداخلية العراقية، فإن عملية تأمين الحدود الدولية قطعت أشواطاً مهمة، وسيتم قريباً عقد لقاء يجمع بين قيادة قوات الحدود العراقية والسعودية لعقد اتفاقيات خاصة بشأنها.
ويرى خبراء أن المباحثات المرتقبة ستُساهم في تعزيز الأمن والاستقرار على الحدود المشتركة، وتُسهم في الحد من عمليات التهريب والجريمة المنظمة.
وتطورت العلاقات بين العراق والسعودية بشكل متسارع خلال السنوات القليلة الماضية بعد أن تم استئنافها عام 2015 والتي كانت مقطوعة منذ عام 1990 إثر الغزو العراقي للكويت.
وتستضيف بغداد منذ 2021 مباحثات بين إيران والسعودية جرى آخرها في أبريل/ نيسان 2022 لإنهاء القطيعة الممتدة منذ 2016، أملا في التوصل إلى تفاهمات بشأن خلافات في عدة ملفات أبرزها حرب اليمن.
وتسبب الغياب العربي والخليجي عن الساحة العراقية في السنوات التي تلت سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين، في فراغ استغلته إيران للتغلغل في مفاصل الدولة بمساعدة من أحزاب وميليشيات شيعية موالية لها تتولى السلطة منذ الغزو الأميركي لبغداد في 2003.
وتسعى الرياض إلى العودة إلى الساحة لعراقية وعودة العراق إلى عمقه العربي والخليجي في مواجهة نفوذ إيراني معقدة وعلاقات متداخلة بين بغداد وطهران وارتباطات اقتصادية بين البلدين يصعب تفكيكها.