'أوبرا كارمن' تعطي شارة انطلاق الجم للموسيقى السمفونية

فعاليات الدورة السابعة والثلاثين من المهرجان الدولي تتضمن تسع سهرات موسيقية متنوعة من ستة بلدان.

تونس - تنطلق فعاليات الدورة السابعة والثلاثين من مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية بتونس يوم 13 يوليو/تموز المقبل وتستمر حتى 12 أغسطس/آب، بمشاركة جوقات موسيقية من تونس وإيطاليا والنمسا وإسبانيا وسويسرا وفرنسا.

وسيكون الافتتاح بعرض "أوبرا كارمن" لمسرح أوبرا تونس، وفق مدير المهرجان مبروك العيوني، أما الاختتام، فسيكون بعرض يحمل عنوان "ألحان متوسطية" وهو من إنتاج المعهد العالي للموسيقى بتونس والأوركسترا السمفوني بسوسة.

وأفاد مدير المهرجان في حديث لوكالة تونس أفريقيا للأنباء أن تسع سهرات موسيقية متنوعة من ستة بلدان تؤثث الدورة 37 لمهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية.

وتسجل الدورة المرتقبة انفتاحا على موسيقى الجاز حيث تمت برمجة عرضين في هذا النمط الموسيقي إلى جانب 7 عروض للموسيقى السمفونية، منها 3 عروض تونسية للتعريف بالموسيقيين التونسيين وإبداعاتهم والتعريف بالموسيقيين الشبان التونسيين. وفي هذا الإطار يأتي تشريك المعهد العالي للموسيقى بسوسة الذي سيحيي حفل الاختتام.

وأكد العيوني خلال ندوة صحفية عقدتها لجنة التنظيم بتونس العاصمة أنه اعترافا بقيمة هذا النمط الموسيقي واستجابة لتطلعات محبيه، سيتم مستقبلا تنظيم تظاهرة بيومين تسبق افتتاح مهرجان الموسيقى السمفونية بالجم، تحمل عنوان "جاز الجم" وتكون مخصصة لعروض الجاز.

وتم الكشف في الندوة التي تتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للموسيقى، أن الدورة 37 من هذا المهرجان العريق تحمل معها الجديد من ذلك تطبيقة رقمية للتعريف بقصر الجم في الماضي وعدد من المواقع الأثرية الأخرى، على غرار مواقع قرطاج ودقة والحمامات، فضلا عن الإعلان عن إطلاق جمعية مهرجان الجم بالتعاون مع عدد من شركائها، لجائزة الجم للنهوض بالتراث، وهي جائزة سيقع تسليمها في أكتوبر/تشرين الأول المقبل بمتحف الجم.

وتحمل التطبيقة اسم "هيستوريا" ويمكن للزوار والجمهور تنزيلها على الهواتف الجوالة، وهي توفر رحلة تغوص في الماضي باعتماد الواقع الافتراضي والواقع الافتراضي المعزز يتعرف من خلالها الزائر على كيف كانت هذه المواقع في السابق وكيف تحول قصر الجم من "حلبة موت إلى فضاء للحياة".

أما عن الجائزة فتقام بالتعاون مع برنامج "ماد21" وستحمل اسم "بري ماد الجم" وتقام بدعم من المؤسسة البنكية الراعية للمهرجان. وهي جائزة تهدف إلى تثمين التراث وتطويره والتعريف به لدى الناشئة والشباب، بحسب مدير المهرجان، مشيرا إلى أن "تسليم الجائزة سيكون في الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول المقبل بفضاء متحف الجم الذي لا يعرفه الكثيرون، إذ أن معظم جماهير المهرجان يدخلون قصر الجم لمشاهدة العروض الموسيقية دون الانتباه إلى أهمية هذا المتحف الذي يزخر بتراث فسيفسائي ثري وهام".

ويتابع أحباء الموسيقى السمفونية في سهرة 20 يوليو/تموز عرض "كونسيرتو مالاقا" من إسبانيا، وعرضين من إيطاليا يومي 24 و27 يوليو/تموز تؤمنهما على التوالي "أوركسترا أكاديمية سانتا صوفيا" و"أوركسترا الحرس الديواني الإيطالي التي تحتفل بالذكرى 250 لتأسيس الديوانة الإيطالية، وقدمت بهذه المناسبة عروضا في عدة بلدان منها تونس حيث اختارت الجم لتحتفي بهذه الذكرى. ويقام هذا العرض في إطار التعاون الثقافي التونسي الإيطالي.

ويكون عشاق الموسيقى السمفونية على موعد في مهرجان الجم كالعادة مع المجموعة المتميزة "أوبيرا فيينا" وذلك في سهرة 3 أغسطس/آب، قبل فسح المجال يوم 6 أغسطس/آب لموسيقى الجاز والبلوز في سهرة لرفيق الغربي من تونس وناصر بن دادو من فرنسا وهو من أصل جزائري. وتواصل الجاز يوم 10 أغسطس/آب مع عرض رباعي من تونس وسويسرا لمنصف قنود.

وأشار مدير المهرجان إلى أنه "لولا التعاون مع سفارات بلدان هذه الفرق لما أمكن استضافة هذه المجموعات الموسيقية المتميزة، نظرا لارتفاع كلفة استقدامها".

وتخصص سهرة يوم 12 أغسطس/آب لحفل موسيقي بإمضاء الأوركسترا السمفوني بقرطاج بقيادة حافظ مقني.

وتحدث رئيس جمعية مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية رمزي جنيح، في كلمة تقديمية، عن الصعوبات المالية التي واجهتها هيئة تنظيم الدورة 37 وعن أهمية تطوير الشراكات وتنويعها.

وأكد أن هذا المهرجان رغم عراقته وإشعاعه العالمي، فإنه لا يزال يحتاج إلى المزيد من الدعم، مثمنا في هذا السياق دعم عديد الشركاء من مؤسسات راعية، وسلط محلية وجهوية، ومؤسسات عمومية منها وزارة الشؤون الثقافية ومؤسسات راجعة لها بالنظر، معربا في المقابل عن الأمل في أن "يكون التعاون مع وزارة السياحة أفضل مما هو عليه حاليا".

كما أعرب عن أسفه لبطء استجابة الإدارات وتأخر التمويل العمومي لسنتي 2022 و2023.

وأكد العيوني أن مهرجان الجم ليس مجرد مهرجان للموسيقى بل قادر على أن يكون قاطرة للتنمية المحلية في الجم وهي الفكرة الأساسية التي من أجلها أسس محمد الناصر هذا المهرجان منذ عقود.

وشدد على أهمية جلب السياح إلى متحف الجم والتعريف به لدى زوار قصر الجم وغيرهم من ضيوف الجم والمهدية عموما، لافتا إلى أن تذكرة الدخول إلى قصر الجم لمتابعة العروض تسمح كذلك لصاحبها بدخول المتحف.

ومهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية أسسه رئيس مجلس نواب الشعب الأسبق والقائم بأعمال رئاسة الجمهورية السابق محمد الناصر سنة 1986، وينتظم تحت إشراف جمعية مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية منذ سنة 2015، وبدعم من مؤسسة الثقافة والفنون التابعة لمؤسسة بنكية.

وسيتم على غرار الدورات السابقة تخصيص سفرات بالقطار بين تونس وقصر الجم للراغبين في التنقل لحضور السهرات الموسيقية، فضلا عن برمجة سفرات بالحافلات تنطلق من أمام وزارة السياحة بالعاصمة.