إسرائيل تعتزم حسم الصراع مع حزب الله بالدبلوماسية أو بالحرب

الولايات المتحدة حذرت حزب الله من أنها لن تكون قادرة على احتواء إسرائيل حال استمر التصعيد بين الجانبين.

القدس - قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي الثلاثاء إن إسرائيل ستقضي الأسابيع المقبلة في محاولة حل الصراع مع جماعة حزب الله اللبنانية وإنها تفضل حلا دبلوماسيا.

وأضاف أن إسرائيل تناقش مع واشنطن جهودا مشتركة محتملة من جانب الولايات المتحدة وأوروبا وبعض الدول العربية لإيجاد بديل لحكم حماس في قطاع غزة.

وتأتي تصريحات هنغبي بينما حذر مسؤولون غربيون نظراءهم في لبنان، من تحرك عسكري إسرائيلي محتمل ضد بلادهم إذا فشلت محاولات التوصل إلى تسوية سياسية، وفق إعلان عبري.

إنهاء العمليات المكثفة في غزة سيسمح للجيش الإسرائيلي بتحريك قواته إلى الحدود الشمالية لإسرائيل في حالة فشل الدبلوماسية

وقالت هيئة البث العبرية الرسمية "حذر مسؤولون رفيعو المستوى في أوروبا والولايات المتحدة (لم تسمهم) نظراءهم في لبنان من أن إسرائيل ستتحرك عسكريا ضد بلادهم إذا فشلت محاولات التوصل إلى تسوية سياسية".

وأضافت "يأتي تحذير الدول الغربية للبنان، خشية اندلاع حرب إقليمية تكون إيران طرفا فيها".

ونقلت الهيئة عن مصادر مطلعة لم تسمها قولها إن المسؤولين الغربيين "يطالبون لبنان بكبح جماح حزب الله، وإسرائيل جادة عندما تقول إنها ستتحرك عسكريا".

ولم تذكر هيئة البث تفاصيل بشأن محاولات التوصل إلى التسوية، إلا أن اتصالات مكثفة جرت مؤخرا لاحتواء التصعيد بين تل أبيب وحزب الله جنوب لبنان.

وجاء ذلك بعد يوم من جولة أجراها 4 وزراء لبنانيين و16 سفيرا أجنبيا، في مطار رفيق الحريري الدولي بالعاصمة بيروت، غداة مزاعم صحيفة "تلغراف" البريطانية عن تخزين حزب الله أسلحة وذخائر في مرافق المطار.

وفي الأسابيع الأخيرة، زادت حدة التصعيد بين تل أبيب وحزب الله، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة، لاسيما مع إعلان الجيش الإسرائيلي قبل أسبوع، "المصادقة" على خطط عملياتية لـ"هجوم واسع" على لبنان.

وذكر موقع "أكسيوس" نقلا عن مصادر مطلعة لم يكشف عن هويتها، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة "حذرت" حزب الله اللبناني من أنها لن تكون قادرة على احتواء إسرائيل حال استمر التصعيد بين الجانبين.

وبحسب ما نقل الموقع عن مسؤول أميركي وآخر إسرائيلي ودبلوماسي غربي، أن المبعوث الأميركي الخاص عاموس هوكستين، أبلغ مسؤولين لبنانيين أن "حزب الله سيكون مخطئا لو اعتقد أن الولايات المتحدة ستكون قادرة على منع إسرائيل من غزو لبنان إذا ما واصلت المجموعة المسلحة هجماتها" على إسرائيل.

وخلال زيارته بيروت، الأسبوع الماضي قال هوكستين إن "الوضع خطير. وما يريد الرئيس بايدن فعله هو تجنب المزيد من التصعيد والتوجه نحو حرب أكبر". وأضاف "سيكون من مصلحة الجميع إنهاء هذا الصراع الآن. ونعتقد أن هناك طريقا دبلوماسيا للقيام بذلك، إذا وافق الطرفان على ذلك".

وقالت المصادر إن المبعوث الأميركي طلب خلال لقائه مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، نقل رسالة إلى زعيم حزب الله، حسن نصر الله، مفادها أن افتراضه أن الولايات المتحدة يمكنها السيطرة على إسرائيل هو أمر خاطئ.

وأضافت المصادر لموقع "أكسيوس" أن هوكستين أكد أن واشنطن لن تكون قادرة على كبح جماع إسرائيل لو استمر الوضع على الحدود في التصاعد، وأن على حزب الله التفاوض بشكل غير مباشر مع إسرائيل بدلا من تصعيد التوترات.

وقال الدبلوماسي الغربي إن حزب الله وجه رسائل إلى الولايات المتحدة بعد زيارة هوكستين عبر أطراف ثالثة، قال فيها إنه على الرغم من عدم رغبته في الحرب، فإن الجماعة واثقة من قدرتها على توجيه ضربات قوية لإسرائيل حال قررت الأخيرة اجتياح لبنان.

ويسعى المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون إلى العثور على طريقة لا تصل إلى حد وقف إطلاق النار في غزة من شأنها أن تقود إلى تهدئة الوضع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وفق الموقع الأميركي.

ومن بين تلك الخيارات هو محاولة استغلال انتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، والتي قد تستغرق أسبوعين، وإنهاء المرحلة المكثفة من الحرب غي غزة، كبداية لتهدئة التصعيد.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن إنهاء العمليات المكثفة في غزة سيسمح للجيش الإسرائيلي بتحريك قواته إلى الحدود الشمالية لإسرائيل في حالة فشل الدبلوماسية، وفق أكسيوس.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في مقابلة الأحد، مع القناة 14 الإسرائيلية، إن "المرحلة العنيفة من المعارك ضد حماس على وشك الانتهاء. هذا لا يعني أن الحرب على وشك النهاية، لكن الحرب في مرحلتها العنيفة على وشك الانتهاء في رفح".

وأضاف في أول مقابلة مع قناة تلفزيونية إسرائيلية منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر، "بعد انتهاء المرحلة العنيفة، سنعيد نشر بعض قواتنا نحو الشمال، وسنفعل ذلك لأغراض دفاعية في شكل رئيسي، لكن أيضا لإعادة السكان (النازحين) إلى ديارهم".

وترغب إدارة بايدن في إنهاء القتال مع حزب الله، وضغطت على نتانياهو لأشهر لتمكين السلطة الفلسطينية من تولي زمام الأمور في غزة، لكن نتانياهو مستمر في إبقاء مستقبل غزة "غامضا"، وسط ضغوط من ائتلافه اليميني المتشدد لاحتلال القطاع وإعادة الاستيطان.

وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الاثنين، ضرورة أن تضع إسرائيل بسرعة خطة قوية لما بعد الحرب في غزة وأن تتأكد من عدم تفاقم التوتر مع حزب الله.