حماس ترفض مخططا إسرائيليا لاستبدال حكمها لغزة
القدس - أعلن مستشار مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي اليوم الثلاثاء أن بديلا لحماس في قطاع غزة ستظهر سياسته للنور خلال أيام، في ظل عدم إمكانية القضاء على الحركة كفكرة، بينما جددت الأخيرة رفضها لأي مخطط إسرائيلي بشأن ما يعرف بـ"اليوم التالي" للحرب على غزة، في وقت تسعى فيه إلى فرض نفسها كجزء في أي معادلة لإدارة القطاع الفلسطيني.
وفي كلمة له بمؤتمر هرتسليا الأمني في جامعة رايخمان بتل أبيب قال هنغبي "لا يمكن القضاء على حماس كفكرة"، وفق هيئة البث الإسرائيلية (رسمية).
وأردف هنغبي "نحن بحاجة إلى فكرة بديلة، وليس مجرد تدمير قدرات العسكرية لحماس وفي الأيام المقبلة ستظهر سياسة هذا البديل إلى النور"، دون تفاصيل.
وتابع "إسرائيل تناقش مع الولايات المتحدة كيف يمكن للأمم المتحدة والدول الأوروبية والدول العربية المعتدلة إيجاد بديل لحكم حماس في غزة".
وأعلنت حماس مرارا رفضها أي خطط بشأن ما تسميه إسرائيل اليوم التالي لانتهاء الحرب وشددت على أن مستقبل غزة يقرره الشعب الفلسطيني دون أي تدخل خارجي.
وأقر هنغبي بأن "إسرائيل تمر بواحدة من أكثر الأوقات صعوبة على الإطلاق، ويمكن للمرء أن يناقش كيف وصلنا إلى هذا الوضع وعلى من يقع اللوم".
وانتقدت حماس في بيان اليوم الثلاثاء حديث هنغبي حول "اليوم التالي للحرب الإجرامية على قطاع غزة، والمستقبل السياسي لشعبنا الفلسطيني وإعلانه عن خطط تناقشها حكومته مع الإدارة الأميركية وأطراف أخرى".
واعتبرت أن هذا "إصرار من هذه الحكومة الفاشية على سلوك مسار الفشل والخيبة، فهذه الخطط الخبيثة لن تجد طريقا للتنفيذ، أمام صمود وإرادة شعبنا".
وأكدت أن "مصير شعبنا الفلسطيني، ومستقبل قطاع غزة بعد دحر هذا العدوان الإجرامي، يقرره شعبنا الفلسطيني، ولا أحد سواه".
وفي شأن آخر أكدت حماس مقتل عشرة من أقارب رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية اليوم الثلاثاء بغارة جوية إسرائيلية على مخيم في مدينة غزة.
وأعلنت الحركة في بيان أن زهر هنية شقيقة إسماعيل هنية قُتلت بغارة على مخيم الشاطئ للاجئين، متهمة إسرائيل بتعمّد "استهداف المدنيين الأبرياء وارتكاب أبشع المجازر بحقهم".
وقال هنية في بيان "إذا كان العدو المجرم يظن أن استهداف أهلي وعائلتي سيغير من مواقفنا ومقاومتنا فهو واهم لأن كل شهيد في غزة وفلسطين هو من أهلي ومن عائلتي".
وأضاف إن "دماء الشهداء تطالبنا ألا نساوم وألا نهادن وألا نغير ولا نبدل ولا نضعف ولا نيأس بل نواصل طريقنا بكل إصرار".
وأكد جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة صباح الثلاثاء مقتل عشرة من أقارب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بغارة جوية إسرائيلية.
من جهتها، قالت حركة حماس في بيانها إن "المجازر التي ينفذها العدو الصهيوني الفاشي بحق شعبنا في قطاع غزة ومنها القصف على منزل عائلة هنية في مخيم الشاطئ ... تأكيد من حكومة الفاشيين الصهاينة على استمرارها في تحدي كافة القوانين الدولية والأعراف والقيم الإنسانية".
وسبق أن فقد زعيم المكتب السياسي لحماس والمقيم في قطر، ثلاثة من أبنائه وأربعة أحفاد في غارة إسرائيلية وقعت في أبريل الماضي/نيسان وقال هنية يومها إن نحو 60 شخصا من العائلة قتلوا منذ بداية الحرب.
وقال الجيش الإسرائيلي حينها إنه استهدف أبناء هنية لانتمائهم إلى كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس
ورغم مرور أكثر من 8 أشهر على بدء حربها على قطاع غزة، تعجز إسرائيل عن تحقيق أي من أهدافها المعلنة للحرب ولاسيما استعادة الأسرى الإسرائيليين والقضاء على قدرات حماس.
وتواصل إسرائيل حربها على غزة متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.
كما تتحدى تل أبيب طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة.
وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.