ترقب لرد إسرائيل على مقترح وقف إطلاق النار بغزة

حماس تعلن إرسالها للوسطاء بعض الأفكار الهادفة إلى إنهاء الحرب في غزة، فيما تجري إسرائيل تقييما لملاحظات الحركة.
ترجيحات بأن يقود رئيس الموساد وفد مفاوضات الهدنة بغزة

غزة (الاراضي الفلسطينية) - ظهرت علامات الأربعاء على إحياء مساعي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر في قطاع غزة.

وبعد القليل من الجهود الدبلوماسية المعلنة والمستمرة لأسابيع، تسلمت الدولتان الوسيطتان مصر وقطر ردا من حماس على اقتراح يتضمن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة ووقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

واعلنت حركة حماس الاربعاء أنها ارسلت الى الوسطاء القطريين "بعض الافكار" الهادفة الى إنهاء الحرب في غزة، بعد نحو تسعة أشهر من النزاع بينها وبين اسرائيل.

واكدت إسرائيل أنها "تجري تقييما لملاحظات" حماس على الاتفاق الهادف الى الافراج عن الرهائن، على أن تبلغ ردها الى الوسطاء.

ويتعرض الطرفان لضغوط متنامية من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار وتصر إسرائيل على أنها لن توقف عملياتها العسكرية قبل ان تفرج حماس عن الرهائن.

وصرح مصدر مسؤول في حركة حماس "تبادلنا بعض الأفكار مع الإخوة الوسطاء بهدف وقف العدوان على شعبنا الفلسطيني".

واكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وجهاز الموساد المقاربة الجديدة. وجاء في بيان إسرائيلي أن "الوسطاء في شأن صفقة الرهائن نقلوا إلى فريق التفاوض ملاحظات حماس بشأن الخطوط العريضة لصفقة الرهائن. وتجري إسرائيل تقييما للملاحظات وستنقل ردها إلى الوسطاء".

ورجحت هيئة البث العبرية اليوم الخميس أن يترأس رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) ديفيد برنياع، وفد التفاوض بشأن تبادل الأسرى مع حركة حماس ووقف إطلاق النار في غزة.
وفي وقت سابق الخميس، نقلت الهيئة عن مصادر سياسية لم تسمها، قولها إن نتنياهو وافق على إرسال الوفد المفاوض لإجراء مباحثات بخصوص صفقة تبادل أسرى مع حماس.
وقال مصدر مطلع على المحادثات إن "القطريين، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، كانوا يتواصلون مع حماس وإسرائيل خلال الأسابيع الماضية في محاولة لسد الفجوات المتبقية".

وليل الأربعاء، قالت حماس في بيان إنّ " رئيس مكتبها السياسي "إسماعيل هنية أجرى خلال الساعات الأخيرة اتصالات مع الإخوة الوسطاء في قطر ومصر حول الأفكار التي تتداولها الحركة معهم بهدف التوصل لاتفاق يضع حداً للعدوان الغاشم الذي يتعرض له شعبنا الأبيّ في قطاع غزة".

وذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية نقلا عن مصدر إسرائيلي مطلع على المفاوضات -لم تسمه- الأربعاء، أن إسرائيل وحماس "على وشك" التوصل إلى اتفاق إطاري يضمن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

وقال المصدر الإسرائيلي المطلع على المفاوضات، حسب الشبكة، إن المسؤولين الإسرائيليين "يعتقدون أن رد حماس الأخير سيمكّن الطرفين من الدخول في مفاوضات مفصلة للتوصل إلى اتفاق".

مع ذلك، فإن التوصل إلى اتفاق لا يزال غير مضمون، وفق "سي إن إن"، حيث يتعين على نتنياهو إعطاء "الضوء الأخضر" أولا لفريق التفاوض من أجل الدخول في المرحلة التالية من المفاوضات، كما من المرجح أن تستغرق المفاوضات عدة أسابيع للتوافق بشأن تفاصيل الاتفاق المحتمل.

وفي المقابل، نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، في وقت متأخر من مساء الأربعاء، عن مسؤول أمني وصفته بالرفيع، قوله إن "حماس تواصل إصرارها على بند مبدئي في المقترح من شأنه أن يمنع إسرائيل من العودة للقتال بعد المرحلة الأولى من تطبيق المقترح، وهو أمر غير مقبول بالنسبة لإسرائيل".

وأضاف المسؤول أن "هناك ثغرات أخرى لم يتم إغلاقها بعد"، مشيرا إلى أن "إسرائيل ستواصل المفاوضات، مع مواصلة الضغط العسكري والسياسي من أجل إطلاق سراح جميع المختطفين الـ120، الأحياء منهم والأموات".

ومن المقرر أن يجتمع المفاوضون الإسرائيليون مع القيادة السياسية، بما في ذلك نتنياهو، خلال الأيام المقبلة، لاتخاذ قرار بشأن الدخول في هذه المرحلة من المفاوضات التفصيلية، وفق "سي إن إن".

ونقلت "سي إن إن" عن عضو المكتب السياسي لحركة حماس، باسم نعيم، قوله "لقد طرحنا بعض المطالب التي تحقق الوصول إلى وقف إطلاق نار كامل وانسحاب القوات الإسرائيلية".

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن كبار القادة العسكريين الإسرائيليين يريدون وقف إطلاق النار في غزة حتى لو أبقى ذلك حماس في السلطة في الوقت الحالي ليزيد الخلاف بين الجيش ونتنياهو الذي يعارض أي هدنة من شأنها أن تسمح لحماس بالبقاء.

ويعتقد القادة أن وقف إطلاق النار سيكون أفضل وسيلة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين، ويرون أن القوات الإسرائيلية المنهكة، والتي تعاني من نقص الذخائر، بحاجة إلى إعادة تجميع صفوفها في حالة اندلاع حرب أوسع مع جماعة حزب الله اللبنانية، حسبما ذكر تقرير نيويورك تايمز نقلا عن ستة مسؤولين أمنيين إسرائيليين حاليين وسابقين.

وفشلت جهود تبذلها الوسيطتان قطر ومصر، وتدعمها الولايات المتحدة، حتى الآن في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، اللتين تتهمان بعضهما بالتسبب في هذا الجمود.

وتقول حماس إن أي اتفاق يجب أن ينص على إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، بينما تقول إسرائيل إنها لن تقبل سوى بوقف مؤقت للقتال لحين القضاء على حماس التي تحكم غزة منذ عام 2007.

وفي يونيو الماضي، رفضت حماس "الاقتراح الإسرائيلي" الذي سبق أن أعلنه الرئيس الأميركي، جو بايدن، وكررت مطالبتها بأن أي اتفاق يجب أن ينص على وقف دائم لإطلاق النار في القطاع، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، وإعادة إعمار غزة، والعودة غير المشروطة للفلسطينيين الذين شردتهم الحرب.

وكشف موقع "أكسيوس" الأميركي، في 29 يونيو الماضي، أن الولايات المتحدة قدمت مقترحا بـ"صياغة جديدة" لبعض أجزاء الاتفاق الذي أعلن عنه الرئيس بايدن في مايو الماضي، لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.

واستند "أكسيوس" في تقريره إلى تصريحات من 3 مصادر مطلعة على المفاوضات المتعثرة، مشيرا إلى أن الصياغة الجديدة التي لم يعلن عنها من قبل، هي "تعديل للمقترح الإسرائيلي الذي وافق عليه مجلس الحرب، وأعلن عنه بايدن في خطاب ألقاه الشهر الماضي".

وقالت المصادر الثلاثة إن الجهود الأميركية التي تتعاون فيها واشنطن مع وسطاء قطريين ومصريين، "تتركز على المادة الثامنة في المقترح السابق، المتعلقة بالمفاوضات التي من المفترض أن تبدأ بين إسرائيل وحماس خلال المرحلة الأولى من الصفقة، والتي تشمل تحديد شروط دقيقة للمرحلة الثانية، الرامية إلى التوصل إلى هدوء مستدام في غزة".

واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل نحو 38 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية في القطاع.