تعاون مغربي يُجنّب إسبانيا اعتداءات إرهابية خطيرة
الرباط/مدريد - أفضى تنسيق أمني بين المغرب وإسبانيا إلى تفكيك خلية إرهابية تتكون من 9 أشخاص كانوا يستعدون لشنّ هجمات في مدينة مليلية وعدد من المدن الإسبانية، فيما أثنت مدريد على الجهود التي بذلتها المديرية العامة المغربية لمراقبة التراب الوطني التي لعبت دورا هاما في الإطاحة بالعناصر الإرهابية.
وهي ليست المرة الأولى التي تنفذ فيها القوات الأمنية المغربية والإسبانية عملية مشتركة في إطار جهود البلدين للتصدي لكافة المخاطر الإرهابية وتفكيك الخلايا في وقت قياسي، ما جنّبهما العديد من الهجمات.
وأفادت وزارة الداخلية الإسبانية في بيان الجمعة بأن "الحرس المدني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني نجحا في تفكيك بنية إرهابية في مليلية وألكوبنداس وسان سيباستيان وملقا ودي لوس رييس في مدريد".
وكشفت أن هذه "العملية المشتركة التي نفذها جهاز الاستخبارات في الحرس المدني مع نظيره المغربي أدت إلى تحديد وتفكيك مجموعة مكونة من شبان خاضعين لأفكار جد متشددة من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وأشار المصدر نفسه إلى أن أجهزة المخابرات المغربية والإسبانية نفذت الثلاثاء عمليات مداهمة وتفتيش استهدفت عددا من المنازل وتوّجت باعتقال 8 عناصر إرهابية وذلك بعد يوم واحد من عملية منفصلة تم تنفيذها في منطقة كورنيا ببرشلونة وأفضت إلى توقيف عنصر آخر متخصص في إنشاء ونشر محتويات جهادية.
ووأضحت الداخلية الإسبانية أن هذه العملية تأتي في "إطار جهود الكشف المبكر عن التهديدات الإرهابية المحتملة ضد الأمن العام"، مشيرة إلى أن "جهاز الاستخبارات في الحرس الإسباني أطلق خلال العام الماضي "تحقيقا بشأن مجموعة من الشباب المقيمين بشكل رئيسي في مدينة مليلية كانوا يشاركون وينشرون مواد دعائية لتلقين أفكار متطرفة للآخرين والتحريض على ارتكاب أعمال عنف".
وأكدت أن "العملية تميزت بتعاون المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في المغرب، ما ساعد بشكل مستمر واحترافي في تقدم التحقيقات".
وتابعت "يُبرز هذا التنسيق أهمية التعاون الدولي بين الخدمات المضادة للإرهاب لمواجهة هذه التهديدات، والتحدي الكبير المتمثل في توقع الخطوات التالية للإرهابيين".
ويتبادل المسؤولون الأمنيون في المغرب وإسبانيا الزيارات بشكل دوري، آخرها زيارة المدير العام للشرطة الوطنية الإسبانية، فرانسيسكو باردو بيكيراس، إلى الرباط في مايو/أيار الماضي، أجرى خلالها مباحثات مع المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني بالمغرب عبداللطيف حموشي.
وأحبطت الأجهزة الأمنية المغربية خلال الأعوام الماضية العديد من الهجمات الإرهابية، كما نجحت في تفكيك عدة خلايا بفضل اليقظة العالية والخبرة التي راكمتها المملكة في التصدي لكافة المخاطر الأمنية.
وينظر إلى المملكة كشريك دولي موثوق يُعتمد عليه في تعقّب العناصر الإرهابية وإجهاض مخططاتها التي تستهدف الاستقرار الدولي، فيما تشير تقارير إلى أن المغرب لعب دورا بارزا في اعتقال المئات من الإرهابيين والمطلوبين في قضايا أخرى.
وتحرص القوى الأوروبية على تعزيز التعاون الاستخباراتي والتنسيق مع المغرب الذي يقود جهودا إقليمية ودولية لمواجهة العديد من التحديات الأمنية في المنطقة سواء المتعلقة بمكافحة الإرهاب أو الهجرة السرية والاتجار بالبشر.