مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن لتخفيف التوتر في الشرق الأوسط

حديث الخارجية الإيرانية عن المفاوضات يأتي في خضم تصاعد التهديد الإسرائيلي باجتياح جنوب لبنان لإبعاد مقاتلي حزب الله.
الملف النووي من بين الملفات المطروحة في المفاوضات غير المباشرة

طهران - كشفت وزارة الخارجية الإيرانية عن مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن قائلة إنه سيتم الإعلان عن تفاصيلها في الوقت المناسب فيما يأتي ذلك في ظل العديد من الملفات الخلافية على غرار الملف النووي ودعم المجموعات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط وتداعيات الحرب في غزة واحتمال نشوب حرب في لبنان.
وقال وزير الخارجية ناصر كنعاني في مؤتمر صحفي أسبوعي عقده الاثنين بمقر الوزارة في طهران، لتقييم أجندة السياسة الخارجية لبلاده والتطورات الإقليمية ان المفاوضات غير المباشرة تهدف لتخفيف التوتر في العديد من الملفات.
وقدَّم تهانيه إلى مسعود بزشكيان الذي انتخب رئيسا تاسعا لجمهورية إيران قائلا ان "وزارة الخارجية ستستخدم كل طاقتها لمساعدة الرئيس المنتخب وتحقيق المصالح الوطنية" مشيرا إلى عملية التفاوض التي تتوسط فيها مسقط بين إيران والولايات المتحدة بشأن التطورات الإقليمية والقضايا النووية.
وأضاف "القنوات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة مفتوحة وقد أجرت قنواتنا الدبلوماسية محادثات غير مباشرة عبر وسائل مختلفة" متابعا "نستخدم كل قدراتنا الدبلوماسية لحماية حقوق الشعب الإيراني، وسنعلن التفاصيل في الوقت المناسب".

ستخدم كل قدراتنا الدبلوماسية لحماية حقوق الشعب الإيراني

ويرى مراقبون أن الحديث عن مفاوضات غير مباشرة بين واشنطن وطهران لديه انعكاسات إيجابية في تهدئة التوتر في المنطقة رغم ان الشرق الأوسط يعيش على وقع مخاوف من اندلاع حرب جديدة بين حزب الله وإسرائيل.
وهنالك مخاوف من اندلاع صراع مسلح مدمر بين إسرائيل وحزب الله خاصة بعد حديث الحكومة الإسرائيلية عن المصادقة على خطط الهجوم فيما توعدت طهران بدعم الجماعة اللبنانية بكل قوة في حال تعرض جنوب لبنان لاجتياح.
وكانت الولايات المتحدة اتهمت مرارا طهران بدعم حركة حماس بالمال والسلاح لتنفيذ عملية طوفا الاقصى دون التأكيد على علم الحكومة الايرانية بهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الاول الماضي.
ووصل التوتر بين إيران وإسرائيل حده الكبير بعد قصف القنصلية الإيرانية في دمشق والرد الإيراني بشن هجوم بالمسيرات والصواريخ الباليستية تمكنت الدولة العبرية من احباطه بمشاركة القوات الأميركية.
كما يمثل الملف النووي من بين الملفات العالقة بين طهران وواشنطن رغم ان الولايات المتحدة لم تدعم القوى الأوروبية في خطة فرض مزيد من الضغوط والعقوبات ولا تزال تعول على المفاوضات لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي.
وفي نهاية الشهر الماضي، أورد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران زادت مخزونها من اليورانيوم المخصب في الأشهر الأخيرة 30 مرة عن الحد المسموح به، ووفقا للتقرير، فإن المخزونات الإيرانية من اليورانيوم المخصب بلغت 6201.3 كيلوغراما في 11 أيار/ مايو مقارنة مع 5525.5 كيلوغراما في شباط/ فبراير.
ولفتت الوكالة إلى أن إيران تخطت بشكل كبير السقف المحدد لتخصيب اليورانيوم عند نسبة 3.67%، أي ما يعادل النسبة المستخدمة في محطات الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء. وباتت تملك 751.3 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصّب بنسبة 20%، مقابل 712.2 كيلوغرامًا قبل ثلاثة أشهر.
أما اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، فقد رفعت إيران مخزونها منه إلى 142.1 كيلوغرامًا مقابل 121.5 كيلوغرامًا في السابق، أي ما يكفي من المواد لصناعة ثلاث قنابل نووية في حال زادت نسبة التخصيب إلى 90% اللازمة للاستخدام العسكري، وفقًا لتعريف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.