اشحذ نظرك بالضوء الأحمر
لندن – ان كنت تخشى تراجع بصرك مع تقدم العمر، فربما يكون ادخال عادة بسيطة الى روتينك اليومي ملاذا فعالا، اذ يؤكد علماء بريطانيون ان التحديق في ضوء أحمر لمدة ثلاث دقائق مرة واحدة في الأسبوع، يمكن أن يحسن الرؤية التي تنخفض بسبب التقدم بالعمر كثيرا.
وتوصل إلى هذه النتيجة فريق من العلماء ترأسته غلين جيفري، وهي أستاذة بمعهد طب العيون بجامعة كينغز كولدج بلندن.
وقالت المؤلف الرئيسي، البروفيسور غلين جيفري: "الضوء الأحمر سيقوم بالتأثير على البصر، بغض النظر عن نوعية الكائن الحي".
وأضافت البروفيسور جيفري: "الميتوكوندريا هي مصادر طاقة محفوظة للغاية في الخلايا.. إنها بطاريات الخلايا. ويزيد الضوء الأحمر من شحنة الميتوكوندريا ويسمح لها بزيادة إنتاجها من الطاقة الذي انخفض مع تقدم العمر أو المرض".
ووفقا للبروفيسور جيفري، توفر الميتوكوندريا في العين على وجه الخصوص بعض المزايا البحثية الفريدة: "إن الشيء العظيم في شبكية العين هو أنها تحتوي على ميتوكوندريا أكثر من أي عضو آخر، لأنها تستخدم الكثير من الطاقة. علاوة على ذلك، لديك وصول بصري سهل - يمكنك توجيه الضوء مباشرة إلى الميتوكوندريا الشبكية، وهو ما لا يمكنك فعله للميتوكوندريا في الكبد أو الكلى".
يمكنك توجيه الضوء مباشرة إلى الميتوكوندريا الشبكية
وبدأ الباحثون تطبيق دراستهم على الذباب والفئران، قبل أن يبدأ العمل مع المشاركين في الدراسة من البشر، وفقا لدورية "ميديكال نيوز توداي".
وتراوحت أعمار مجموعة الدراسة الصغيرة للإناث والذكور من 34 إلى 70 عاما. وقاس الباحثون التحسينات في رؤية المشاركين من خلال تسجيل تباين الألوان لديهم، أو القدرة على التمييز بين الألوان. وكان لدى جميع المشاركين رؤية تباين ألوان طبيعية في بداية التجربة.
وتعرض بعض الأفراد لثلاث دقائق من الضوء الأحمر العميق في الصباح، والبعض الآخر في فترة ما بعد الظهر. كان الضوء الأحمر تقريبا ضعف سطوع الإضاءة الإجمالية في منطقة الاختبار.
وتم اختبار رؤية تباين الألوان للمشاركين بعد 3 ساعات من التعرض للضوء الأحمر، ومرة أخرى بعد أسبوع واحد.
والنتيجة كانت تحسن رؤية تباين الألوان لدى المشاركين الذين تعرضوا للضوء الأحمر في الصباح بمعدل 17 بالمئة.
تحتوي خلايا الشبكية على أعلى نسب الميتوكوندرين، وهي أيضاَ الخلايا الأكثر استهلاكاً للطاقة. لذلك تظهر أثار الشيخوخة على البصر قبل وظائف الجسم الأخرى، فعلى مر الزمن يقل انتاج طاقة "إي تي بي" بنسبة 70 بالمئة، مما يتسبب في ضعف الشبكية وبالتالي تراجع النظر بشكل ملحوظ عند التقدم في العمر.
تشرح جيفري كيفية الاستفادة من الضوء الأحمر في تحسين البصر قائلة: "يقوم الميتوكوندرين بامتصاص النور في مدى الطول الموجي 650 وحتى ألف نانومتر، ويحسن ذلك من أداء العينين ويرفع انتاج الطاقة في خلايا الشبكية". وكانت التجارب السابقة على الفئران وذباب الفاكهة والنحل الطنان أظهرت تحسناً كبيراً في مستقبلات الضوء لديهم عند تعرضهم للنور الأحمر في مدى الطول الموجي 670 نانومتراً، وهو ايضاَ ما تم استخدامه في التجارب البشرية.
وشبهت غلين جيفري العلاج بالضوء الأحمر بشحن بطارية، فـ"من الممكن تحسين البصر بشكل كبير لدى كبار السن عن طريق تعريضهم لنبضات قصيرة للضوء طويل الموجة والذي يقوم بشحن خلايا الشبكية بالطاقة التي تنقصها"، تقول الطبيبة.