تبون يستميل الناخبين في القبائل بالوعود والمشاريع
الجزائر - يؤدي الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون اليوم الاربعاء زيارة الى منطقة القبائل وبالتحديد إلى ولاية تيزي وزو وفق ما افاد به التلفزيون الجزائري فيما وصف ذلك بأنه يأتي ضمن حملة انتخابية مبكرة غير مصرح بها خاصة وان الرئيس الجزائري الحالي لم يعلن رسميا ترشحه في منطقة حساسة للغاية وشهدت الكثير من التحركات المناهضة للسلطات خلال السنوات الماضية.
وأوضح التلفزيون الجزائري أن زيارة تبون تأتي "لاستكمال مسار البناء والتشييد" حيث سيُدشن عددا من المشاريع التنموية والحيوية على غرار ملعب المجاهد حسين آيت أحمد إضافة للاستماع إلى عرض شامل حول المشاريع التنموية الكبرى في اطار سعيه لاستمالة الناخبين في استحقاق رئاسي مثير للجدل ووسط تشكيك من نزاهة وشفافية العملية الانتخابية في الداخل والخارج.
ويرى مراقبون ان تبون اختار استقطاب الأصوات من منطقة القبائل التي تعتبر منطقة حساسة للنظام الجزائري بعد سياسة القمع والاقصاء وغلق الافواه وهو ما فهم انه تحول من سياسة العصا الى الجزرة.
وتمثل منطقة القبائل صداعا مزمنا للنظام الجزائري بسبب أصوات الانفصاليين التي باتت مسموعة بشكل كبير في أوساط القبائليين.
وقد عرفت تلك المناطق تحركات كبيرة في السنوات الأخيرة في مواجهة خطاب النظام الجزائري وسط مخاوف من انتفاضة شعبية عارمة او تحركات شبيهة بمظاهرات الحراك الشعبي في 2019 حيث شاركت العديد من الولايات القبائلية بشكل كبير مثل البويرة وبجاية في تلك الاحتجاجات.
وتقول مصادر لموقع "مغرب انتلجنس" ان تبون يشعر بقلق كبير من التحركات لمؤيدين لانفصال منطقة القبائل خاصة بعد عقد مؤتمر حول الشعوب الأصلية وهو المؤتمر الذي نظم في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في أبريل/نيسان الماضي وحظي بمتابعة إعلامية في الخارج.
وأعلن فرحات مهني، رئيس الحركة عن قيام “دولة القبائل” وذلك خلال تجمع كبير للمنتمين للمنطقة قرب مقر الأمم المتحدة. وجاء هذا الإعلان في ذكرى مرور 44 عامًا على “ربيع الأمازيغ” عام 1980، و23 عامًا على “الربيع الأسود” عام 2001، وهما مناسبتان شهدتا احتجاجات قوية في منطقة القبائل تم قمعها من قبل السلطات الجزائرية. كما اختير توقيت الإعلان، الساعة 6:57 مساءً، ليتزامن مع ذكرى معركة 24 يونيو/تموز 1857، حيث هزم جيش القبائل القوات الفرنسية بقيادة المارشال راندون.
وخطاب حركة تقرير مصير منطقة القبائل بات مسموعا ليس في الداخل الجزائري وفي الأوساط الشعبية القبائلية ولكن في دول إقليمية ودولية وهو ما يمثل تحديا كبيرا للسلطات الجزائرية التي اتهمت مرارا بقمع هوية القبائليين وباتت سياسة التهميش والاقصاء غير مقبولتين وبالتالي أصبحت السلطات تبحث عن سياسة الجزرة وهو ما يفسر زيارة تبون لتيزي وزو.
ومن بين القرارات العاجلة للاهتمام بمنطقة القبائل في إطار تلك السياسة اصدار تعليمات لعدد من الوزراء لزيارة ولايات المنطقة القبائلية والاستماع لمطالب السكان المشروعة.
وقد أدى علي عون وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني زيارة للمنطقة، يوم الاثنين 13 مايو/ايار حيث استمع لمسؤولي شركة الصناعة الكهربائية بعزازقة شرق تيزي وزو وامكانيات تطوير مجالات التعاون مع مؤسسات في الخارج.
وقد كان لنفس الوزير قرار سابق شديد الأهمية تمثل تخصيص مبلغ بقيمة 3.5 مليار دينار جزائري، أي نحو 26 مليون أورو لفائدة المؤسسة الوطنية لصناعة الأدوات المنزلية وهي أكبر شركة في تيزي وزو.