استخدام مواقد الغاز اشبه بالعيش مع مدخن!
لندن - تُستخدم مواقد الغاز والبروبان في ملايين المنازل الأخرى في جميع أنحاء العالم، وفي اغلب مطابخنا العربية، وهو ما دعى طبيب بريطاني الى مراجعته فورا مشبها الامر بالعيش مع مدخن شره.
وحذر الطبيب بن إيفالد، من أن استعمال موقد الغاز يمكن أن يؤدي للإصابة بأمراض مثل الربو الحاد وزيادة الحساسية وحتى الالتهاب الرئوي.
ويؤدي احتراق الغاز والبروبان في هذه المواقد إلى إطلاق ملوثات الهواء الخطرة، بما في ذلك ثاني أكسيد النيتروجين، والبنزين، وأول أكسيد الكربون، والفورمالديهايد، والجسيمات متناهية الصغر.
وقال بن إيفالد، الذي يعمل طبيبا في نيوكاسل ولديه خبرة تزيد عن 30 عاما في ممارسة الطب، إن الناس يجب عليهم إعادة النظر في وجود موقد الغاز بالمنزل، خاصة في حال وجود أطفال بالمنزل.
وحذر من أن "العيش مع موقد غاز يعادل من الناحية الصحية العيش مع مدخن".
هناك الكثير من أسباب الربو.. لتعرض لموقد الغاز مدرج في تلك القائمة
وأوضح إيفالد أن اللهب تنبعث منه جسيمات ضارة مثل ثاني أكسيد النيتروجين وهي تتدفق للجهاز التنفسي وتلتصق بالرئتين وتسبب تهيجها.
كما تؤثر المشكلات الصحية أكثر على الأطفال المعرضين للغاز، ولكنها يمكن أن تؤثر أيضا على البالغين وكبار السن.
وقال إيفالد: "هناك الكثير من أسباب الربو، والفيروسات هي السبب الأكبر، لكن التعرض لموقد الغاز مدرج في تلك القائمة".
ويرى إيفالد أنه يمكن استخدام طرق عديدة لتقليل أضرار موقد الغاز أبرزها مثل فتح الباب أو النافذة قبل تشغيل الموقد، واستخدام شفاط المطبخ دائما.
هذا ويعمل ما يعرف بالتحالف العالمي للطهي الآمن (GCC) على الوصول لطهي دون استخدام وقود أحفوري عبر الأجهزة الكهربائية التي تعمل بالطاقة المتجددة بحلول عام 2030 في المطابخ الجديدة وفرض هذا النظام في كل العقارات السكنية بحلول عام 2040.
وأوضح أن: "ثاني أكسيد النيتروجين الناتج عن اللهب مهيج للجهاز التنفسي، ويمكن أن يكون ساما وقد يؤدي للإصابة بالربو، إضافة إلى مادة الفورمالديهايد التي تطلقها الشعلة وهي أيضا تهيج الجهاز التنفسي، فضلا عن نسبة قليلة من البنزين الصادر عن اللهب وهو مادة مسرطنة".
وكشفت الأبحاث التي أجرتها المجلة الدولية لعلم الأوبئة أن الأطفال المعرضين لمواقد الغاز في المنزل لديهم خطر متزايد بنسبة 42 بالمئة للإصابة بالربو وفرصة أكبر بنسبة 24 بالمئة لتشخيص الربو في مرحلة ما من الحياة.
وتوصلت دراسة حديثة عن تلوث الهواء في المنازل الأميركية إلى أن الأسر التي تستخدم مواقد الغاز أو البروبان، تتنفس بانتظام مستويات غير صحية من ثاني أكسيد النيتروجين. وحتى في غرف النوم البعيدة عن المطابخ، تتجاوز التركيزات أيضا الحدود الصحية بعد ساعات من إطفاء الشعلات والأفران. ولذا فإن التلوث الناجم عن مواقد الغاز والبروبان لا يمثل مشكلة للطهاة أو الأشخاص في المطبخ فقط، بل يمثل ضررا للعائلة بأكملها.
فى هذه الدراسة رُبط التعرض الطويل الأمد لثاني أكسيد النيتروجين على مدار أكثر من عام بزيادة وتفاقم الربو لدى الأطفال، ووقوع وفيات بسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن، وسرطان الرئة، والولادة المبكرة، ومرض السكري.
وعلى الرغم من أن معظم التعرض لثاني أكسيد النيتروجين ناتج عن حرق السيارات والشاحنات للوقود الأحفوري، فإن الباحثين يقدرون أن الملوثات الناتجة عن مواقد الغاز والبروبان بشكل عام قد تكون مسؤولة عما يصل إلى 200 ألف حالة ربو حالية لدى الأطفال في الولايات المتحدة وحدها، وأن ربع هذه الحالات يمكن أن يُعزى إلى ثاني أكسيد النيتروجين وحده. ويزداد خطر هذه الملوثات بزيادة مقدار الغاز الذي يُحرق في الموقد، كما أن استعمال مروحة شفط فعالة يقلل بعض الشيء أثر هذه الملوثات.