لا تترددوا في استبدال تبغكم بالسجائر الالكترونية
لندن – يرجح ان يكون منتجات النيكوتين الخالية من الدخان، مثل السجائر الإلكترونية أكثر أمانًا بنسبة عالية جدا من تدخين السجائر التقليدية رغم تشكيك بعض الدراسات في هذا المعطى، وهو ما تأكده دراسة بريطانية حديثة.
وأظهرت بحث أجراه معهد علم الأوبئة والرعاية الصحية في جامعة كوليدج لندن أدلة جديدة أن تدخين سجائر التبغ، أكثر ضررا مقارنة بتدخين السجائر الإلكترونية.
وكشفت الدراسة التي نشرتها مجلة "غاما" العلمية، أن دخان السجائر الإلكترونية يحتوي على كمية أقل من النيكوتين مقارنة بدخان السجائر العادية.
وأوضحت أن اختبارات الدم للأطفال الذين تعرضوا لدخان السجائر الإلكترونية، تشير إلى أنهم استنشقوا أقل من سُبع كمية النيكوتين، مقارنة بأولئك الذين يدخنون السجائر بانتظام.
كما رجحت الدراسة أن التعرض غير المباشر للمواد الضارة من السجائر الإلكترونية قد يكون أقل، مضيفة أنه "على الرغم من أن السجائر الإلكترونية تحتوي على مستويات مماثلة من النيكوتين، إلا أنها تحتوي على مستويات أقل من السموم والمواد المسرطنة الموجودة في التبغ".
مستويات أقل من السموم والمواد المسرطنة الموجودة في التبغ
من ناحيته، قال أحد كبار الباحثين في معهد علم الأوبئة والرعاية الصحية في جامعة كوليدج لندن، البروفيسور شير شهاب، إن "الدراسة تشير إلى أن المخاوف بشأن التدخين السلبي مبالغ فيها إلى حد ما، ولكن النتائج بالنسبة للأطفال تؤكد مخاطر التدخين، والتي يجب تجنبها بأي ثمن".
وقال البروفسور بيتر هاجيك، أستاذ علم النفس السريري ومدير وحدة أبحاث الاعتماد على التبغ في معهد وولفسون للطب الوقائي،، خلال مشاركته، بصفته خبيرًا في الإقلاع عن التدخين، في المؤتمر العالمي الثامن للجمعية العالمية للاضطرابات المزدوجة والمؤتمر السادس والعشرين للجمعية الإسبانية لعلم الأمراض المزدوجة "نعلم الآن بعد أكثر من مئة دراسة، جرى التركيز في الكثير منها على ابتلاع السموم أثناء تدخين السجائر الإلكترونية، أن ذلك لا يمثل سوى جزء صغير من المخاطر التي ينطوي عليها احتراق التبغ الذي يحصل مع السجائر التقليدية".
ويؤيد البروفسور هاجيك عدم استهلاك الشباب للنيكوتين بأي شكل من الأشكال، لكن القلق الأساسي هو أن التدخين يقتل ويسبب السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، بينما تُعتبر مخاطر التدخين الإلكتروني أقل بكثير.
ويعتقد هاجيك أن فكرة حظر السجائر التي يتم فيها حرق التبغ هي فكرة جيدة، لكن إذا أردنا تجنب السوق السوداء والشبكات الإجرامية، فيجب إتاحة الحصول على بدائل أقل خطورة للأشخاص البالغين المدخنين.
كما ذكر الخبير في الإقلاع عن التدخين عن أهمية القضاء على التدخين السلبي، مشدّدا على أن الانبعاثات الناتجة عن التدخين الإلكتروني منخفضة للغاية بحيث لا تضر الآخرين، لأن السموم المسؤولة عن الأضرار المرتبطة بالتدخين تنتج عن احتراق التبغ في السجائر التقليدية، ومعظمها غير موجود في رذاذ السجائر الإلكترونية، كما أن المركبات الكيميائية القليلة الموجودة فيها تكون بمستويات أقل بكثير، أقل بمئات المرات. ولكنه لم يلغِ إمكانية حدوث بعض الشوائب، التي من الممكن تصحيحها، والتي لا تشكل سوى جزء بسيط من المخاطر الصحية التي يشكلها التبغ المحترق.