لميس خيرات تتناول التراث المغربي في 'قفطان خديجة'
الدار البيضاء (المغرب) - يستعرض مسلسل تلفزيوني جديد بعنوان "قفطان خديجة" عناصر من التراث الثقافي المغربي ممثلة في تسليط الضوء على القفطان التقليدي.
وانطلقت السيناريست والمخرجة المغربية لميس خيرات في تصوير مشاهد من المسلسل بالدار البيضاء، وقد أشرفت على كتابة نص العمل رفقة كل من عبدالله العبداوي وبشرى بلواد.
وينتمي العمل لفئة المسلسلات الطويلة، حيث تدور قصته في ثلاثين حلقة حول قصة "ليلى" (تجسد دورها محاسن المرابط)، وهي سيدة مغربية في مقتبل العمر، تدفعها أزمة مالية قاسية تضرب أسرتها الثرية، ما يدفع البطلة لمزاولة مهنة جدتها، في خياطة القفطان المغربي.
وقالت محاسن المرابط عبر حسابها على إنستغرام "كانقدم لكم 'ليلى' شخصيتي في أول عمل مغربي لي من إخراج لميس خيرات".
ومن المقرر أن يطل المسلسل وهو من إنتاج شركة "إيماج فاكتوري" على المشاهدين المغاربة من شاشة القناة الأولى، ويشارك في العمل إلى جانب محاسن المرابط نخبة من النجوم بينهم سحر الصديقي، سلوى زرهان، ندى هداوي، رجاء لطفين، رشيدة منار، نادية كوان، مغني الراب عبدالعزيز وانزا، ناصر أقباب، ياسين أحجام، طارق البخاري، يسري المراكشي، خليل مخلص، وفتاح الغرباوي.
ويأتي تصوير المسلسل الذي يقدم توليفة من أسرار صناعة القفطان المغربي ورمزيته الحضارية والثقافية، ليوثق لهذا الزي الذي تم إيداع ملف لليونسكو يتعلق بتسجيله عنصر على اللائحة التمثيلية كتراث غير مادي، وفق ما سبق أن أكده يوسف خيارة مدير التراث الثقافي في المغرب، مشيرا إلى أنه من المرتقب أن يتم تسجيله رسميا سنة 2025.
ففي ظل سباق دولي محموم نحو تسجيل عناصر التراث الثقافي لدى المنظمات المعنية وحمايتها من نسبها إلى جهات أخرى، انخرطت الدراما المغربية بدورها في صون وتثمين الموروث الثقافي الوطني بعمل درامي جديد يهدف إلى ترسيخ دور الموروث الثقافي في الحفاظ على الهوية الوطنية.
وفي مايو/أيار الماضي، تصدت وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية لمحاولة السطو على أشهر القفاطين المغربية الأصيلة، المعروف باسم "النطع الفاسي" وتقدمت بشكوى لمنظمة اليونسكو من أجل سحب الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالقفطان التي أدرجتها الجزائر في ملف يحمل عنوان "نتاع- الزي الاحتفالي النسائي في شرق الجزائر الكبرى: المعرفة والخبرة المرتبطة بصناعة وتزيين الكندورة والملحفة".
ويحرص صناع العمل على إبراز معالم الثقافة والهوية المغربية مع الاحتفاء بأصول صناعة القفطان، والذي بات يتعرض في السنوات الأخيرة لمحاولات السطو كرمز حضاري، بحسب تقارير صحفية محلية.
وشددت النجمة ندى هداوي في تصريح لجريدة "مدار21" المغربية على أنه من المهم تناول التراث المغربي من قبيل القفطان وغيره في الأعمال الفنية، لإبراز الهوية الثقافية المغربية التي تبعث على الفخر والاعتزاز في كل أنحاء العالم.
وتابعت أن تخصيص عمل لهذا التراث يكون بهدف "تمييزه وإظهاره والتعريف به أكثر، ولو أنه لا يحتاج إلى الإشهار، لكن من الجيد الافتخار بتراثنا وإظهاره في أحسن صورة".
وتقدم ندى هداوي في المسلسل دور "دينا، فتاة شابة في العشرينات، تتابع دراستها في مدرسة عليا في أميركا، لكن الظروف تضطرها للعودة إلى المغرب"، قائلة إن حياتها ستتغير، وستنقلب رأسا على عقب، بسبب انتقالها من عتبة الغنى إلى الفقر، لتجد نفسها في قلب أزمة اجتماعية صعبة.
وأضافت هداوي "دينا لن تتقبل تغير مستوى عائلتها المعيشي، وعنادها سيعرضها للعديد من التغييرات التي تطال شخصيتها، وسيتعرف عليها المشاهد خلال متابعة العمل"، لافتة إلى أن كواليس المسلسل "تمر في ظروف جيدة، وتخلله طاقة إيجابية، دون وجود أي مشاكل".
ويُعتبر القفطان من أقدم الألبسة التقليدية في العالم يخص المغاربة، كما أنه يعد رمزا للنبالة والأناقة والتراث والهوية خاصة في المُناسبات السعيدة مثل حفلات الزفاف والحناء والختان.
وخطف هذا الزي التقليدي المغربي في العديد من المناسبات الأنظار في عاصمة الأنوار والموضة باريس وفي أسبوع الموضة بتركيا وبأبوظبي وكذلك في بروكسل، إذ تربع على عرش أهم ماركات الأزياء في العالم.
وفتح ارتداؤه من قبل مشاهير وشخصيات عالمية شهية مصممي الأزياء الغربيين أمثال بالمان وإيف سان لوران وجون بول غوتييه وغيرهم من الذين سارعوا إلى إدراج نسخ مطورة منه في كاتالوغات أعمالهم.
ويعكس القفطان الذي يساهم بنحو 16 في المئة من صادرات المغرب من الصناعة التقليدية حب المغاربة وتقديرهم للجمال وقدرتهم على الحفاظ على إرث تاريخي في مجتمع عايش حقبا وحضارات مختلفة.
ويحرص أبطال العمل على نشر كواليس تصوير العمل، مشيرين إلى شخصياتهم به على غرار سحر الصديقي التي تظهر بشخصية "صونيا"، خليل مخلص بدور "كمال"، ورضا بختي بدور سيمو.