اسرائيل تقصف الحديدة وتتأهب للتصعيد مع الحوثيين
تل ابيب - أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنه اعترض صاروخا قادما من اليمن و"كان يقترب من إسرائيل" وذلك غداة غارة إسرائيلية استهدفت الحديدة أوقعت ثلاثة قتلى وأكثر من 80 جريحا، بعد يوم من هجوم بمسيرة مفخخة في محيط السفارة الأميركية وسط تل أبيب تبناه المتمردون في اليمن وأسفر عن قتيل وعدد من الجرحى.
وقال الجيش الإسرائيلي اعتراض الدفاعات الجوية الإسرائيلية لصاروخ سطح-سطح أطلق من اليمن الأحد بينما قالت جماعة الحوثي اليمنية إنها استهدفت مدينة إيلات المطلة على البحر الأحمر في إسرائيل بعدة صواريخ.
وأفاد الجيش الإسرائيلي إن نظام الدفاع الصاروخي آرو 3 أسقط الصاروخ قبل عبوره إلى الأراضي الإسرائيلية. وقبل الاعتراض، دوت صفارات الإنذار في إيلات، مما دفع السكان إلى المسارعة إلى المخابئ.
وكانت مقاتلات إسرائيلية أغارت السبت على أهداف للحوثيين في ميناء مدينة الحديدة اليمنية غداة تبنّي المتمرّدين اليمنيين المدعومين من إيران هجوماً بمسيّرة مفخّخة أوقع قتيلاً في تل أبيب.
وقالت قناة ''المسيرة" التابعة للحوثيين في خبر عاجل مقتضب "شهداء وجرحى إثر غارات العدو الإسرائيلي على منشآت تخزين النفط في ميناء الحديدة".
كما نشرت مقطع فيديو يتضمن بيان القوات المسلحة اليمنية يؤكد فيه حتمية الرد اليمني على هذا الهجوم الاسرائيلي.
وقالت وزارة الصحة التابعة للمتمردين الحوثيين في بيان نقلته وكالة ''سبأ'' التابعة للجماعة إن "الحصيلة الأولية لجريمة استهداف العدو الإسرائيلي خزانات النفط ومحطة الكهرباء بمحافظة الحديدة بلغت 80 جريحًا معظمهم بحروق شديدة".
وفي وقت سابق من اليوم السبت أورد خبر عاجل مقتضب للقناة أن "الغارات الإسرائيلية استهدفت منشآت تخزين النفط في ميناء المدينة".
ونشرت القناة صورا لحرائق ضخمة قالت إنها لغارات إسرائيلية استهدفت ميناء المدينة وتحدثت عن سقوط قتلى وإصابة جرحى.
بدوره، قال موقع "أنصار الله" التابع للحوثيين، في خبر مقتضب "تتعرض مدينة الحديدة غربي اليمن لسلسلة غارات عدوانية على مناطق مختلفة".
وقال الجيش الإسرائيلي السبت إن طائراته المقاتلة قصفت أهدافا عسكرية لجماعة الحوثي في منطقة ميناء الحديدة باليمن ردا على مئات الهجمات التي نُفذت ضد إسرائيل في الأشهر القليلة الماضية.
وأفاد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت السبت إن إسرائيل قصفت الحوثيين في اليمن لتوجيه رسالة معينة بعد أن ألحقوا الضرر بمواطن إسرائيلي.
وأكد في بيان أن "النيران المشتعلة حاليا في الحديدة يمكن رؤيتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط والمغزى واضح".
وتابع "الحوثيون هاجمونا أكثر من 200 مرة وفي المرة الأولى التي ألحقوا فيها الأذى بمواطن إسرائيلي، قمنا بقصفهم وسنفعل ذلك في أي مكان إذا اقتضت الضرورة".
بدوره قال رئيس الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي أمير أوحانا إن الهجوم الذي شنه سلاح الجو على مدينة الحديدة اليمنية يعد "رسالة لكل الشرق الأوسط".
وهذه الضربات هي الأولى التي أعلنتها إسرائيل ضد اليمن التي يشن منها الحوثيون هجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها.
وقتل إسرائيلي وأصيب ثمانية آخرون الجمعة إثر انفجار مسيرة مفخخة في وسط تل أبيب قرب السفارة الأميركية، فيما أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم.
وهدد غالانت الحوثيين بدفع الثمن، مؤكدا أنه وجه "بتعزيز أنظمة الدفاع الجوي في اجتماع لقادة الجيش''، مشددا على أن "النظام الأمني سيجعل كل من يحاول إيذاء دولة إسرائيل، أو يرسل الإرهاب ضدها يدفع الثمن بطريقة حاسمة ومفاجئة".
وقال مسؤول في الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل أخطرت حلفاءها قبل تنفيذ غارة جوية على أهداف، فيما قال العميد تركي المالكي المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية إن المملكة ليس لها علاقة أو مشاركة في استهداف الحديدة في اليمن. وأضاف أن السعودية لن تسمح باختراق أجوائها من أي جهة كانت.عسكرية للحوثيين في اليمن السبت.
ولم يقدم المسؤول الاسرائيلي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، مزيدا من التفاصيل، لكنه ذكر أن بعض الأهداف كانت "ذات استخدامات مزدوجة"، ومنها بنية تحتية للطاقة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الميناء الذي قصفته طائرات مقاتلة إسرائيلية في اليمن السبت تستخدمه جماعة الحوثي في إدخال أسلحة إيرانية.
وأضاف أن الغارة، التي وقعت على بعد حوالي 1800 كيلومتر من إسرائيل، هي تذكير "للأعداء بأنه لا يوجد مكان لا يمكن لإسرائيل الوصول إليه".
وأكدت الجماعة المدعومة من إيران أن الهجوم الإسرائيلي على محافظة الحديدة لن يزيدها إلا "إصرارا وثباتا" في مساندة قطاع غزة، وتوعدت بعمليات "تقض مضاجع" تل أبيب ردا على الهجوم.
وقال متحدث جماعة الحوثي محمد عبدالسلام في منشور عبر منصة "إكس" إن "العدوان الإسرائيلي الغاشم على اليمن، الذي استهدف منشآت مدنية بينها خزانات النفط بميناء الحديدة ومحطة الكهرباء في الحديدة، يأتي بهدف مضاعفة معاناة الناس، والضغط على اليمن للتوقف عن مساندة غزة".
بدوره، قال عضو المجلس السياسي الأعلى للجماعة محمد علي الحوثي إن "المعركة مع إسرائيل مستمرة بإسناد الشعب اليمني، لمعركة شرف الأمة وقضيتها المركزية في غزة فلسطين"، مضيفا "ما قام به الكيان هو عدوان عدو إرهابي، والقصف جريمة تضاف إلى سلم جرائمه الهمجية".
وأدانت حركتا حماس والجهاد الإسلامي اليوم السبت "العدوان" الإسرائيلي على مدينة الحديدة غربي اليمن، الذي جاء ردا على استهداف حوثي سابق بمسيرة لمدينة تل أبيب.
وقالت حماس في بيان "نعد العدوان الإسرائيلي تصعيدا خطيرا في محاولة يائسة لثني قوى المقاومة الحرة في أمتنا، عن أداء واجبها المقدس نحو القدس والشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتعرض لحرب إبادة نازية".
من جانبها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان إن "هذه الجريمة الصهيونية الجديدة تؤكد بأن هذا الكيان المجرم ليس خطراً على الشعب الفلسطيني وحده، بل على كل شعوب أمتنا العربية والإسلامية.
بدوره حذر حزب الله اللبناني من أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت حلفاءه المتمردين الحوثيين في اليمن تشكل منعطفا خطيرا.
وقال التنظيم المدعوم من إيران في بيان "إننا نعتقد أن الخطوة الحمقاء التي أقدم عليها العدو الصهيوني هي إيذان بمرحلة جديدة وخطيرة من المواجهة، بالغة الأهمية على مستوى المنطقة برمتها".