اعتقال رسام كاريكاتير مصري يثير انتقادات حقوقية

نقابة الصحافيين المصريين تؤكد أن اعتقال أشرف عمر يعد الحالة الثانية لاستهداف وملاحقة الإعلاميين خلال أسبوع بعد القبض على خالد ممدوح.

القاهرة - أوقفت السلطات الأمنية في مصر فجر اليوم الاثنين رسام الكاريكاتير بموقع "المنصة" الصحافي المستقل أشرف عمر بعد أيام من توقيف صحافي آخر، وسط مطالبات من نقابة الصحافيين بالإفراج الفوري عنه، فيما يأتي هذا التطور قبل يوم من انعقاد جلسة في إطار الحوار الوطني لمنافشة ملف الحبس الاحتياطي.

ونشر موقع المنصة على صفحته على فيسبوك نقلا عن زوجة عمر ندى مغيث أن "قوة أمنية بلباس مدني اقتحمت مقر سكنهم بحدائق أكتوبر وألقت القبض عليه الساعة الواحدة والنصف فجر الاثنين، واقتادته إلى مكان غير معلوم".

وأضافت مغيث، بحسب ما أفاد الموقع الصحافي، أنها لم تكن في المنزل الأحد وقد حاولت التواصل تليفونيا مع زوجها ولكنه لم يرد. إلا أنه "بمراجعة كاميرا مراقبة قريبة من العقار تبين أن مجموعة من الأشخاص في سيارتي ميكروباص دخلوا العقار، وبعد نحو 40 دقيقة خرج أشرف معهم من العقار وهو معصوب العينين".

وأفاد الموقع في بيان اليوم الاثنين بأن رسومات عمر الأخيرة "منها ما كان يتندر على أزمة انقطاع الكهرباء وإمكانية تشغيل قطار المونوريل في ظل قلّة الموارد".

وأرسلت المنصة خطابًا إلى نقابة الصحافيين تطالبها بالتدخل "لضمان سلامته ومعرفة مكانه وتمثيله قانونيا".

من جهتها أدانت لجنة الحريات بنقابة الصحافيين المصرية توقيف عمر وطالبت "بالكشف عن مكان احتجازه وملابسات القبض عليه والإفراج الفوري عنه".

وأضافت أن اعتقال عمر "يعد الحالة الثانية لاستهداف وملاحقة الصحافيين خلال أسبوع بعد القبض على الزميل خالد ممدوح، الذي ظل مختفيًا لعدة أيام ... قبل أن يظهر محتجزا أمام نيابة أمن الدولة العليا الأحد".

واعتبر رئيس اللجنة محمود كامل أن إيقاف رسام الكاريكاتير يشير إلى "عودة الحملة الأمنية ضد الصحفيين بعد أن توقفت خلال الفترة الأخيرة".

وقال نقيب الصحفيين خالد البلشي في تصريح لموقع "الحرة" "نشهد عودة للقبض على الصحفيين مرة أخرى بدلا من الإفراج عن الـ22 صحفيا المحبوسين الذين نطالب بالإفراج عنهم".

وتتزامن واقعة توقيف عمر مع عقد جلسات "الحوار الوطني" الذي انطلق مطلع مايو/أيار 2023 بدعوة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لمناقشة كلّ القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية العالقة بين المصريين.

ومن المقرر أن تبدأ جلسات متخصصة الثلاثاء لمناقشة ملف الحبس الاحتياطي لكونه على رأس قضايا الحريات وحقوق الإنسان.

واعتبر مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان أن القبض على رسام الكاريكاتير أشرف عمر وقرار حبس الصحفي خالد ممدوح، فضلا عن حملات اعتقال متواصلة لكل من ينتقد الحكومة والنظام أدلة متجدة على غياب أي إرادة للإصلاح والتغيير.

وفي مايو/أيار، وصفت منظمة ''مراسلون بلا حدود'' غير الحكومية وضع حرية الصحافة في المنطقة بأنه "خطير للغاية" في نحو نصف بلدانها.

وتحتل مصر المرتبة 170 في قائمة حرية الصحافة والتي تضم 180 بلدا على مستوى العالم، بحسب بيانات المنظمة.