حداد تركيا على هنيّة يؤجج التوتر مع إسرائيل

وزارة الخارجية الإسرائيلية تستدعي نائب السفير التركي لتوبيخه بعد أن نكست سفارة بلاده في تل أبيب علمها حدادا على إسماعيل هنية.

أنقرة - استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية نائب السفير التركي اليوم الجمعة لتوبيخه بعد أن نكست السفارة التركية في تل أبيب علمها حدادا على إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، فيما يأتي هذا التطور في غمرة توتر بين أنقرة وتل أبيب على خلفية الهجوم الحاد الذي شنه الرئيس رجب طيب أردوغان على الحكومة الإسرائيلية ووصفه كبار مسؤوليها بـ"مجرمي حرب"

وقال يسرائيل كاتس وزير الخارجية الإسرائيلي في بيان "دولة إسرائيل لن تتسامح مع التعبير عن الحداد على قاتل مثل إسماعيل هنية".

وقُتل هنية في طهران أثناء وجوده هناك لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان. ولم تعلن إسرائيل رسميا المسؤولية عن وفاته، لكن إيران وحلفاءها، ومن بينهم حماس وجماعة حزب الله اللبنانية، اتهموا إسرائيل باغتياله وتوعدوا بالثأر.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة الثاني من أغسطس/آب يوم حداد وطني على هنية. ونكست السفارة التركية لدى إسرائيل وقنصليتها العامة لدى فلسطين وكافة الممثليات الدبلوماسية أعلامها في الخارج أعلامهما اليوم الجمعة، حدادا على اغتيال إسماعيل هنية.
وجاء في بيان كاتس أن هنية كان زعيما لحماس أثناء الهجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي وأجنبي واحتجاز أكثر من 250 رهينة في غزة. وشنت إسرائيل حملة عسكرية على قطاع غزة على إثر ذلك وهي حملة مستمرة حتى الآن على القطاع الساحلي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية ردا على تصريحات كاتس على منصة التواصل الاجتماعي إكس "لا يمكنكم تحقيق السلام بقتل المفاوضين وتهديد الدبلوماسيين"، في إشارة فيما يبدو إلى مقتل هنية.

وتصاعد التوتر بين إسرائيل وتركيا بشدة منذ بدء الحرب في غزة التي قتل فيها حتى الآن أكثر من 39 ألف فلسطيني وقطعت أنقرة في مايو/أيار الماضي علاقاتها الاقتصادية مع الدولة العبرية وأوقفت جميع معاملات التصدير والاستيراد، في خطوة اعتبرها مراقبون متأخرة، لا سيما في ظل الانتقادات التي دأب أردوغان على توجيهها إلى الدولة العبرية منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة.

وألمح الرئيس التركي منذ يومين إلى تدخل عسكري لحماية الفلسطينيين، لافتا إلى أن بلاده تدخلت في السابق في ليبيا وناغورني قره باغ، فيما هددت الخارجية الإسرائيلية الرئيس التركي بنفس مصير الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
ودعت الدولة العبرية حلف شمال الأطلسي "ناتو" إلى طرد إسرائيل من المنظمة، منددة بما وصفته بـ"تهديدات بعزو إسرائيل".

وتقترب العلاقات بين تركيا وإسرائيل من قطيعة دبلوماسية بعد جهود لترميمها وزيارة أداها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لأنقرة في العام 2022 ولقائه أردوغان.
وسعت أنقرة إلى تخفيف حدة التوتر مع عدد من دول المنطقة، مدفوعة برغبتها في إيجاد حلول لاقتصادها المنهك بسبب السياسات العدائية التي انتهجها الرئيس التركي في عدد من الساحات.