اعتصام فزان يجبر ليبيا على خفض الانتاج من أكبر الحقول النفطية

حكومة الدبيبة تهدد باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية مصالح شعبها والدفاع عن حقوقه في الاستفادة من ثروات بلاده.

طرابلس - أعلنت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، البدء في التخفيض الجزئي للإنتاج من حقل الشرارة بسبب ظروف القوة القاهرة الناجمة عن اعتصامات تجمع حراك فزان، مما يعكس أزمة أمنية في البلاد تعيق البنية التحتية لقطاع الطاقة منذ سنوات.

وناشدت المؤسسة في بيان، الأطراف المعنية "ضرورة مراعاة المصلحة الوطنية ودعم جهود المؤسسة الرامية إلى استقرار الإنتاج وزيادته". فيما نددت حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة الأحد، بمحاولات إغلاق حقل الشرارة النفطي ووصفتها بأنها "ابتزاز سياسي".

وقالت الحكومة إنها "لن تتوانى عن اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية مصالح شعبها والدفاع عن حقوقه في الاستفادة من ثروات بلاده".

ويعدّ حقل الشرارة أحد أكبر مناطق الإنتاج في ليبيا بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 300 ألف برميل يوميا، إلا أنه بات هدفا متكررا للمحتجين لأسباب سياسية مختلفة. وتوقّف الحقل الاثنين، بعد أن أُجبرت الشركة المشغلة على تقليص الإنتاج تدريجياً خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى ما يقرب 270 ألف برميل.

وتعكس الاحتجاجات وتوقف الإنتاج بالحقول النفطية المشكلات الأمنية التي أعاقت البنية التحتية للطاقة لسنوات طويلة

المؤسسة الوطنية الليبية للنفط تناشد تجمع حراك فزان الى مراعاة المصلحة الوطنية ودعم جهود المؤسسة الرامية إلى استقرار الإنتاج وزيادته.

 

وكان حقل "الشرارة" قد واجه في يناير/كانون الثاني الماضي "حالة القوة القاهرة"، وهي بند في العقود يسمح بتعليق التسليمات، على إثر احتجاجات استمرت لأسابيع طالب فيها المحتجون بتحسين ظروفهم المعيشية، وبناء مصفاة في الجنوب، وصيانة الطرق المتهالكة، ووضع حد لنقص الوقود في جنوب ليبيا.
وبسبب الاحتجاجات، اضطرت السلطات الليبية الى وقف الانتاج في حقل "الوفاء" في غرب ليبيا وخط الغاز الطبيعي إلى إيطاليا، لفترة خلال شهر فبراير/شباط.

ويشهد الجنوب الليبي انفلاتا امنيا، حيث تنشط شبكات تهريب البشر والبضائع، وخاصة تهريب الوقود الذي تجاوز سعره في إقليم فزان 50 ضعفا للسعر الرسمي، وتسريبه إلى دول الجوار أو السوق السوداء. علما وأن ليبيا تدعم المحروقات بمختلف أنواعها، وتعد أسعارها الأرخص في العالم حيث يباع لتر البنزين المدعم بسعر 0.15 دينار (0.031 دولار).

وكانت وسائل إعلام ليبية قد تحدّثت عن اصدار صدام حفتر أوامره بإغلاق حقل الشرارة النفطي، الذي تشغله شركة ريبسول الإسبانية، وذلك عقب إبلاغه بوجود مذكرة قبض صادرة بحقه في أثناء عودته إلى ليبيا من العاصمة الإيطالية روما، وذلك على خلفية اتهامه في تهريب شحنة سلاح كانت قد أوقفتها الشرطة الإسبانية قبل عدة أشهر.

وقالت المصادر ذاتها إن هناك محاولات غربية ومحلية قد بدأت بالفعل للضغط على إسبانيا من أجل إبطال مذكرة القبض الصادرة بحق نجل خليفة حفتر، وذلك بهدف استئناف العمل في حقل الشرارة النفطي، الذي يعد من أهم الحقول النفطية في ليبيا بإنتاج يفوق 350 ألف برميل يوميا، وفق موقع القناة.

ووصل انتاج ليبيا من النفط إلى حوالي 1.8 ملايين برميل يومياً في عام 2008، قبل أن يتراجع إلى حوالي 100 ألف برميل بعد مقتل معمر القذافي عقب انتفاضة 2011. وظل الإنتاج متذبذباً منذ ذلك الحين، ليعاود الاستقرار عند حوالي 1.2 ملايين برميل يومياً في الأشهر الأخيرة.