السنوار يخلف هنية في رسالة تحد لإسرائيل

كتائب عز الدين القسام تتبنى إطلاق صلية من الصواريخ من غزة باتجاه إسرائيل بعد إعلان حماس.

غزة - أعلنت حركة حماس الثلاثاء تعيين قائدها في قطاع غزة يحيى السنوار رئيسا جديدا لمكتبها السياسي خلفا لاسماعيل هنية الذي اغتيل قبل أسبوع في طهران، واعتبرت هذا الاختيار "رسالة ذات دلالات كبيرة موجهة لإسرائيل وحلفائها"، فيما ينظر إليه خارجيا على أنه توجه يعزز خط التشدد في الحركة الاسلامية ويعقد جهود المفاوضات حول هدنة تنهي العدوان الإسرائيلي على غزة وتكبح تصعيدا قد يجر المنطقة إلى حرب شاملة مع تفاقم التوترات بين تل ابيب من جهة وإيران وحزب الله اللبناني من جهة ثانية.

وقال القيادي في حماس سامي أبوزهري أن "الحركة اختارت السنوار قائدا لها في رسالة ذات دلالات كبيرة موجهة للعدو وحلفائه".

وفي 31 يوليو/تموز 2024، أعلنت حماس وإيران اغتيال هنية في مقر إقامته بطهران، غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

وكانت الأنظار تتجه إلى خالد مشعل الذي تولى منصب رئيس المكتب السياسي للحركة لحوالي عشرين عاما (1996-2107)، لتولي تلك المهمة، إذ اختير رئيسا للمكتب السياسي للحركة بعد اغتيال قائدها المؤسس الشيخ أحمد ياسين، ومن بعده خليفته في الأراضي الفلسطينية عبدالعزيز الرنتيسي.

وبعد بضع دقائق من إعلان السنوار خليفة لهنية، تبنت كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحماس إطلاق صلية من الصواريخ من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل. ويتهم الجيش والسلطات الاسرائيلية السنوار بأنه أحد المخططين الرئيسيين لهجوم حماس غير المسبوق على اسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الاول.

ووضعت إسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة الوصول إلى قيادة حركة حماس، خصوصاً السنوار على رأس أهدافها، لكن بعد 10 أشهر من الحرب المتواصلة لم يعثر الجيش الاسرائيلي على أي أثر له سوى فيديو قصير يُظهره في أحد الأنفاق مع عائلته، وتم تصويره كما يبدو في بداية الحرب في خان يونس، مسقط رأسه.

وأكدت مصادر أن السنوار على اطلاع دائم ومستمر على كل ما يجري خصوصا ما يتعلق بالمفاوضات التي تجري، وكل مبادرة قُدّمت كان يدرسها بشكل جيد ويتمعن فيها ويُبدي رأيه فيها ويتشاور حولها مع قيادات الحركة من خلال التواصل معهم بطرق مختلفة.

وأوضحت المصادر أن قائد حماس في غزة تواصل مرات عدة مع قيادات الحركة بالخارج خصوصاً في الأوقات الحاسمة من المفاوضات التي جرت في الآونة الأخيرة، كما أنه تواصل مع هنية، ولم توضح المصادر كيف جرى هذا التواصل، وهل كان مباشراً أم لا.
ورغم أن حماس تحرص على تسريب هذه المعلومات لوسائل الإعلام لإظهار وحدة الصف إلا أن تقارير صحافية تطرقت إلى أزمة بالعلاقات بين قائد حماس في قطاع غزة يحيى السنوار وقادة حماس في الخارج، وذكرت مصادر مطلعة أنه بعد إجراء بعض من القادة  الذين ينتمون الى القيادة السياسية للتنظيم بينهم خالد مشعل وخليل الحية وإسماعيل هنية (قبل اغتياله) اتصالات في قطر مع مبعوثي السلطة الفلسطينية حول قضية اليوم ما بعد الحرب، استشاط السنوار غضبا.

 ووجه طلبا إلى القادة الكبار بوقف الاتصالات وعدم الحديث عن اليوم التالي بعد الحرب وعدم إجراء محادثات حول الموضوع.

وكان هناك توجهين سائدين داخل قيادة حماس، حيث أن البعض يعتقد بأن على قادة التنظيم الاستعداد من الآن الى اليوم التالي بعد انتهاء الحرب، في حين أن آخرين بينهم السنوار يصرون على أنه لم يتم خسارة المعركة بعد.

كما تم انتقاد قرار السنوار شن هجوم  السابع من أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل، دون التشاور مع بقية قادة الحركة والتي أكدت أن قرار الهجوم اتخذه السنوار وشقيقه محمد، وقائد الجناح العسكري لحماس محمد الضيف ونائبه مروان عيسى، كما أشارت المصادر إلى أن قيادة حماس ومكتبها السياسي لم يكونا على علم بخطة وقرار الهجوم.

لكن لاحقا انقلبت الأدوار مع استمرار الخلافات. وتحدثت "وول ستريت جورنال" عن وجود خلافات في الرأي بين السنوار وهنية، وزعمت مصادر تحدثت للصحيفة الأميركية أن مسار القرارات المعتاد في التنظيم "انقلب"، حيث يقول السنوار إنه مستعد لقبول عرض الهدنة الأولية لمدة 6 أسابيع، كما هو الحال مع كبار مسؤولي حماس الآخرين في قطاع غزة.

في المقابل يطالب قادة حماس في الخارج، إسرائيل بالمزيد من التنازلات، ويريدون التفاوض على وقف دائم لإطلاق النار.

وتترقب إسرائيل منذ أيام ردود فعل انتقامية من إيران وحزب الله وحماس على اغتيال هنية في طهران، والقيادي العسكري البارز بـ"حزب الله" فؤاد شكر في بيروت الثلاثاء.

وعلى مدار أيام، طالبت دول عربية وبحثت مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية، متطلبات خفض التصعيد في المنطقة بعد اغتيال هنية وشكر.