وفد الدعم السريع يصل جنيف للمشاركة بمفاوضات السودان
الخرطوم - أعلنت قوات الدعم السريع الثلاثاء، وصول وفدها إلى مدينة جنيف، للمشاركة في مفاوضات مقررة الأربعاء سعيا لإنهاء الحرب بالسودان، تلبية للدعوة الأميركية بهدف التوصل لوقف العدائيات على مستوى البلاد، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
وأفادت الدعم السريع في بيان، بوصول وفد قوات الدعم السريع إلى جنيف الثلاثاء، وأضافت أن هذه الخطوة جاءت "احتراما وتقديرا للجهود والمساعي الدولية والإقليمية الصادقة لمعالجة الأزمة السودانية المتفاقمة جراء الحرب، وتأكيدا لالتزامنا المبدئي بقيّم السلام والحوار". وعبَّرت عن تطلعها لـ"محادثات بناءة ومثمرة تسهم في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المتأثرين بالحرب".
وأعربت قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن أملها أن تستجيب قيادة الجيش برئاسة عبد الفتاح البرهان إلى دعوة المفاوضات.
ويحيط الغموض بشأن احتمال مشاركة الوفد الحكومي السوداني في المفاوضات. فيما يناور قائد الجيش عبدالفتاح البرهان لكسب الوقت من دون أن ينخرط جديا في أي محادثات تنهي أسوأ نزاع مسلح في افريقيا.
والأحد، أعلن رئيس الوفد الحكومي السوداني المفاوض بمدينة جدة السعودية وزير المعادن محمد بشير أبو نمو، انتهاء اجتماعات تشاورية مع الإدارة الأميركية دون اتفاق على مشاركة الوفد السوداني في مفاوضات جنيف.
لكن المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيريلليو قال في اليوم التالي إن واشنطن تواصل المشاورات مع الأطراف في إطار الجهد الدولي بسويسرا لإنهاء أزمة السودان.
ويحرص من الرئيس الأميركي جو بايدن على إنهاء الحرب حتى لا تبقى وصما في إرثه السياسي قبل نحو 6 أشهر من نهاية ولايته.
وفي ظل رفض الجيش لمبادرات الاتحاد الأفريقي والإيغاد التي يعطي جميعها الأسبقية للتفاوض بين العسكريين المتقاتلين، فقد تضاءلت فرص وقف إطلاق النار وتحقيق السلام بحجة نكوص الدعم السريع عن تنفيذ اتفاق مسبق بإخلاء منازل المواطنين والأعيان المدنية، ما يسهم في هذه الحالة المأساوية للسودانيين في مناطق الاحتراب والنزوح واللجوء.
ودعت الخارجية الأميركية في 23 يوليو/ تموز الماضي الجيش السوداني والدعم السريع إلى المشاركة في مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار.
وفي 6 مايو/ أيار 2023، بدأت الولايات المتحدة والسعودية وساطة في جدة بين الجيش والدعم السريع، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق لحماية المدنيين وتوصيل المساعدات الإنسانية والامتناع عن الاستحواذ.
كما جرى الإعلان ضمن منبر جدة، عن أكثر من هدنة، لكن وقعت خلالها خروقات تبادل الطرفان اتهامات بشأن المسؤولية عنها؛ ما دفع واشنطن والرياض إلى تعليق المفاوضات.
وأوضحت واشنطن في وقت سابق أن مفاوضات جنيف التي ترعاها السعودية ستضم الاتحاد الإفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة كمراقبين.
والجمعة، قالت أليساندرا فيلوتشي متحدثة باسم الأمم المتحدة في جنيف "لا يتعلق الأمر بمبادرة أممية، بل نؤيد كل المبادرات التي يمكن أن تساعد في حل الأزمة في السودان".
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش والدعم السريع حربا خلّفت نحو 18 ألفا و800 قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتتزايد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18.
وقالت وزارة الداخلية السودانية الثلاثاء إن 68 شخصا على الأقل لقوا حتفهم بسبب أمطار أغزر من المعتاد، مما يزيد معاناة البلد الذي تمزقه الحرب.
وأوجد الصراع أكبر أزمة نزوح في العالم وأوقع نصف السكان في براثن الجوع. وأدت العقبات الإدارية والتحديات الأمنية ونقص التمويل إلى جعل توصيل المساعدات في أجزاء كثيرة من البلاد صعبا إن لم يكن مستحيلا.
وهطلت أغزر أمطار منذ 2019 على مناطق غرب السودان وشماله وشرقه حيث نزح 10.7 مليون شخص ليلتمسوا المأوى إما في مخيمات أو منازل أو مدارس أو تتقطع بهم السبل في العراء.
ومن بين المناطق المتضررة مخيم زمزم، الذي يشهد مجاعة، في شمال دارفور والذي يأوي 500 ألف شخص، وولايتا كسلا والقضارف الشرقيتان حيث فر مئات الآلاف من تقدم قوات الدعم السريع.
وذكرت تقارير صادرة عن منظمة الهجرة الدولية أن ما يربو على 44 ألف شخص نزحوا بسبب الأمطار منذ الأول من يونيو/حزيران في أنحاء السودان.
وقال محمد رفعت رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان الثلاثاء "العائلات تفقد ما تبقى لديها وهو قليل، والمياه تجرف البنية التحتية الحيوية، مما يعيق وصول المساعدات الإنسانية"، وأضاف أن 73 ألف شخص في المجمل في 11 من أصل 18 ولاية في السودان تضرروا من الأمطار.
وذكرت وزارة الداخلية أن 12 ألف منزل انهارت كليا أو جزئيا بسبب الأمطار، وأن ما يقرب من 198 ألف فدان من الأراضي الزراعية قد تضررت، لكن هذه الأرقام تخص فقط المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش في شمال السودان وشرقه.