'أنغام في الذاكرة' يخلد رموز الأغنية التونسية في قرطاج

العرض يعكس للمرة الثالثة مدى عمق وغنى الثقافة الموسيقية التونسية.

تونس - تجدّدت تجربة عرض "أنغام في الذاكرة" في دورة هذا العام من مهرجان قرطاج الدولي التي اختارت تسليط الضوء للمرة الثالثة على مجموعة جديدة تضمّ أربعة فنانين تونسيين (شاعر غنائي وملحن ومغني وعازف موسيقي) ممّن نحتوا مسيرتهم ببراعة واقتدار في المشهد الموسيقي التونسي.

فبعد تجربتين متتاليتين لعرض "أنغام في الذاكرة" خلال دورتي 2022 و2023 من المهرجان، يقدم كل من الشاعر الغنائي الحبيب محنوش والملحن ناصر صمود والمطرب الشاذلي الحاجي وعازف العود رضا شمك، عرضا ثالثا على مسرح قرطاج.

وتولى المكلف بتسيير وزارة الشؤون الثقافية المنصف بوكثير تكريم هؤلاء الفنانين على ركح المسرح الروماني بقرطاج، في سهرة الرابع عشر من أغسطس/آب الجاري، تقديرا لإسهاماتهم الكبرى في إثراء الساحة الموسيقية التونسية وابتكار ألوان موسيقية وأدبية تميزت بالإبداع والتميّز.

اعتلت الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو راسم دمق الركح وهي تضمّ أمهر العازفين من مختلف جهات الجمهورية، ثم بدأت السهرة بأداء لافت للفنانة أريج بريك التي تعتلي ركح قرطاج للمرة الأولى، فكانت البداية تحية لشعب فلسطين وأهالي غزة من خلال أغنية "غزة"، وهي من ألحان ناصر صمود وكلمات الحبيب محنوش، وتوزيع راسم دمق. تميزت هذه الأغنية بشحنة عاطفية قوية ولحن مؤثر يتماشى مع كلماتها، مما جعلها تلامس قلوب الحاضرين. تابعت بريك بأداء أغاني "إله العرش"، "العزام"، و"كان قلبي يطاوعني".

وتسلمت الفنانة رحاب الصغير المشعل بعد أريج بريك، وواصلت تقديم الأغاني التي تعكس ألوانها الموسيقية المتنوعة، بدأت بباقة من الأغاني التي لاقت استحسان الجمهور، منها "ليام والمكتوب" "هدّي هدّي" و"غلطة"، فكان أداؤها دافئا ومؤثرا يعكس عمق تجربتها الفنية وقدرتها على التواصل مع جمهورها بشكل مباشر.

وقدم عازف العود رضا شمك للجمهور أغنية "إرادة الحياة" التي تتميز بنغمة التفاؤل والتحدي. كان أداؤه مثاليا حيث أظهر براعته في الغناء أيضا رغم مسيرته الطويلة في معنقة العود، ثم تلاه المطرب الشاذلي الحاجي الذي قدم مجموعة من أغانيه الشهيرة بما في ذلك "غدار"، "مازلت صغير"، "ميحي مع الأرياح"، و"محلا ربيع شبابنا".

وتجسدت في أداء الحاجي الروح الأصيلة للأغنية التونسية مستعرضا بوضوح حرفيته العالية في الأداء وعمق أغانيه التي تعبّر بعمق عن أصالة الأغنية التونسية.

واعتلى الفنان سفيان الزايدي، في ختام السهرة، الركح فقدم مجموعة من الأغاني التي تميزت بالحنين والجمال.

أدى الزايدي أغاني "زيدي عليا" و"أنا طال صبري" و"محبوبي" و"على زين قبل"، مقدما أداء قويا أنهى به الحفل، مما جعل الحاضرين يشيدون بنهاية رائعة ويصفقون لكل الفنانين والمكرمين، وفق ما نشرته وكالة تونس أفريقيا للأنباء.

مثلت سهرة "أنغام في الذاكرة 3" ضمن الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي، عرضا موسيقيا يخلد أبرز رموز الأغنية التونسية، ويبرز تميزهم من خلال تنوع الأداء وثراء الأغاني.

كما مثّل هذا العرض فرصة لتجديد الروابط مع التراث الموسيقي التونسي وإبراز إسهامات كبار الفنانين والشعراء مما يعكس مدى عمق وغنى الثقافة الموسيقية التونسية.