عباس في كلمة أقرب للاستعراض: سأزور غزة والقدس

الرئيس الفلسطيني يعلن من أمام البرلمان التركي أنه قرر التوجه مع جميع أعضاء القيادة الفلسطينية إلى غزة والقدس مرددا كلمات الراحل عرفات "اما نصر أو شهادة".

أنقرة - قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الخميس أمام البرلمان التركي إنه قرر زيارة غزة والقدس للاحتجاج على الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع وإنه لا يرى نهاية للصراع ما لم تنسحب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ولم يوضح عباس الذي يتعرض لانتقادات حادة بسبب صمته على ما جرى في غزة والضفة الغربية عقب العدوان الإسرائيلي الدموي ردا على هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على بلدات ومدن إسرائيلية، متى وكيف سيزور غزة والقدس.

ويبدو هذا الموقف متأخر واستعراضا سياسيا أكثر منه رغبة في زيارة القدس وغزة احتجاجا على استمرار العدوان الإسرائيلي.

وتراجعت شعبية عباس بشدة خاصة مع عجزه عن التحرك الفاعل على الأقل لوقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية حيث مقر إقامته وسلطته وموقفه إزاء استمرار العدوان.

وألقى الرئيس الفلسطيني كلمة في جلسة استثنائية للجمعية العامة للبرلمان التركي بدعوة من الحكومة التركية بعد أن اجتمع أمس الأربعاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة لمناقشة الحرب وجهود وقف إطلاق النار.

وفي كلمة استغرقت 46 دقيقة وحضرها أردوغان ووزراء الحكومة ونواب من جميع الأحزاب السياسية، اتهم عباس الولايات المتحدة بإطالة أمد الكارثة بدعمها إسرائيل واستخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرارات مجلس الأمن الدولي.

ودعا العالم إلى معاقبة إسرائيل بالقانون على جرائم الحرب التي ترتكبها وانتهاكاتها للقانون الدولي. وقال "أعلن أمامكم وأمام العالم أجمع... لأنه لم يعد أمامنا حلول والحل الأمثل اللي بنعمله وأمام شعبنا الفلسطيني... أنني قررت التوجه مع جميع أعضاء القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة وسوف أعمل بكل طاقتي لكي نكون جميعا مع شعبنا لوقف هذا العدوان الهمجي، حتى لو كلفنا ذلك حياتنا، فليس حياتنا بأغلى من حياة أصغر طفل من قطاع غزة أو من الشعب الفلسطيني... إحنا مش أغلى... ونحن نطبق أحكام الشريعة النصر أو الشهادة النصر أو الشهادة"، مضيفا أنه سيتوجه أيضا القدس لكنه لم يحدد موعدا لزيارته.

وقوبل عباس الذي يرأس السلطة الفلسطينية التي تمارس حكما ذاتيا محدودا في أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، بتصفيق حار قبل وبعد خطابه الذي قاطعه أيضا التصفيق بضع مرات.

وجاءت دعوة تركيا لرئيس السلطة الفلسطينية بعد أن ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمة أمام الكونغرس الأميركي في يوليو/تموز الماضي الماضي.

وقال رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش في كلمة ألقاها بعد خطاب عباس "في 24 يوليو ألقى مجرم حرب خطابا مليئا بالأكاذيب في الكونغرس الأميركي. واليوم، نطق محمود عباس بالحقيقة في كل جملة عن القضية الفلسطينية".

وبدأ الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الذي أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، بعد أن هاجمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

ونددت تركيا بالحرب وأوقفت كل التعاملات التجارية مع إسرائيل. وتقدمت بطلب للانضمام إلى قضية رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية.

وقال أردوغان، المؤيد بشدة لحماس، إن تركيا كانت تعتزم أيضا دعوة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس الذي اغتيل في طهران.