إسرائيل تضع حزب الله في حرج كبير بتصفية رابع أكبر قادته
القدس – أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، مقتل قائد قوة في وحدة "رضوان" التابعة لـ"حزب الله"، يدعى حسين إبراهيم كاسب، عبر هجوم بطائرة مسيرة بمدينة صور جنوبي لبنان، في ضربة جديدة تزيد من إحراج الحزب أمام أنصاره في بيروت وضمن "محور المقاومة"، فيما يكتفي ببيانات النعي والتهديد.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) في السابع من أكتوبر في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي.
ويعلن حزب الله قصف مواقع عسكرية وتجمعات جنود وأجهزة تجسس في الجانب الإسرائيلي "دعماً" لغزة و"اسناداً لمقاومتها"، بينما تردّ اسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه "بنى تحتية" تابعة لحزب الله وتحركات مقاتليه.
وفي بيان نشره على حسابه عبر منصة "إكس"، قال الجيش الإسرائيلي إنه "تم القضاء على قائد قوة في وحدة الرضوان التابعة لحزب الله".
وأضاف الجيش أن "القتيل يدعى حسين إبراهيم كاسب، وتم القضاء عليه في غارة بطائرة مسيرة في صور".
ويعدّ هذا القيادي الرابع الذي يقتل منذ 30 يوليو الماضي، حين قُتل القيادي البارز فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية في بيروت، وقبله قتل أبوعلي ناصر الملقب بـ"أبونعمة" وهو قائد وحدة "عزيز" في حزب الله، في الثالث من يوليو الماضي، وذلك إثر تصفية في 11 يونيو طالب عبدالله الذي كان قائد واحدٍ من المحاور الثلاث في جنوب لبنان في غارة استهدفت منزلاً في بلدة جويا الواقعة على بعد نحو 15 كيلومتراً عن الحدود مع اسرائيل إلى جانب ثلاثة عناصر آخرين من الحزب.
من جانبها، أفادت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان، بـ"استشهاد شخص على دراجة نارية في غارة إسرائيلية في مدينة صور جنوبي البلاد"، دون مزيد من التفاصيل حول هويته.
ونعى "حزب الله" في بيان مقاتلا في صفوفه، دون أن يطلق عليه صفة "قائد"، قال فيه "بمزيد من الفخر والإعتزاز، تزف المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد حسين إبراهيم كاسب "ملاك"، مواليد عام 1989 من بلدة طيردبا وسكان بلدة برج الشمالي في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيدا على طريق القدس".
وفي وقت سابق السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة جنديين جروح أحدهما خطيرة، جراء سقوط صاروخ أُطلق من لبنان على منطقة مسغاف عام بالجليل الأعلى شمال البلاد.
وقال في بيان نشره على حسابه الرسمي بمنصة "إكس"، "أصيب جنديان إسرائيليان، أحدهما بجروح خطيرة، نتيجة سقوط قذيفة أطلقت من لبنان في منطقة المجلس الإقليمي (مسغاف عام)، وجرى نقلهما لتلقي العلاج في المستشفى".
كما أشار البيان إلى "إطلاق 55 قذيفة صاروخية أخرى من لبنان، سقطت بعضها في مناطق مفتوحة بالجليل الأعلى، دون وقوع إصابات".
وأضاف "نتيجة سقوط الصواريخ اندلعت بعض الحرائق في المنطقة، وتعمل قوات الإطفاء على إخمادها".
من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية "تعمل طواقم الإطفاء على إخماد أكثر من 10 حرائق اندلعت بعد إطلاق الصواريخ في الجليل الأعلى، وتبذل جهودها للسيطرة على الحرائق التي اندلعت قرب مشمار هيردين، وأيلييت هاشحار، ومحانايم".
وأشارت الصحيفة إلى "انقطاع التيار الكهربائي في أجزاء من مدينة صفد ومحيطها جراء سقوط الصواريخ".
وصباح السبت، تحدثت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن "حالة تأهب قصوى على الحدود الشمالية بعد الهجوم الإسرائيلي الكبير على النبطية".
وأشارت الصحيفة إلى أن "قيادة الجبهة الداخلية بالجيش الإسرائيلي طلبت من سكان الجليل الأعلى، بما في ذلك في بلدات لم يتم إخلاؤها، البقاء بالقرب من الملاجئ والمناطق المحمية".
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 10 أشخاص جراء قصف إسرائيلي استهدف منطقة وادي الكفور بقضاء النبطية جنوبي لبنان فجر السبت.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية) بأن جميع القتلى مواطنون سوريون، بينهم طفلان.
وأصيب ثلاثة جنود من قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان بجروح الأحد، وفق ما أعلنت اليونيفيل وذلك جراء "انفجار" وقع بالقرب من آليتهم في ظل تبادل حزب الله واسرائيل اطلاق النار منذ أشهر عبر الحدود.
وأفادت اليونيفيل في بيان الأحد إصابة "ثلاثة جنود من قوات حفظ السلام تابعين (لها) كانوا في دورية صباح اليوم بجروح طفيفة عندما وقع انفجار بالقرب من آليتهم التي تحمل علامة الأمم المتحدة بوضوح في محيط يارين، في جنوب لبنان".
وأضاف البيان أن "جميع جنود حفظ السلام الذين كانوا في الدورية عادوا بسلام إلى قاعدتهم، ونحن نحقق في الحادث".
ورجّح مصدر في اليوينفيل، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، أن يكون الانفجار الذي تسبب بإصابة جنود القوة بجروح ناجما عن غارة جوية قريبة، وليس "استهدافا مباشرا".
وكان رئيس بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في العالم جان بيار لاكروا قال في السادس من آب/أغسطس إن وجود اليونيفيل على الحدود الإسرائيلية اللبنانية هو اليوم "أكثر أهمية من أي وقت مضى…إنها قناة الاتصال الوحيدة بين الجانبين الإسرائيلي واللبناني في جميع مكوناتهما، ومنها حزب الله".
ويفترض أن يجدّد مجلس الأمن الدولي لعام إضافي تفويض قوة اليونيفيل الذي ينتهي أواخر شهر أغسطس/ آب. وكان لاكروا قال إن بعثة حفظ السلام باقية في المنطقة في الوقت الحالي، ولن يُعاد النظر في وجودها إلا إذا استحال عليها تنفيذ مهمتها أو تعرض أمنها "لتهديدات خطيرة جدا".
ومنذ 8 أكتوبر 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربها المدعومة أميركيا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، والتي خلّفت أكثر من 132 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
يأتي ذلك فيما تترقب إسرائيل منذ أيام ردود فعل انتقامية من إيران و"حزب الله" وحماس على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بطهران في 31 يوليو الماضي، والقيادي البارز في الحزب فؤاد شكر، ببيروت في اليوم السابق.