روسيا تتهم سلاح الجو الأميركي بالتعرض لطائراتها في سماء سوريا
دمشق - قال مسؤول عسكري روسي في سوريا أن قاذفة قنابل تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا اقتربت "بشكل خطير" من طائرة استطلاع روسية فوق محافظة حمص الأحد وذلك وفق ذكرت وكالة أنباء تاس الروسية فيما يتصاعد التوتر بين موسكو والغرب في عدد من الساحات خاصة بعد تزويد العواصم الغربية أوكرانيا بالسلاح لشن هجوم مضاد في كورسك وجهود لاحتواء النفوذ الروسي في عدد من الدول خاصة في الشرق الأوسط.
وتنشر الولايات المتحدة 900 جندي في سوريا و2500 في العراق المجاور في مهمة لتقديم المشورة والمساعدة للقوات المحلية التي تحاول منع عودة تنظيم الدولة الإسلامية، الذي استولى في عام 2014 على مساحات شاسعة من البلدين ولكن تم صده في وقت لاحق.
ونقلت وكالة تاس عن الكابتن أوليج إجناسيوك، نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا "اقتربت قاذفة قنابل من طراز إف/إيه-18 تابعة للتحالف على نحو خطير من طائرة من طراز أن-30 تابعة للقوات الجوية الفضائية الروسية كانت تقوم برحلة مخطط لها في المجال الجوي السوري".
وأضاف "أظهر الطاقم الروسي احترافية عالية، واتخذ على الفور التدابير اللازمة لمنع الاصطدام". وذكرت وكالة تاس أن الحادثة وقعت فوق منطقة التنف في محافظة حمص.
وتملك الولايات المتحدة قاعدة عسكرية في منطقة التنف السورية عبر الحدود مع الأردن حيث تعرضت تلك القاعدة للعديد من الهجمات من قبل ميليشيات موالية لإيران في العراق او سوريا.
وليست هذه المرة الأولى التي تتهم فيها موسكو القوات الجزية الأميركية بمحاولة الاحتكاك بطائراتها في الأجواء السورية حيث يمتلك البلدان قواعد وقوات على الأرض.
وتمارس واشنطن ضغوطا كبيرة لإخراج القوات الروسية من سوريا في اطار جهودها لعزل موسكو دوليا على خلفية اجتياح اوكرانيا وشملت هذه الضغوط سلاح الجو الروسي.
وتدخلت روسيا في الحرب الأهلية السورية عام 2015، وقلبت الدفة لصالح الرئيس بشار الأسد. ومنذ ذلك الحين، وسعت موسكو منشآتها العسكرية في البلاد بقاعدة جوية دائمة ولديها أيضا قاعدة بحرية.
بدورها تقود الولايات المتحدة تحالفا ضد تنظيم الدولة الإسلامية ونفذت ضربات جوية في سوريا ضد مواقع لجهاديين وهي تدعم قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على مناطق شمال البلاد ويمثل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري.
ويتصاعد التوتر بين البلدين خاصة بعد الدعم الذي قدمته واشنطن وعواصم غربية لكييف في حربها ضد الجيش الروسي والذي كان اخرها سيطرة الجيش الاوكراني على مناطق شاسعة من كورسك.
وفي مارس/اذار الماضي احتجت روسيا على "أعمال استفزازية" قامت بها القوات الأميركية في سوريا. واتفقت روسيا والولايات المتحدة على مناطق خاصة يمكن للتحالف العمل فيها.
والعام الماضي رفضت مصر طلبا أميركيا بغلق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية، وفق ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية نقلا عن مسؤولين أميركيين، موضحة أن واشنطن وجهت كذلك دعوات للعراق وتركيا والأردن للحد من تحليق الطائرات الروسية إلى الوجهة السورية.
وذكرت الصحيفة أن مقاتلات روسيا أُجبرت على التحليق 2000 ميل إضافي وما يصل إلى 5 ساعات أخرى للوصول إلى قواعد إستراتيجية في سوريا بعدما أغلقت دول أخرى مجالها الجوي أمامها.