البرد بريء من تأجيج آلام المفاصل

دراسة أولى من نوعها تخلص الى تغيرات الطقس قد يكون لها دور في التأثير على عوامل وسلوكيات أخرى تشكل في النهاية كيفية إدراكنا للألم وتعاملنا معه.

موسكو – برأت دراسة روسية حديثة برودة الطقس من تفاقم الشعور بآلام المفاصل، في نتائج تعد الأولى من نوعها في هذا الصدد وتناقض اعتقادا شائعا طبيا وبين عامة الناس.

وقال مؤلفو الدراسة ان التغيرات في درجة حرارة الهواء والرطوبة والضغط الجوي وهطول الأمطار "لا تزيد من خطر ظهور أعراض آلام الركبة أو الورك أو أسفل الظهر".

وأضافت الدراسة، في الوقت ذاته، أن "تغيرات الطقس قد يكون لها دور في التأثير على عوامل وسلوكيات أخرى تشكل في النهاية كيفية إدراكنا للألم وتعاملنا معه، فمثلا قد يغير بعض الناس روتين نشاطهم البدني خلال فصل الشتاء، ويفضلون الراحة على الأريكة على ممارسة التدريبات الرياضية".

قد يتسبب تغير الطقس في تغيير آخرين لروتين نومهم، حيث ينامون لوقت أقل عندما يكون الجو باردا أو دافئا جدا، وهنا يؤدي النوم السيئ إلى ظهور آلام الظهر والركبة، يضاف إلى ذلك عوامل أخرى كالتقلبات المزاجية التي قد تصاحب تغير الطقس، وقد تؤدي إلى زيادة آلام الظهر والركبة

قد يغير بعض الناس روتين نشاطهم البدني خلال فصل الشتاء

ووفقا للأبحاث، فإن آلام الظهر تؤثر على ما يصل إلى 80% من سكان العالم، وفي أغلب الأحيان، ترتبط المشاكل بالفقرات القطنية "L4-L5" فهذه المنطقة تتحمل العبء الأكبر، ومع ذلك، لا يستطيع كل متخصص تحديد ما إذا كان الألم ناتجًا عن انزلاق غضروفي أو خلع جزئي في المفاصل الجانبية.

وفي وقت سابق، طوّر علماء روس طريقة تسمح لهم بتشخيص أسباب الألم في أجرى علماء جامعة بيرم بوليتكنيك الروسية، دراسة ميكانيكية حيوية شخصية لمنطقة أسفل الظهر للحصول على تشخيص أكثر دقة، حيث صمموا نموذج التحميل المؤلم المحوري لجزء حركة العمود الفقري L4-L5، والذي يسبب خلعًا جزئيًا في المفاصل الجانبية.

وقال أوليغ إليالوف، الدكتور في العلوم التقنية والأستاذ المشارك في قسم الرياضيات الحاسوبية والميكانيكا والميكانيكا الحيوية في جامعة بيرم بوليتكنيك: "تظهر دراستنا أنه من الضروري أن نأخذ في الاعتبار المفاصل الوجيهية على مستوى أسفل الظهر عند نمذجة قطاع حركة العمود الفقري".

وتابع: "يعد الارتفاق الفقري (الاتصال بين العظام) والمفصل الوجهي من المكونات المهمة التي توفر القدرة على الحركة للعمود الفقري بأكمله، ولذلك لتحديد الخلع الجزئي للمفاصل الوجيهية، من الضروري النمذجة الميكانيكية الحيوية للجزء بأكمله ككل".

ووفقا للعلماء، فقد وجدوا أن الحمل الانضغاطي المحوري يتم إعادة توزيعه بين القرص الفقري والمفاصل الوجيهية في حدود 80-20%، وختم العلماء أن هذا العامل سيجعل من الممكن إجراء تشخيص دقيق أثناء الفحص ووصف العلاج المناسب.

وتنافض هذه النتائج اعتقاد الأطباء ان الطقس البارد قد يؤدي إلى تفاقم الألم المزمن لدى كثير من الناس لكون انخفاض درجة الحرارة يمكن أن يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لمن يعانون آلاماً مزمنة، حيث خلال فصل الشتاء، يشكو الكثير من الناس من زيادة آلام المفاصل والعضلات، ويحدث ذلك لأن التعرض لدرجة الحرارة الباردة في الشتاء يمكن أن يؤدي إلى تقلص العضلات، وانخفاض المرونة، وزيادة تصلب وتوتر الجهاز العضلي الهيكلي، ما يؤدي إلى آلام في الجسم.

ويشير الأطباء إلى أن درجة الحرارة الباردة يمكن أن تزيد من حساسية الألم، وتقلل من الدورة الدموية، وتؤدي إلى تشنجات العضلات، ما يؤدي إلى ألم مزمن في الشتاء.