المغرب يرسخ مكانته على خارطة السينما العالمية بايرادات قياسية

المملكة تصنف أفضل ثاني وجهة لتصوير الأفلام في العالم بمداخيل تصوير للأعمال الأجنبية منذ عام 2015 تتخطى 114 ملايين دولار.

الرباط - سجلت إيرادات تصوير الأفلام الأجنبية في المغرب رقماً قياسياً منذ عام 2015، حيث وصلت إلى مليار و109 ملايين درهم و80 ألف سنتيم (نحو114 ملايين و500 ألف دولار)، حيث تحوّلت المملكة إلى أحد أهم مواقع التصوير العالمية، وصنفت أفضل ثاني وجهة لتصوير الأفلام في العالم.

وكشف تقرير صادر عن المركز السينمائي المغربي أن الفيلم الإنكليزي"غلادياتور2" جاء في مقدمة الإنتاجات الأجنبية الأكثر استثماراً في المغرب، بميزانية بلغت 306 ملايين و113 ألف درهم (ما يقارب 32 ملايين دولار)، وفي مرتبه ثانية مسلسل " أتوميك" بميزانية 150 مليون درهم (15 ملايين دولار)، ثم المسلسل الألماني "ذي ترمينال ليست" بميزانية بلغت 125 مليون درهم (13 ملايين دولار).

وبلغت إيرادات الأفلام المغربية والأجنبية الأعلى ربحاً في القاعات السينمائية 63 مليون و193 ألف درهم (نحو7 ملايين دولار)، حيث حققت الأفلام المغربية إيرادات وصلت إلى 29 مليون درهم وقرابة 60 ألف سنتيم (3 ملايين دولار).

كما تصدر الفيلم المغربي "ضاضوس" قائمة الإنتاجات الوطنية الأكثر ربحا لعام 2023، بإيرادات بلغت 8 ملايين و700 ألف درهم (مليون دولار)، يليه الفيلم الأميركي "باربي" بإيرادات بلغت 4 ملايين و879 ألف درهم (نحو 500 ألف دولار). واحتل الفيلم المغربي "جوج" المركز الثالث في نفس القائمة بإيرادات بلغت 4 ملايين و929 ألف درهم (ما يقارب 500 الف دولار)، متفوقا على فيلم "نايضة" في المرتبة الرابعة بإيرادات بلغت 4 ملايين و526 ألف درهم (ما يفوق 400 ألف دولار).

ويعد المغرب من أفضل الوجهات العالمية لتصوير الأفلام منذ عشرينات القرن الماضي، بتصوير فيلم في طنجة بعنوان "مكتوب" عام 1919 واستوحى قصته من تقاليد وأعراف البلاد، وفيلم"عطيل" لأورسون ويلز سنة 1952، ووصولاً إلى "الرجل الذي يعرف أكثر من اللازم" لألفريد هيتشكوك الذي صُوّر في المملكة سنة 1955. وفي عام 1962، قام مخرج إنكليزي بتصوير فيلم "لورنس العرب" بطولة عمر الشريف في ورزازات، ومنذ ذلك الوقت صار يطلق على المدينة "هوليوود إفريقيا".

وتزخر المدن المغربية بمجموعة من المميزات جعلت منها وجهة راسخة لتصوير الأفلام والمسلسلات الأجنبية، حيث تمتلك مجموعة هامة من استوديوهات التصوير تقارب مساحتها 300 ألف متر مربع في كل من مدن الدار البيضاء وورزازات، وأبرزها استوديو أطلس، واستوديو كان زمان، واستوديو سينيدينا، واستوديو إستر أوندروميدا، واستوديو كلا، واستوديو سينيسيتا، والتي جعلت منها واحدة من أضخم مواقع التصوير السينمائي في العالم، حسب شبكة "سي ان ان" الأميركية.

كما اعتمد الرباط في جذب شركات إنتاج الأفلام والمسلسلات الأجنبية بالخصوص على تنوع المناظر الطبيعية و البنية التحتية من جبال وبحار وصحاري وثلوج ، إضافة الى القصور والقرى والبنايات العصرية، وقرى الصيادين، والطرق السيارة ومدارج هبوط الطائرات في قلب الصحراء.
وقدّم المغرب كذلك مجموعة من التسهيلات لصناع الأفلام والمسلسلات العالمية مثل خدمات المؤسسات العسكرية والأمنية، وتسهيل الاستيراد المؤقت للأسلحة والذخيرة اللازمة لتصوير الأفلام، اصافة الى التخفيضات التي تمنحها الخطوط المغربية للنقل الجوي للأشخاص والمعدّات، وعند تصوير المواقع والمعالم التاريخية. كما يتمتعون بالإعفاء الضريبي على المقتنيات والخدمات كافة، الى جانب تسهيل عمليات الجمارك، وإحداث أقسام في المركز السينمائي المغربي من أجل تسهيل الإجراءات والتواصل مع الإدارات والسلطات المعنية بالتصوير، حسب ما أوضحه المركز السينمائي المغربي.