ميقاتي يرحب بتجديد مهمة اليونيفيل وسط تشكيك بجدوى القرار

رئيس الحكومة اللبنانية يعتبر أن التجديد لولاية اليونيفيل أمر ضروري للحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان.

الأمم المتحدة – وافق مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بالإجماع اليوم الأربعاء على تجديد مهمة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لعام آخر. في خطوة اعتبرها رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ضرورية للحفاظ على الاستقرار في جنوب البلاد، بينما طرح تساؤل حول جدوى القرار دون تنفيذه في ظل استمرار الضربات بين حزب الله وإسرائيل.

وأعرب ميقاتي في بيان، عن امتنان لبنان العميق لأعضاء مجلس الأمن على جهودهم الدؤوبة في تجديد ولاية اليونيفيل، خاصا بالذكر "دولة فرنسا حاملة القلم على كل ما بذلته من جهود في سبيل تأمين الإجماع على هذا الأمر، وعلى كل ما تبذله من أجل لبنان والاستقرار فيه"، وفق ما نقلت "الوكالة الوطنية للإعلام".

وشكر ميقاتي الولايات المتحدة على " تفهمها الخصوصية اللبنانية التي لم تدخر جهدا في سبيل الحفاظ على مهام اليونيفيل، لا سيما في هذا الظرف الدقيق".  وشدد على أن التجديد لولاية اليونيفيل أمر ضروري للحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان.

وأكد ميقاتي التزام لبنان في العمل بشكل وثيق مع اليونيفيل لمواجهة التحديات والتهديدات التي تواجه الاستقرار في الجنوب، والتزام لبنان تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، وفي مقدمها القرار 1701".

وفي 11 أغسطس/ آب 2006، تبنى مجلس الأمن هذا القرار، الذي دعا إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، بعد حرب بين الأخيرة وحزب الله.

كما دعا إلى إيجاد منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين "الخط الأزرق" ونهر الليطاني جنوب لبنان، ما عدا تلك التابعة للجيش اللبناني واليونيفيل. وقرر المجلس أن تتولى البعثة، ضمن مهام أخرى، مراقبة وقف الاعتداءات، ومرافقة ودعم القوات اللبنانية في عملية الانتشار في جنوب البلاد.

وتشكك مصادر بجدوى التمديد ليونيفيل في حين أن المباحثات للتوصل لوقف النار في غزة لم تصل إلى نتيجة، وتشترط إسرائيل لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان، التوافق مع الحكومة اللبنانية على تسوية تقود حتماً إلى تحقيق الاستقرار المستدام على امتداد الحدود الشمالية بينها وبين لبنان على قاعدة تحويل جنوب الليطاني إلى منطقة منزوع منها سلاح حزب الله، أساساً لإخضاعها دون أي شريك إلى سيادة الجيش اللبناني بمؤازرة يونيفيل.

وصرحت كانديس أرديل نائبة المتحدث باسم اليونيفيل الأحد الماضي، إن الأمم المتحدة تراقب الوضع على الأرض جراء التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

وأضافت أرديل في تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية"، "نحث الجميع على وقف إطلاق النار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وتطبيق القرار 1701 بشكل كامل لأنه السبيل الوحيد لتهدئة الوضع في جنوب لبنان وتعزيز الاستقرار".

وأشارت إلى أن "هناك 10 آلاف من عناصرنا يراقبون الأوضاع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية للتهدئة، والتواصل مع جميع الأطراف اللبنانية والإسرائيلية لخفض التصعيد".

وأكدت أنه يمكن تجنب الوصول إلى حرب واسعة على الحدود بين لبنان وإسرائيل كما يجب تطبيق القرار 1701 من الأطراف كافة، مشيرة إلى تكثيف دوريات اليونيفيل على الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل لتهدئة أي توتر.

وتسيّر اليونيفيل دوريات على الحدود الجنوبية للبنان المشتركة مع إسرائيل. وكانت قد أُنشئت اليونيفيل في 1978. ويجري تجديد مهمة اليونيفيل سنويا وكان من المقرر أن تنتهي مهمتها الحالية السبت المقبل.

وحاليا، يتجاوز عدد أفراد اليونيفيل 10 آلاف و500 جندي من 49 دولة، بينهم نحو 850 جندي عاملين في القوة البحرية، بالإضافة إلى نحو 1000 مدني لبناني وأجنبي.

ويأتي التصويت بعد أيام فقط من اشتباك جماعة حزب الله اللبنانية والجيش الإسرائيلي في واحدة من أعنف عمليات تبادل إطلاق النار بينهما على مدى الأشهر العشرة الماضية، وذلك وسط مخاوف من اتساع نطاق حرب إسرائيل في قطاع غزة إلى صراع إقليمي.