بنكيران يستبق تعديلا حكوميا محتملا بهجوم حاد على وزير العدل
الرباط - شنّ عبدالإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الاسلامي المغربي (البيجيدي) هجوما حادا على وزير العدل عبداللطيف وهبي وذهب إلى حدّ وصفه بـ"وزير الفساد" على خلفيه تصريحه بشأن "العلاقات الرضائية"، في أحدث مساعي بنكيران إلى إثارة الجدل وترميم شعبيته المنهارة بتعلة الدفاع عن الشريعة الإسلامية والتصدي للفساد.
ويأتي هجوم بنكيران على وهبي قبل أيام من الإعلان عن التعديل الوزاري المرتقب، في وقت تحمّل فيه العديد من الأحزاب وشخصيات سياسية وفئات واسعة من المغاربة حكومتي الإسلاميين السابقتين المسؤولية عن الأزمات.
وكان وزير العدل المغربي قد اعتبر في تصريحه أن "شرط إظهار عقد الزواج للإقامة في الفنادق غير قانوني"، معتبرا أنه "تدخل في الحياة الخاصة للناس"، فيما أكد ردّا على الجدل بأن كلامه أخرج عن سياقه، مضيفا أن البعض يسعى إلى إعطاء تفسيرات بعيدة عن المقصود، وفق مجلة "تل كيل" المغربية.
ويهدف التعديل الوزاري إلى إعطاء دفعة قوية لأداء الحكومة في وقت يكثف فيه المغرب جهوده لتنفيذ العديد من البرامج الاجتماعية والتنموية والاقتصادية والإصلاحات القانونية، فضلا عن بعض الإستراتيجيات والمبادرات الدولية، مثل المبادرة الأطلسية التي تتيح تسهيل ولوج دول الساحل الأفريقي إلى الممر المائي الحيوي.
ودأب بنكيران على استغلال تصريحات وزراء حكومة عزيز أخنوش للتشكيك في كفاءتهم وانتقاد أدائهم متناسيا إخفاقه في معالجة العديد من الملفات عندما قاد الفريق الحكومي في مناسبتين في العشرية الأخيرة وخرج من السلطة بهزيمة مذلة في الانتخابات التشريعية 2021.
وكثيرا ما سعى إلى التنصل من مسؤوليته عن الإخفاقات و"الخيبات" وإلصاقها بالحكومة الحالية التي وجدت "تركة ثقيلة" في انتظارها، ورغم ذلك فقد تمكنت من تحقيق عديد الإنجازات.
وقال أمين عام "البيجيدي" في مداخلة بمناسبة التجمع العام الافتتاحي للحملة الانتخابية التي سيقودها "حزب المصباح" لمشاركته في الانتخابات الجزئية بدائرة المحيط إن "الدولة وعت اليوم بأنها أخطأت وبأن أعضاء حزب العدالة والتنمية كانت فيهم الخصال الأساسية التي يجب أن تكون في المسؤول وهي الأخلاق السياسية"، مضيفا أن "المتابعات التي في حق أعضاء حزبنا كانت كيدية ومعظمهم يخرجون ببراءة"، وفق موقع "مدار 21" المغربي.
وتابع أن أعضاء حزبه الإسلامي "تأزموا بعد الانتخابات التشريعية السابقة"، لافتا إلى تنامي الدعوات لاعتزال السياسة، مضيفا "لا ننظر إلى أنفسنا على أننا لاعبون في فريق لكرة القدم نرغب في التتويج فقط وإنما دوافع استمرارنا هي حبنا لديننا وبلدنا ونظامنا ودولتنا".
وزاد "إذا كان الشيطان يوسوس فإنه اليوم أصبح بعض المسؤولين يأتون ببعض القرارات من أعلى ويفرضونها على الدولة" وأردف متسائلا "هل تتخيلون أنه اليوم أصبحت المثلية الجنسية موضوع تعليمات من أعلى المستويات الدولية".
وهي ليست المرة الأولى التي يشن فيها أمين عام "البيجيدي" هجوما على وزير العدل، إذ اتهمه بتسريب إصلاحات مدونة الأسرة إلى الجمعيات النسائية قبل رفعها إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، بعد أن وجه انتقادات حادة للمبادرة الجرئية التي قوبلت بتأييد واسع من مختلف الأحزاب.
ولطالما انتقد بنكيران حكومة أخنوش، معتبرا أنها فشلت في الوفاء بوعودها، رغم أن التقارير تشير إلى أن الوزراء الحاليين نجحوا في تسوية العديد من الملفات وإيجاد حلول للمشاكل التي خلفتها حكومتا الإسلاميين.
وكثيرا ما ركز الأمين العام للبيجيدي مداخلاته وخطبه على الثناء على حكومته وحكومة سلفه سعدالدين العثماني خلال أكثر من عقد من حكمهما، مادحا أعضاء حزبه الإسلامي الذي يواجه صعوبات في استعادة ثقة قاعدته الناخبة وفي العودة للساحة السياسية ، لا سيما بعد بروز أزمات وتجاذبات داخلية.
وأشارت صحيفة "الصباح" المغربية إلى أن مشاورات التعديل الحكومي بلغت مراحلها الأخيرة، لافتة إلى أن "أحزاب التحالف الحكومي حسمت قائمة الحقائب الوزراية التي سيشملها التغيير".
وأوضحت أن "التعديل يأتي استجابة للتحديات التي يواجهها المغرب، خاصة في المجال الرياضي"، متوقعة إنشاء وزارة مستقلة للرياضة في إطار استعدادات المملكة لاستضافة كأس إفريقيا للأمم عام 2025 وكأس العالم عام 2030.
وأكدت الصحيفة نقلا عن مصادرها "استمرار عبد اللطيف وهبي على رأس وزارة العدل نظرا إلى أهمية الإصلاحات التشريعية الجارية".