انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية الجزائرية

السلطات الجزائرية تخصص مراكز اقتراع متنقلة للقاطنين في المناطق النائية داخل البلاد لضمان أكبر نسبة مشاركة.

الجزائر - انطلقت بالجزائر صباح السبت عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية المبكرة لاختيار رئيس للبلاد لولاية مدتها 5 سنوات، يتنافس فيها 3 مرشحين يمثلون تيارات سياسية مختلفة وسط غياب منافسة حقيقية للرئيس المنتهية ولايته عبدالمجيد تبون.
وفتحت مكاتب الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة صباحا (7:00 ت.غ)، بحسب ما رصده مراسلون صحفيون بالضاحية الشرقية للجزائر العاصمة. وتستمر عملية التصويت من الثامنة صباحا حتى السابعة مساء (18:00 ت.غ).

وأعلنت السلطة المستقلة للانتخابات في الجزائر ارتفاع نسبة المشاركة بالاقتراع الرئاسي إلى 13.11 بالمئة بعد مضي 5 ساعات من انطلاق التصويت داخل البلاد صباح السبت.
وقال رئيس السلطة الانتخابية محمد شرفي، للتلفزيون المحلي الرسمي، إن عدد المصوتين داخل الوطن بلغ 3 ملايين و78 ألفا و343 ناخبا حتى الساعة الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي (12:00 ت.غ)، ما يرفع نسبة المشاركة إلى 13.11 بالمئة.
وفيما يتعلق بالناخبين الجزائريين المسجلين بالخارج، وصل عدد المصوتين حتى الساعة الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي إلى 140 ألفا و15 ناخبا، ما يرفع نسبة المشاركة إلى 16.18 بالمئة، وفق شرفي.
وسجلت نسبة المشاركة في الاقتراع الرئاسي في الداخل 4.56 بالمئة عند الساعة العاشرة صباحا (09:00 ت.غ) أي بعد ساعتين من انطلاق عملية التصويت. بينما بلغت في الخارج حتى التوقيت ذاته 14.5 بالمئة.

وأعلنت السلطة المستقلة للانتخابات في وقت لاحق من اليوم تمديد الاقتراع بساعة واحدة ليتم إغلاق الصناديق عند الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش عوضا عن الساعة 18:00.

ودُعي لهذه الانتخابات 23 مليونا و486 ألفا و61 ناخبا مسجلين داخل الجزائر فيما شرع الناخبون خارج البلاد في التصويت الاثنين الماضي، وبلغ عددهم 865 ألفا و490، ويواصلون التصويت اليوم.
ويبلغ بذلك عدد الناخبين داخل البلاد وخارجها، 24 مليونا و351 ألفا و551 ناخبا وفق معطيات السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات (هيئة دستورية). كذلك، خصصت مراكز اقتراع متنقلة للقاطنين في المناطق النائية داخل البلاد.
ويتنافس في الانتخابات كل من الرئيس الحالي تبون ورئيس حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي) عبدالعالي حساني شريف، والسكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية (أقدم حزب معارض) يوسف أوشيش.
ودون إيضاحات أعلنت الرئاسة في يونيو/حزيران الماضي أن تبون قرر إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في سبتمبر/أيلول، بدلا من موعدها المحدد في ديسمبر/كانون الأول 2024.
ولاحقا، قال تبون الذي فاز بفترته الرئاسية الأولى في ديسمبر/كانون الاول 2019، إن التبكير جاء لـ"أسباب فنية"، دون مزيد تفاصيل.
واختار تبون الذي يترشح مستقلا، شعار "من أجل جزائر منتصرة" وأعلنت أحزاب جبهة التحرير الوطني (الحاكم سابقا) والتجمع الوطني الديمقراطي (وطني/ قومي) وجبهة المستقل (وطني/ قومي)، وحركة البناء الوطني (إسلامي)، دعمها له.
فيما اختار المترشح حساني شريف "فرصة" شعارا لحملته الدعائية، أما ممثل جبهة القوى الاشتراكية أوشيش فاستقر على عبارة "رؤية للغد".
وركز المرشحون الثلاثة خطاباتهم أثناء الحملة الانتخابية على القضايا الاجتماعية والاقتصادية، متعهدين العمل على تحسين القدرة الشرائية وتنويع الاقتصاد ليصبح أقل ارتهانا بالمحروقات التي تشكل 95 بالمئة من موارد البلاد من العملة الصعبة.
وعلى المستوى الخارجي، ساد الإجماع في مواقف المرشحين الثلاثة إزاء الدفاع عن القضية الفلسطينية، وعن دعم جبهة بوليساريو.
ووعد تبون، مستندا إلى حصيلة اجتماعية واقتصادية محسنة، بزيادات جديدة في الأجور ومعاشات المتقاعدين وتعويضات البطالة وببناء مليوني مسكن، فضلا عن زيادة الاستثمارات لإيجاد 400 ألف فرصة عمل وجعل الجزائر "ثاني اقتصاد في إفريقيا" بعد جنوب إفريقيا.
وتعد هذه ثاني انتخابات رئاسية تتم تحت إشراف كلي لسلطة مستقلة للانتخابات بعد استحقاق 2019، بعدما كانت تحت إشراف وزارة الداخلية وصلاحيات أقل للهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات.