تحرك مصري لحلحلة الأزمة الليبية
القاهرة - تضاعف الحكومة المصرية من جهودها لتحريك الازمة الليبية نحو حل مستدام حيث لا يزال الجمود العنوان الأبرز للملف الليبي مع تصاعد التوتر بشأن مصرف ليبيا المركزي وتداعيات ذلك من حيث اعلان القوة القاهرة في حقول وموانئ النفط.
واجتمع وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي مع المبعوث الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند في واشنطن للبحث في تطورات المشهد الليبي.
وشدد على ضرورة "احترام مرجعية اتفاق الصخيرات وكذلك إنهاء جميع مظاهر الوجود الأجنبي في ليبيا، وخروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا في مدى زمني محدد، وبما يحفظ وحدة واستقرار وسيادة البلاد، ويُنهي حالة الانقسام، ويكفل صون مقدرات شعبها، ويوقف جميع مظاهر التدخلات الخارجية" وفق بيان من الخارجية المصرية.
بدوره أكد الناطق باسم وزير الخارجية في مساعدة الأشقاء على ضوء ما يربط البلدين من صلات تاريخية وجوار وأخوة واحترام المؤسسات وصولاً إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن، على نحو يخدم جهود التوصل لحل للأزمة بملكية وقيادة ليبية خالصة”.
وكان نورلاند قام الفترة الماضية بجهود في المنطقة لاحتواء التوتر في ليبيا حيث التقى عددا من المسؤولين في الجامعة العربية على غرار الأمين العام المساعد السفير حسام زكي.
وتصاعدت التوترات في ليبيا بعد مساعي هيئات سياسية في مقدمتها المجلس الرئاسي للإطاحة بالكبير وتكليف محمد الشكري بدلا منه مع تعبئة تجريها الفصائل المسلحة المتنافسة. حيث رفض محافظ المصرف المركزي تسليم المنصب، كما رفض القرار كل من مجلسي النواب والدولة باعتباره صدر من "جهة غير مختصة".
وكان الكبير قرر مغادرة ليبيا بعد رفع شكوى ضد المجلس الرئاسي لدى النائب العام وإثر اختطاف عدد من الموظفين في المصرف كرسالة تهديد شخصية له وسط مخاوف من سقوط البلاد في دوامة عنف جديدة.
وبداية الشهر الجاري قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إن الفصائل الليبية المتنافسة لم تتوصل بعد إلى اتفاق نهائي في المحادثات التي تهدف إلى حل أزمة مصرف ليبيا المركزي والتي تسببت في خفض إنتاج وتصدير النفط.
وكانت الولايات المتحدة قد عبرت عن دعمها للكبير في مواجهة ضغوط من المجلس الرئاسي وحكومة الدبيبة وسط تحذيرات من تداعيات الازمة على ثقة النظام المالي الدولي في البنوك الليبية.
وسعت مصر مؤخرا للتنسيق مع تركيا التي تملك بدورها نفوذا في ليبيا لاحتواء التوتر. وقال مسؤولون ودبلوماسيين لوكالة "بلومبرغ" دون ذكر اسمهم أن القاهرة وأنقرة تسعيان لاستغلال التقارب الأخير وزخم الصداقة الجديدة بينهما "لمحاولة حل الصراع على السلطة في ليبيا، العضو في (أوبك)، والذي يهدد بالتحول إلى حرب أهلية".