عودة سينمائية لذكريات غامضة بين الوهم و الواقع في 'أيام الصيف'

الفيلم الدرامي الكوميدي مقتبس عن رواية 'بستان الكرز' يصوّر تفاصيل قصة مؤثرة عن لقاءات حافلة بالعواطف ومصالحات مستحيلة بين أفراد عائلة في بيت الطفولة.

الرباط – موسم ينتهي وآخر يبدأ وعلاقات تبدأ بخجل وأخرى تنتهي بلقاءات حافلة بالمشاعر والمصالحات المستحيلة، لتجتمع كلها في الفيلم المغربي "أيام الصيف" حيث تلتقي عائلة بعد غياب طويل خارج المغرب في منزل الطفولة في مدينة طنجة، وتضطر الأسرة لبيع البيت والأراضي التي تحيط به مع اقتراب الخريف بسبب الديون لكنها تتمسك بتاريخ لا تريد نسيانه، فتبدأ رحلة كل فرد من العائلة مع ذكريات الماضي الغامضة بآلامه وأوهامه.

ويجمع العمل مجموعة من الممثلين الموهوبين أبرزهم الممثلة منى فتو والتي تجسد دور الأخت جليلة التي تعود بعد غياب طويل خارج المغرب إلى عائلتها وفوزي بنسعيدي في دور الشقيق الأصغر كمال ونزهة رحيل بدور الشقيقة الكبرى عائشة التي تتسم شخصيتها بالغموض وتبحث عن حل لإنقاذ أملاك العائلة، بالاضافة الى اخرين منهم محسن مالزي ونادية كوندا وعبده طالب وحسناء مومني ومحمد الشوبي ونورالدين سعدان وسعيد باي وعبدالرحيم صمدي ومصطفى حوشين.

وبعد جولة دولية في عدد هام من المهرجانات العالمية والتتويج في أكثر من حدث سينمائي، يستعد المخرج المغربي فوزي بنسعيدي لطرح "أيام الصيف" في القاعات السينمائية المغربية. وهو عمل درامي كوميدي مقتبس عن رواية "بستان الكرز" رائعة الكاتب المسرحي الروسي أنطون تشيخوف.

وسيجري العرض ما قبل الأول للفيلم الثلاثاء بسينما "ميغاراما" بالدار البيضاء على أن يعرض رسميا في جميع القاعات السينمائية بالمغرب ابتداءً من يوم الأربعاء 25 سبتمبر/أيلول 2024.

ويُعدّ "أيام صيف" خامس أفلام المخرج وكاتب السيناريو والممثل  بنسعيدي الذي تأثر بشكل كبير بأعمال أنطون تشيخوف، خلال إشرافه على ورشة عمل لتوجيه الممثلين في المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش. وكانت هذه الفكرة بداية لمشروع نضج تدريجياً في ذهن المخرج، وقد ساعد لقاؤه بالمنتجة رجاء الحساني وفريقها في تحقيق هذه الرؤية، حيث تم تصوير الفيلم على مدار ثلاثة أسابيع في مواقع طبيعية خلابة على مرتفعات طنجة. 

وسبق أن عرض العمل في الدورة الـ19 لمهرجان مراكش السينمائي ضمن فئة البانوراما، وقال فوزي بنسعيدي في لقاء مع موقع هسبريس "إن هذا الشريط السينمائي هو عمل خاص بالنسبة إلي مقتبس من رواية بستان الكرز" مضيفا أنه "كانت لدي رغبة كبيرة في الاشتغال على مسرحيته لأنها تركز على الأشياء الصغيرة في الحياة وكيف لهذه الأشياء إمكانية أن تغيير الأقدار والحديث عن الشخصيات".

وأردف "على الرغم من أن قصة الرواية بسيطة، إلا أن العمق موجود في طريقة كتابة الشخصيات وفي الحوار الذي كتب بشكل عميق وجميل جدا ومشروع للممثلين"،

وتابع بأن فيلمه "يضم ثلة من أجود نجوم المغرب تم إعطاؤهم شخصيات من الريبيرتوار العالمي للاشتغال عليها"، معتبرا ذلك طريقة للاعتراف بقوة التشخيص المغربي وبموهبة المشخصين المغاربة". وأضاف "عندما نقوم باقتباس عمل عالمي هذا يعني أن هناك مئات من الممثلين الكبار الروس والعرب وغيرهم الذين اشتغلوا على النص نفسه ومثلوا الشخصيات نفسها، وهذا ما يجعلنا نقول اليوم إن الممثلين المغاربة بالمستوى نفسه، ونكون فخورين بهم".