
حزب الله يستهدف مقر الموساد في تل أبيب بصاروخ بالستي
بيروت - أعلن حزب الله الأربعاء إطلاق صاروخ بالستي نحو إسرائيل للمرة الأولى منذ بدء التصعيد بينهما قبل نحو عام، مستهدفا مقرا لجهاز الموساد قرب تل أبيب، وذلك بعد إعلان الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق من لبنان فيما شنت فصائل عراقية هجمات صاروخية على مواقع عسكرية شمال وغرب البلاد.
وقال الحزب في بيان إنه أطلق عند "الساعة السادسة والنصف (03.30 ت غ) صاروخا باليستيا من نوع "قادر1"، مستهدفا "مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب وهو المقر المسؤول عن اغتيال القادة وعن تفجير البايجرز وأجهزة اللاسلكي"، في إشارة الى تفجير آلاف من أجهزة الاتصال في حوزة عناصره الأسبوع الماضي.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن قبيل ذلك أنه "متابعة للانذارات في منطقة تل أبيب الكبرى (غوش دان) ومنطقة شارون، فالحديث عن إطلاق صاروخ أرض-أرض من لبنان تم اعتراضه من قبل الدفاعات الجوية".
ويأتي ذلك في خضم غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف منذ الإثنين جنوب لبنان وشرقه، في تصعيد حاد للنزاع المتواصل بين الدولة العبرية والحزب منذ تشرين الأول/أكتوبر على خلفية الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
وأعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض الثلاثاء أن الغارات الجوية يوم الإثنين وحده أسفرت عن مقتل 558 شخصا غالبيتهم من "العزّل الآمنين" وأكثر من 1800 جريح، في أعلى حصيلة يومية للقتلى تسجّل في لبنان منذ الحرب الأهلية (1975-1990).
وأعلن الجيش الإسرائيلي الاربعاء أنه قصف للمرة الأولى جبل لبنان وشمالي بيروت على بعد نحو 120 كيلومترا من الحدود إضافة إلى هجمات في النبطية جنوبا والبقاع شرقا فيما تحدثت مصادر عن ضحايا.
من جانب اخر أعلنت القوات الإسرائيلية أنها تشنّ غارات "موسعة" على مناطق في جنوب لبنان وشرقه، بعد ساعات من اعتراض الصاروخ البالستي.
وقال الجيش في بيان إنه "يشنّ هجمات واسعة في جنوب لبنان وفي منطقة البقاع" الواقعة عند الحدود الشرقية مع سوريا، مضيفا أنه سيعلن "تفاصيل إضافية لاحقا" مضيفا أنه يضرب أهدافا لحزب الله ومنشآت تخزين أسلحة.وقالت وزارة الصحة اللبنانية ان عشرة أشخاص على الأقل الأربعاء في غارات اسرائيلية على ثلاث قرى لبنانية.
كذلك، أشار إلى أنّ حوالى 40 قذيفة أُطلقت من لبنان إلى شمال إسرائيل، ما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في المنطقة، موضحا أنّه "تمّ اعتراض عدد من المقذوفات" متابعا "تواصل منظمة حزب الله إطلاق مقذوفات تجاه مناطق ومنشآت مدنية على الجبهة الداخلية الإسرائيلية".
وتلقى حزب الله خلال الأيام الماضية ضربات موجعة بعد تفجير آلاف من أجهزة اتصالاته الأسبوع الماضي في هجمات نسبها الى إسرائيل وأدّت إلى مقتل 39 شخصا وإصابة آلاف آخرين بجروح. كما أدت غارة إسرائيلية الجمعة على معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت، الى مقتل عدد من قادة قوته النخبوية.
كما أعلن الحزب الأربعاء مقتل القيادي العسكري إبراهيم قبيسي في غارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت الثلاثاء، أسفرت عن مقتل ستة أشخاص وفق وزارة الصحة.

وردا على التصعيد قال الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي اليوم الأربعاء إن قتل قيادات كبيرة في حزب الله لن يركع الجماعة.
وقال خامنئي "القوة التنظيمية والموارد البشرية لحزب الله قوية للغاية ولن تتضرر بشدة بسبب قتل قادة كبار حتى وإن كان ذلك يشكل خسارة واضحة" مضيفا "سيكون النصر حليف المقاومة الفلسطينية واللبنانية في النهاية" واتهم إسرائيل بقتل مدنيين لأنها غير قادرة على هزيمة أعدائها.
وتدعم إيران حزب الله منذ تأسيسه في 1982. وألقى خامنئي بمسؤولية التصعيد في لبنان على واشنطن. وكثفت إسرائيل هجماتها على لبنان منذ تفجيرات أجهزة اتصال لاسلكية يستخدمها أعضاء في الجماعة منها البيجر والوكي توكي.
ورغم تأكيدات من واشنطن أنها لم تكن على علم مسبق بخطط إسرائيل، قال خامنئي "الولايات المتحدة تعلم وتتدخل أيضا" وأضاف أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "تحتاج إلى تحقيق الكيان الصهيوني لانتصار" قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال البيت الأبيض الأربعاء إن إطلاق حزب الله اللبناني صاروخا على مدينة تل أبيب الإسرائيلية "مقلق للغاية"، لكنه شدد على وجود مجال للدبلوماسية لتجنب "حرب شاملة".
وصرّح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي في مقابلة مع "سي إن إن"، "من المؤكد أن هذا الأمر مقلق للغاية، للإسرائيليين بالطبع، وكذلك لنا". وأضاف "نعتقد أنه ما زال هناك وقت ومجال للتوصل إلى حل دبلوماسي لخفض التوترات وتجنب حرب شاملة".
من جانبها أرسلت بريطانيا قوات إلى قبرص لمساعدة مواطنيها على مغادرة لبنان في الوقت الذي حذر فيه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر من أن التصعيد في القتال بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية يدفع المنطقة إلى حافة الهاوية.
وقالت الحكومة البريطانية في بيان في وقت متأخر من الثلاثاء إن 700 جندي سينتقلون إلى قبرص لتعزيز وجود القوات البريطانية في المنطقة التي يوجد بها بالفعل سفينتان وطائرات وأيضا طائرات نقل هليكوبتر تابعة للبحرية الملكية.
وقال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي "الأحداث التي وقعت في الساعات والأيام الماضية أظهرت مدى خطورة هذا الوضع، ولهذا السبب فإن رسالتنا واضحة، على المواطنين البريطانيين المغادرة الآن".
وأضاف "تعمل حكومتنا على ضمان توافر جميع الاستعدادات لدعم المواطنين البريطانيين في حال تدهور الوضع".
وقالت جماعة عراقية تطلق على نفسها اسم "المقاومة الإسلامية في العراق"، ليل الثلاثاء الأربعاء، شن 3 هجمات على جنوب وشمال إسرائيل موضحة في سلسلة بيانات عبر منصة تلغرام، إنها "هاجمت بالطيران المسيّر، اليوم، هدفا قرب غور الاردن بأراضينا المحتلة (تقصد إسرائيل)".
وأضافت أنها "هاجمت بصاروخ كروز من نوع الأرقب هدفا حيويا في شمال أراضينا المحتلة" متابعة أنها "هاجمت بواسطة الطيران المسير هدفا عسكرياً في شمال أراضينا المحتلة".
وفيما لم توضح الجماعة طبيعة الأهداف التي هاجمتها، أشارت إلى أن هجماتها تأتي "نصرة لأهلنا في فلسطين ولبنان، وردا على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ".
الولايات المتحدة تعلم وتتدخل أيضا
وبالتزامن مع ذلك، نقلت صحيفة "معاريف" العبرية الخاصة عن الجيش الإسرائيلي إعلانه سقوط مسيرة قدمت من اتجاه الشرق (المواجهة للعراق) بمنطقة وادي عربة جنوب البلاد مضيفا أن المسيرة سقطت بمنطقة مفتوحة، دون أن يسفر ذلك عن إصابات.
فيما أفادت "تايمز أوف إسرائيل" الخاصة بأن صحيفة صفارات الإنذار دوت في بلدتين شمالي هضبة الجولان (السوري المحتل) إثر تسلل طائرة مسيرة.
وكانت جماعة "المقاومة الإسلامية في العراق" أعلنت الثلاثاء عن شن هجوم بطيران مسير بمنطقة الجولان السوري المحتل من قبل إسرائيل.
وخلال الأشهر الأخيرة أعلنت الجماعة ذاتها عن شن هجمات على أهداف في إسرائيل ردا على عدوانها على قطاع غزة، المتواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وأمام هذه التطورات أرجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من الأربعاء الى الخميس، سفره الى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء بأن "نتانياهو سيسافر لإلقاء خطابه في الأمم المتحدة غدا (الخميس) عوضا عن هذه الليلة، وسيعود مساء السبت"، مشيرا الى أنه "خلال اليوم، سيجري مناقشات لبحث استمرار الهجمات في لبنان".