ماكرون يحث بزشكيان على التهدئة في الشرق الأوسط
نيويورك - طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الإيراني مسعود بزشكيان خلال اجتماع في نيويورك الثلاثاء بأن تستخدم طهران نفوذها لإرساء "تهدئة عامة" في الشرق الأوسط وحذّره من تقديم دعم عسكري لروسيا، بحسب ما أعلن قصر الإليزيه.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إنّه خلال الاجتماع الذي عُقد على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة عمد ماكرون إلى "تسليط الضوء على مسؤولية إيران في دعم تهدئة عامة واستخدام نفوذها في هذا الاتجاه لدى الأطراف المزعزعة للاستقرار التي تتلقى دعمها من أجل المضي نحو وقف لإطلاق النار في غزة ووقف للأعمال العدائية".
كما ناقش ماكرون وبزشكيان البرنامج النووي الإيراني حيث قال البيان إنّ الرئيس الفرنسي "أكّد مجددا قلقه البالغ إزاء مسار البرنامج النووي الإيراني" و"دعا إيران إلى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية للعمل من أجل التوصّل إلى حلّ دبلوماسي بهذا الشأن".
ووفق معطيات عملت فرنسا على احتواء التوتر بين لبنان وإسرائيل لكنها فشلت في منع التصعيد مع رفض حزب الله شرط التراجع جنوب نهر الليطاني.
وتُراكم إيران شهراً تلو الآخر احتياطيات متزايدة من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%، وهي نسبة تعتبر مرتفعة كونها أقرب إلى نسبة الـ90% اللازمة لإنتاج قنبلة ذرية.
ومنذ انتخابه في تمّوز/يوليو الماضي، أعرب الرئيس الإيراني عن رغبة بلاده في إعادة إطلاق المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق المبرم في 2015 بينها وبين مجموعة الست (باريس ولندن وبرلين وواشنطن وموسكو وبكين).
وكان الرئيس الايراني دعا خلال حملته الانتخابية إلى "علاقات بنّاءة" مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية من أجل "إخراج إيران من عزلتها"، ما بعث أملا بإمكانية استئناف المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي.
وخلال اجتماعه بنظيره الإيراني الثلاثاء، أدان ماكرون بشدّة تزويد الجمهورية الإسلامية الجيش الروسي صواريخ بالستية، وفقا للإليزيه فيما تطالب باريس بتصعيد الضغوط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف الحرب على أوكرانيا.
وقال البيان إنّ الرئيس الفرنسي "أدان بشدّة نقل صواريخ بالستية من إيران إلى روسيا وحذّر الرئيس الإيراني من استمرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دعم الحرب العدوانية التي تشنّها روسيا في أوكرانيا". وسبق أن اتّهمت دول غربية عدّة الجمهورية الإسلامية بتزويد روسيا بصواريخ بالستية.
وعززت كل من موسكو وطهران تعاونهما العسكري وسط معطيات عن تزويد الجيش الإيراني لنظيره الروسي بالصواريخ إضافة للمسيرات فيما زار مسؤولون عسكريون روس طهران لبحث التعاون العسكري.
وتعرضت ايران لعقوبات مشددة من الدول الغربية بسبب دعم روسيا عسكريا في الحرب التي شنت في فبراير/شياط 2022.
وعلى صعيد آخر، طالب ماكرون نظيره الإيراني بأن تطلق بلاده "دون تأخير" الفرنسيين الثلاثة "المحتجزين تعسّفيا رهائن في السجون الإيرانية منذ عامين".
ونقل البيان عنه إعرابه عن أسفه لظروف احتجازهم "غير اللائقة"، مجدّدا التأكيد على أنّ حريتهم "شرط أساسي لأي تحسّن في العلاقات الثنائية مع فرنسا".