اسرائيل ترفض هدنة تمنح حزب الله فرصة لالتقاط الأنفاس

وزير الخارجية الإسرائيلي يؤكد أن بلاده ستواصل القتال ضد حزب الله حتى النصر والعودة الآمنة لسكان الشمال إلى ديارهم.
بايدن وماكرون يؤكدان أن الوقت حان لإبرام تسوية دبلوماسية
دول مثل أستراليا والإمارات والسعودية والاتحاد الأوروبي وقعت على الخطة
سموتريتش يرفض اي وقف لإطلاق النار مع حزب الله ويدعو لسحقه
نتنياهو يقول إنه لم يرد على اقتراح الهدنة ويأمر الجيش بضرب حزب الله بكل قوة
حزب الله يقول إنه قصف مجمع صناعات عسكرية اسرائيلية شمال مدينة حيفا
أنباء عن مقتل 23 سوريا في ضربة إسرائيلية بلبنان

واشنطن - رفضت إسرائيل اليوم الخميس مقترح هدنة مع حزب الله لمدة 21 يوما طرحته دول أبرزها الولايات المتحدة، متوعدة بمهاجمته حتى "النصر"، مع مواصلة جيشها شنّ غارات جوية مكثّفة في لبنان، يردّ عليها الحزب بإطلاق صواريخ نحو شمال الدولة العبرية.

ودعت الولايات المتحدة وفرنسا وعدد من الحلفاء إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان وعبروا أيضا عن دعمهم لوقف لإطلاق النار في غزة، وذلك بعد مناقشات مكثفة في الأمم المتحدة أمس الأربعاء.
وجاء في بيان مشترك للدول أصدره البيت الأبيض "ندعو جميع الأطراف، بما في ذلك حكومتي إسرائيل ولبنان، إلى الموافقة على وقف إطلاق النار المؤقت على الفور". ومن بين الدول الحليفة التي وقعت على البيان المشترك أستراليا والإمارات والسعودية والاتحاد الأوروبي.

وفي ظل التصعيد الذي يهدد بإغراق الشرق الأوسط في الحرب، دعت الولايات المتحدة وفرنسا في بيان وقعت عليه أيضا اليابان وقطر والسعودية والإمارات، إلى "وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما عبر الحدود اللبنانية - الإسرائيلية لإفساح المجال أمام الدبلوماسية".

وقال الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في النص الصادر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، "حان الوقت لإبرام تسوية دبلوماسية تضمن الأمن وتمكّن المدنيّين على جانبي الحدود من العودة إلى ديارهم بأمان".

لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال الخميس إن الأخير "لم يرد حتى" على "المقترح الأميركي الفرنسي"، مؤكدا أنه أمر الجيش "بمواصلة الضرب بكل قوة".

وعكس وزير الخارجية يسرائيل كاتس موقفا مماثلا. وقال عبر منصة إكس "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال. سنواصل القتال ضد منظمة حزب الله الإرهابية بكل قوتنا حتى النصر والعودة الآمنة لسكان الشمال إلى ديارهم".

ووسّعت إسرائيل غاراتها الجوية على لبنان الأربعاء لتقتل 72 شخصا على الأقل، بحسب إحصاء استنادا إلى بيانات وزارة الصحة اللبنانية. وكانت الوزارة قالت في وقت سابق إن 223 شخصا على الأقل أصيبوا.
وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي الأربعاء إن تلك الغارات الجوية تمهد الطريق لعملية برية محتملة مما يثير مخاوف من أن يشعل الصراع حربا أوسع في الشرق الأوسط.
وأوضح مسؤول كبير في البيت الأبيض أن واشنطن كانت على مدى الأشهر القليلة الماضية تتواصل مع المسؤولين في إسرائيل ولبنان لخفض الأعمال القتالية.
وقال المسؤول "أجرينا هذه المناقشات على مدى فترة طويلة"، مضيفا أن واشنطن وحلفاءها يهدفون إلى تحويل هذه المناقشات إلى اتفاق أوسع خلال فترة وقف إطلاق النار التي تستمر 21 يوما.
وأشار المسؤول إلى أن بايدن ركز على مسعى التوصل لوقف إطلاق النار "في كل محادثة تقريبا أجراها مع زعماء العالم" في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع.
وأضاف المسؤول أنه بناء على مناقشات مع الإسرائيليين واللبنانيين، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها شعروا أن هذا هو الوقت المناسب للدعوة إلى وقف إطلاق النار.

وعبر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في وقت سابق عن أمله في التوصل قريبا إلى وقف لإطلاق النار لإنهاء القتال الدائر بين إسرائيل وجماعة حزب الله والذي هز البلاد وأثار مخاوف من غزو بري.

قيادة حزب الله تكبدت خسائر كبيرة
قيادة حزب الله تكبدت خسائر كبيرة

ورفض وزير المال الإسرائيلي اليميني المتطرّف بتسلئيل سموتريتش الخميس الدعوة لوقف إطلاق النار في لبنان وطالب بـ"سحق" حزب الله.

وقال على منصة "إكس" إن "على الحملة في الشمال أن تنتهي بنتيجة واحدة: سحق حزب الله والقضاء على قدرته على إلحاق الضرر بسكان الشمال" مضيفا "يتعيّن عدم إعطاء العدو وقتا للتعافي من الضربات الكبيرة التي تعرّض لها وإعادة تنظيم صفوفه لمواصلة الحرب بعد 21 يوما".
وتابع "استسلام حزب الله أو الحرب -- هذه الطريقة الوحيدة لإعادة السكان والأمن إلى الشمال والبلاد" بأسرها.
من جانبه رأى زعيم المعارضة يائير لبيد على منصة "إكس" أن على الحكومة الإسرائيلية الموافقة على وقف إطلاق النار لسبعة أيام فقط قائلا إن ذلك "سيمنع حزب الله من إصلاح أنظمته للقيادة والسيطرة" مضيفا "لن نقبل بأي مقترح لا يتضمن انسحاب حزب الله من حدودنا الشمالية".

ووجّه وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير الخميس تهديدات إلى نتنياهو في حال الموافقة على وقف لإطلاق النار مع "حزب الله"، سواء كان مؤقتا أو دائما.
ويعد سموتريتش ووزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير من المدافعين بشدّة أيضا عن مواصلة الحرب في قطاع غزة التي اندلعت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربات جديدة ضد أهداف لحزب الله في لبنان الخميس حيث جاء في بيان أن الجيش "يضرب حاليا أهدافا إرهابية لحزب الله في لبنان" فيما تحدثت مصادر عن مقتل أنباء عن مقتل 23 سوريا في ضربة إسرائيلية بالجنوب.

كما كشف الجيش أن طائرات مقاتلة إسرائيلية قصفت اليوم الخميس بنية تحتية على الحدود اللبنانية السورية لوقف نقل أسلحة من سوريا إلى جماعة حزب الله في لبنان موضحا أن "حزب الله يستخدم هذه الوسائل الحربية ضد مواطني دولة إسرائيل". 
وأضاف "سيواصل جيش الدفاع الإسرائيلي الضرب والتحرك ضد محاولات منظمة حزب الله تسليح نفسها ونقل الأسلحة إلى لبنان من الأراضي السورية".

من جانبه أعلن حزب الله الخميس أنه قصف مجمعات صناعات عسكرية تابعة لشركة رفائيل شمال مدينة حيفا قائلا في بيان إن مقاتليه قصفوا "مُجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بِصليات من الصواريخ".

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للصحفيين قبل اجتماع المجلس إن بلاده تدعم حزب الله ولن تقف مكتوفة الأيدي في حال تصاعد الصراع في لبنان.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية اليوم الخميس إن أنقرة تستعد لإجلاء محتمل لمواطنيها وأجانب من لبنان مع استمرار إطلاق النار عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله.

وذكر المصدر في إفادة صحفية أن الجيش لديه "القدرة والموارد اللازمة لتنفيذ أي مهمة تُسند إليه لإجلاء مواطنينا أو الرعايا الأجانب من لبنان بأمان" مضيفا "هناك تخطيط واستعدادات أولية لعملية إجلاء محتملة"، موضحا أن تركيا أكملت بنجاح من قبل مثل هذه العمليات وتتابع عن كثب التطورات في لبنان.

لن نقبل بأي مقترح لا يتضمن انسحاب حزب الله من حدودنا الشمالية

وعبر زعماء العالم عن قلقهم من أن الصراع، الذي يدور بالتوازي مع الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة، يتصاعد سريعا مع ارتفاع عدد القتلى في لبنان وفرار الآلاف من منازلهم. ومن المقرر أن يصل نتنياهو إلى نيويورك الخميس ويلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة غدا الجمعة.
وتسعى إدارة الرئيس جو بايدن منذ ما يقرب من عام إلى التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة، لكن دون جدوى. وللصراع تكلفته من الناحية السياسية بالنسبة لبايدن وبالتالي للحملة الرئاسية لنائبته كاملا هاريس، كما يزيد العنف في لبنان الضغوط على إدارته لإيجاد حل دبلوماسي.

وأسقطت إسرائيل صاروخا قالت جماعة حزب الله المتحالفة مع إيران إنه كان يستهدف مقر وكالة المخابرات الإسرائيلية (الموساد) قرب تل أبيب، أكبر مدن إسرائيل. وقال مسؤولون إسرائيليون إن صاروخا ثقيلا كان في طريقه إلى مناطق مدنية في تل أبيب، وليس مقر الموساد، قبل إسقاطه.
وذكر بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي أن هاليفي قال للجنود عند الحدود مع لبنان "تسمعون الطائرات فوقنا، نوجه ضربات طوال اليوم" مضيفا "هذا لإعداد الأرض لدخولكم المحتمل ولمواصلة إضعاف حزب الله".
لكن متحدثا باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قال إن "التوغل البري الإسرائيلي لا يبدو وشيكا".
وقال وزير الخارجية اللبناني إن ما يصل إلى نصف مليون شخص تقريبا نزحوا في لبنان. وفي بيروت، لجأ آلاف النازحين الفارين من جنوب لبنان إلى المدارس والمباني الأخرى.
واستهدف الجيش الإسرائيلي بضرباته هذا الأسبوع قيادات لحزب الله ومئات المواقع في عمق لبنان فر منها مئات الآلاف. كما أطلق حزب الله وابلا من الصواريخ صوب إسرائيل. واحتشد المشيعون الأربعاء في ضواحي بيروت لتشييع جثماني اثنين من كبار قادة حزب الله قُتلا في غارات إسرائيلية في اليوم السابق. وحمل مقاتلون يرتدون الزي العسكري النعشين وردد الحشد شعارات حزب الله فيما بكى البعض.
وقالت إسرائيل إن طائراتها المقاتلة استهدفت جنوب لبنان وسهل البقاع، وهو معقل لحزب الله إلى الشمال، كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيستدعي لواءين من قوة الاحتياط لتنفيذ مهام عملياتية على الجبهة الشمالية.
وفي رسالة قصيرة عبر مقطع مصور لم يتضمن أي إشارة إلى الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل لوقف إطلاق النار، قال نتنياهو إن حزب الله يتعرض لضربات أشد مما كان يتصور.
ويمثل تأمين الحدود الشمالية والسماح بعودة نحو 70 ألفا من السكان النازحين بسبب تبادل إطلاق النار شبه اليومي منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر تشرين الأول أولوية بالنسبة لإسرائيل.
وتعج المستشفيات في لبنان بالجرحى منذ يوم الاثنين حينما قتل القصف الإسرائيلي أكثر من 550 شخصا في أعنف يوم تشهده البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية في 1990