ميتا تقدم لمستخدميها 'آلة زمن إلى المستقبل'

جيريمي غولدمان: نظارات أوريون تمثل رهان ميتا على عالم ما بعد الهواتف الذكية.

كاليفورنيا (الولايات المتحدة) - عرضت شركة ميتا بلاتفورمز المالكة لفيسبوك وإنستغرام خلال مؤتمرها السنوي كونكت بمقرها الرئيسي في كاليفورنيا، الأربعاء، أول نموذج أولي لها من نظارات قائمة على الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي، على أمل إنشاء منصة حوسبة جديدة للمستهلكين، بعد أجهزة الكمبيوتر الشخصية والهواتف المحمولة.

وهذه النظارات المسماة "أوريون" Orion، مزودة بكاميرا وسماعات رأس ومساعد قائم على الذكاء الاصطناعي يتم التحكم فيه بالصوت، على غرار "ميتا راي بان" المتصلة والموجودة في الأسواق منذ سنوات عدة.

وقال الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ بعد سحب نظارة سوداء من علبة معدنية على خشبة المسرح "هذا هو العالم المادي متداخلا مع الصور المجسمة"، مضيفا "في الوقت الحالي، أعتقد أن الطريقة الصحيحة للنظر إلى أوريون هي أنها آلة زمن إلى المستقبل.. توفّر لمحة عن المستقبل الذي أعتقد أنه سيكون مثيرا للغاية".

ونظارات أوريون مصنوعة من سبيكة مغنيسيوم ومدعومة برقائق إلكترونية صممتها ميتا. وسيتمكن المستخدمون من التفاعل معها من خلال تتبع اليد، وهي تقنية تساعد على العمل في بيئة الواقع الافتراضي أو المختلط والتفاعل معها دون الحاجة إلى وحدات تحكم منفصلة، وكذلك من خلال الصوت وواجهة تحكم عصبي توضع على المعصم.

وتتضمن النظارات أيضا أجهزة عرض صغيرة لعرض مقاطع فيديو أو شاشات أو حتى أشخاص على شكل صور ثلاثية الأبعاد، كل ذلك من دون وضع خوذة تعزل المستخدم.

ووصف زوكربيرغ أوريون بأنها "مجموعة قيد التطوير"، قائلا إن ميتا تخطط للعمل على جعلها أصغر حجما وأكثر أناقة وأقل تكلفة للمستهلكين في وقت لاحق.

وقال جيريمي غولدمان من شركة "إي ماركتر" إن نظارات أوريون "تمثل رهان ميتا على عالم ما بعد الهواتف الذكية"، معتبرا أن كل شيء سيعتمد على قدرة النظارات على تبسيط الحياة اليومية للمستخدمين، وكذلك على سعرها.

وأضاف غولدمان "إذا لعبت ميتا أوراقها بشكل صحيح، خصوصا مع دمج الذكاء الاصطناعي في الوقت الفعلي، قد تصبح هذه النظارات أكثر بكثير من مجرد أداة مبهرجة".

وتعمل شركات التكنولوجيا الكبرى منذ سنوات على تطوير أجهزة الواقع المعزز، على الرغم من فشل أغلب مساعيها في هذا الصدد، مثل نظارات "جلاس" التابعة لغوغل.

وكان زوكربيرغ حول وجهة أكبر شركة تواصل اجتماعي في العالم عام 2021 نحو بناء أنظمة الميتافيرس التي تغوص في عالمي الواقع الافتراضي والمعزز. غير أن تكاليف التطوير المرتفعة والعقبات التكنولوجية أعاقت تسليم المنتجات.

وقال مصدر قبل المؤتمر إن ميتا تهدف إلى تسليم أولى نظارات الواقع المعزز التجارية للمستهلكين في 2027، وبحلول ذلك الوقت من المفترض أن يؤدي التقدم التكنولوجي إلى خفض تكلفة الإنتاج.

واستعرض زوكربيرغ كيف أن نظارات الواقع المعزز يمكنها عرض نوافذ صغيرة متعددة بها نصوص واتساب ومسنجر ومكالمات فيديو ومقاطع إنستغرام المصورة القصيرة، على الرغم من أن العرض التقديمي قدم القليل من التفاصيل عن قدرات النظارة.

كما كشفت ميتا التي ارتفعت أسهمها 2.2 في المئة إلى ذرى جديدة، عن مجموعة من التحسينات على برمجيات مساعد الذكاء الاصطناعي الذي أثار الاهتمام بنظارات ميتا الذكية من راي بان، بما يسمح للمستخدمين بمسح رموز الاستجابة السريعة وتشغيل الموسيقى من سبوتيفاي استجابة للأوامر الصوتية.

وفي وقت لاحق من العام الجاري، تخطط الشركة لإضافة قدرات الفيديو والقدرة على إجراء ترجمة لغوية فورية بين الإنكليزية والفرنسية والإيطالية أو الإسبانية.

وأعلنت ميتا أيضا عن مجموعة من العروض الجديدة لمنتجات لبرنامج الدردشة الآلي المماثل لتشات جي.بي.تي، وتخطط لبدء دمج الصور الشخصية المنشأة بواسطة البرنامج تلقائيا في منشورات فيسبوك وإنستغرام الخاصة بالأشخاص.

ومن بين تحديثات الذكاء الاصطناعي التي أعلن عنها في المؤتمر أيضا، تحديث صوتي للمساعد الرقمي الذي يدعى "ميتا إيه.آي"، والذي سيستجيب حاليا للأوامر الصوتية.

وقال زوكربيرغ "أرى أن الصوت سيكون وسيلة طبيعية أكثر للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي مقارنة بالنص المكتوب". وأفادت الشركة أن أكثر من 400 مليون شخص يستخدمون ميتا إيه آي شهريا.

واختتم الملياردير الأميركي عرضه السنوي للمنتجات الجديدة للمجموعة بهذا الجهاز الجديد، وهي المفاجأة الفعلية الوحيدة للحدث الذي أقيم في مينلو بارك (كاليفورنيا)، المقر الرئيسي للشركة.

وروى كيف شكّل قبل عشر سنوات فريقا لابتكار نظارات لاسلكية، خفيفة الوزن (أقل من 100 غرام)، قادرة على عرض صور واضحة وكبيرة بما يكفي للتكيف مع مختلف الاستخدامات والبيئات، من دون وقف التواصل البصري مع الأشخاص الموجودين جسديا.

للتفاعل مع الوظائف المختلفة، يمكن للمستخدم الاعتماد على الإيماءات الصوتية واليدوية، وربما الأفكار أيضا، بفضل أجهزة استشعار موجودة على سوار.

وأكد زوكربيرغ "نحن بحاجة إلى جهاز يمكنه إرسال إشارة من الدماغ. هذا أول جهاز مدعوم بواجهتنا العصبية الموجودة على المعصم".