
اسرائيل تدرس هدنة مع حزب الله ولا توقف التصعيد
القدس - قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة إن فرقا إسرائيلية عقدت اجتماعات لمناقشة مقترحات أميركية لوقف إطلاق النار مع لبنان لثلاثة أسابيع أمس الخميس وستواصل المناقشات في الأيام المقبلة، مضيفا أنه يقدر جهود واشنطن فيما حث وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الحكومة الإسرائيلية على عدم التصعيد.
وذكر في بيان "اجتمعت فرقنا الخميس لمناقشة المبادرة الأميركية وكيف يمكننا المضي قدما في الهدف المشترك المتمثل في إعادة السكان بأمان إلى ديارهم. وسنواصل هذه المناقشات في الأيام المقبلة".
وجاءت تصريحات نتنياهو بعد أن قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الخميس إنه يرفض وقف إطلاق النار في الشمال. وتنفذ مقاتلات إسرائيلية أعنف قصف منذ عقود على أهداف تابعة لجماعة حزب الله اللبنانية.
وأصدر مكتب رئيس الوزراء بيانا أمس الخميس، بعد أن غادر متجها لنيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال فيه إن نتنياهو أمر القوات الإسرائيلية بمواصلة القتال في لبنان بكامل قوتها.
ولم يشر ذلك البيان إلى التصريحات التي أدلى بها كاتس وسياسيون إسرائيليون آخرون رفضوا أيضا مقترح الهدنة، وأشار فقط إلى أن الأمر سيشهد "الكثير من التقارير غير الدقيقة بشأن مبادرة وقف إطلاق النار التي تقودها الولايات المتحدة".
وأضاف البيان "إسرائيل تقدر الجهود الأميركية في هذا الصدد لأن دور الولايات المتحدة لا غنى عنه في دفع الاستقرار والأمن في المنطقة".
وقال حزب الله الجمعة إنه قصف مدينة طبريا الواقعة على بعد أكثر من ثلاثين كيلومترا عن الحدود مع لبنان، بصلية صاروخية، ردا على غارات كثيفة تستهدف بلدات عدة في جنوب لبنان وشرقه.
وأورد الحزب في بيان أن مقاتليه قصفوا "مدينة طبريا المحتلة بصلية صاروخية" وذلك "ردا على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين"، في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي أن مسيّرات وصواريخ دخلت الأجواء الإسرائيلية من لبنان.
بدوره قال الجيش الإسرائيلي إن مسيّرات وصواريخ دخلت الأجواء الإسرائيلية من لبنان الجمعة موضحا أن المسيّرات خرقت أجواء منطقة روش هانيكرا الساحلية واعترضتها دفاعات الجيش، ومضيفا أنه جرى اعتراض صواريخ عدة أيضا.
وقال رئيس بلدية بلدة شبعا اللبنانية محمد صعب إن تسعة أشخاص من نفس العائلة، بينهم أربعة أطفال، قتلوا في غارة شنتها إسرائيل في حوالي الساعة الثالثة من فجر اليوم الجمعة على البلدة الحدودية التي تقع في جنوب لبنان.
وأفادت وكالة أنباء النظام السوري "سانا"، الجمعة، بمقتل 5 عسكريين وإصابة آخر بجروح، في قصف إسرائيلي استهدف موقعا على الحدود مع لبنان قرب بلدة بريف دمشق.
ونقلت الوكالة الرسمية عن مصدر عسكري (لم تسمه) "حوالي الساعة 1:35 فجر الجمعة شن العدو الإسرائيلي عدوانا جويا من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً أحد مواقعنا العسكرية على الحدود السورية اللبنانية قرب كفير يابوس في ريف دمشق"مضيفة أن القصف أدى إلى مقتل خمسة عسكريين وإصابة آخر بجروح.
وأكد الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أن الغارة التي شنها على الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت الثلاثاء أدت لمقتل 3 مسؤولين بـ"حزب الله".
وكان الجيش قد أعلن سابقا اغتيال محمد قبيسي ولكنه قال الجمعة، إنه تم قتل مسؤولين آخرين بذات الغارة.
وقال في بيان "الغارة التي شنها الجيش الثلاثاء في ضاحية بيروت الجنوبية أدت لمقتل محمد قبيسي قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله قضت على نائبه عباس إبراهيم شرف الدين وحسين هاني وهو مسؤول آخر في منظومة الصواريخ".
وأوضح "هاني كان من مقربي المدعو فؤاد شكر القائد العسكري الأبرز في حزب الله والذي تم القضاء عليه في يوليو/تموز الماضي".
وأعلن الجيش الإسرائيلي أيضا أنه "في غارة أخرى تم القضاء على جهاد شفيق خزعل خنافر، وهو مسؤول آخر في منظومة صواريخ أرض-أرض في حزب الله"، دون تحديد موعد الغارة.

وأظهر استطلاع للرأي في إسرائيل، الجمعة أن العدوان على لبنان ساهم في زيادة شعبية حزب الليكود بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورفع عدد مقاعده بالكنيست متقدما على منافسه "معسكر الدولة" المعارض برئاسة بيني غانتس، في حال جرت انتخابات اليوم.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية التي نشرت نتائج الاستطلاع، "على خلفية سلسلة من الضربات القاسية التي تلقتها منظمة حزب الله وتصاعد القتال في الشمال، تعزز حزب الليكود هذا الأسبوع".
وأضافت أنه "للمرة الأولى منذ بداية الحرب على غزةتُظهر النتائج أنه لو جرت انتخابات اليوم فإن حزب "الليكود" سيحصل على 25 من مقاعد الكنيست الـ 120".
وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني اليوم الجمعة أن كير ستارمر التقى نظيره اللبناني نجيب ميقاتي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وناقشا أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار مع إسرائيل والتوصل لحل عبر التفاوض.
وأضاف البيان "رئيس الوزراء بدأ بتقديم خالص تعازيه لرئيس الوزراء ميقاتي في فقدان أرواح مدنيين في الأسابيع القليلة الماضية" موضحا أنهما "ناقشا الصراع المتصاعد في لبنان واتفقا على أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار والتوصل لحل عبر التفاوض".
وتتبادل القوات الإسرائيلية بشكل يومي تقريبا إطلاق النار مع حزب الله في جنوب لبنان منذ ما يقرب من عام بعدما بدأت الجماعة المدعومة من إيران إطلاق الصواريخ على إسرائيل بعد هجوم قادته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأجبر ذلك عشرات الآلاف على جانبي الحدود على الفرار من منازلهم وأصبحت مساحات شاسعة مهجورة إلى حد كبير. وأعلنت إسرائيل أن عودة من نزحوا لمساكنهم في الشمال من بين أهدافها للحرب.
وضربت الغارات الإسرائيلية على مدى الأسبوع المنصرم مئات الأهداف في جنوب لبنان وأيضا في عمقه مما أسفر عن مقتل أكثر من 600.
وفي ذات الوقت، أطلق حزب الله مئات الصواريخ والمقذوفات صوب إسرائيل استهدف بعضها تل أبيب. واعترضت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية العديد من تلك الصواريخ مما جعل الأضرار الناجمة عنها محدودة نسبيا.
وأبلغ بلينكن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر بأن المزيد من التصعيد للصراع في لبنان سيزيد فقط من صعوبة عودة المدنيين إلى ديارهم على جانبي الحدود، حسبما ذكرت وزارة الخارجية في بيان لاجتماعهما.
وقالت الخارجية الأميركية في البيان "ناقش الوزير أهمية التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار لمدة 21 يوما على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان".
وأضافت "أكد أن المزيد من التصعيد في الصراع سيؤدي فقط إلى جعل هذا الهدف (عودة المدنيين) أكثر صعوبة".
وأشارت الوزارة إلى أن بلينكن ناقش أيضا الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة والخطوات التي يتعين على إسرائيل اتخاذها لتحسين آليات وصول المساعدات الإنسانية في القطاع حيث تشرد ما يقرب من 2.3 مليون شخص وتوجد أزمة جوع.
واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس أنه في حال رفض بنيامين نتانياهو وقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان فإنه سيكون قد ارتكب "خطأ" يحمّله "مسؤولية" تصعيد إقليمي.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في مونتريال "الاقتراح الذي تم تقديمه متين"، موضحا أنه أعد بالتنسيق مع نتنياهو شخصيا والولايات المتحدة وفرنسا.
وأضاف "أعتقد أن رئيس الوزراء (الإسرائيلي) سيكون قد ارتكب خطأ إذا رفض لأنه سيتحمل مسؤولية تصعيد إقليمي وسقوط مزيد من الضحايا المدنيين في لبنان، تصعيد أكبر بكثير، لا يمكن لأحد أن يسيطر عليه".
وقال ترودو "من الضروري للغاية التوصل إلى وقف لإطلاق النار فورا"، مشيرا إلى "مشاهد مروعة".
واعتبر الرئيس الفرنسي أن ردود الفعل الأولية لإسرائيل على الاقتراح ليست "نهائية"، مشيرا إلى إمكان طلب انعقاد مجلس الأمن الدولي للبحث في هذه المسألة من أجل "زيادة الضغوط".