صراع صاخب لجيلين موسيقيين في 'صمت الكمنجات'

الفيلم الاجتماعي يوثق جملة من التحولات في المجتمع المغربي من خلال قصة عن التراث الموسيقي وانتقاله من جيل الى آخر.

الرباط – عن الشغف بالموسيقى وأنماطها المختلفة يسلّط المخرج المغربي سعد الشرايبي الضوء في فيلمه "صوت الكمنجات" على التراث الموسيقي الأصيل وانتقاله من جيل لآخر، ويوثق جملة من التحولات في المجتمع المغربي من خلال قصصٍ وحكايات.

 وتدور أحداث الفيلم السينمائي الطويل بين الجد الذي له معرفة كبيرة وعميقة بفن الملحون الأصيل شعرا وغناء وموسيقى وحفيدته التي تعشق الموسيقى الغربية الكلاسيكية وتعزف على آلة الكمان، وبعد شد وجذب بينهما يخلصان في نهاية المطاف إلى صيغة فنية يتم من خلالها المزج بين الموسيقى الأصيلة والمعاصرة.

وداخل هذه القصة نقل سعد الشرايبي حكايات أخرى تناولت أفكار وهواجس جيل اليوم وقدم صورة عن عوالمه التي لها علاقة بالعالم الواقعي والافتراضي منها علاقات الحب ومساراته الصعبة بين الشباب والتنمر والتفكير في الهجرة والصراع حول النجاح. وعلى امتداد ثلث المدة الزمنية للعمل يستمتع المشاهد بمقاطع موسيقية متنوعة يتعرّف من خلالها على فن الملحون على نطاق واسع.

والى جانب الممثل عز العرب الكغاط في دور الجد والوجه الجديد مريم البوعزاوي في دور الحفيدة، يؤدّي ثلة من الممثلين المحنكين والشباب الذين شخصوا باقي الأدوار أبرزهم عادل أبا تراب وخلود البطيوي وحسن الكنوني وإلياس عامل وأمنية الشفشاوني وياسن فاضل وآخرين.

وأعلن المركز السينمائي عن قائمة الأفلام المشاركة في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته 24 والمقرر تنظيمه من 18 الى 26 أكتوبر/تشرين الأول 2024، حيث سيعرض العمل السينمائي ضمن الفاعلية.

العرض الاول
العمل في أول عرض عالمي في مهرجان السينما الافريقية بخريبكة

ويعتبر "صمت الكمنجات" تجربة جديدة في مسيرة الشرايبي السينمائية والتي ينفتح فيها على عوالم الموسيقى بعد اشتغاله على العديد من المواضيع الاجتماعية والتاريخية تتعلق بالمرأة والصداقة وفترة الاستعمار والمقاومة وغيرها من المواضيع التي تحمل بالإضافة إلى قيمتها الفنية والجمالية أبعاداً سياسيّة تُظهر حجم الالتزام الذي يطبع مسيرة المخرج تجاه السينما والثقافة بشكل عام.

وعُرض "صمت الكمنجات" لأول مرة ضمن المسابقة الأولى للأفلام الطويلة في الدورة 24 للمهرجان الدولي للسينما الافريقية بمدينة خريبكة من 11 الى 18 مايو/آيار 2024.وحاز على جائزة الأندية السينمائية دون كيشوت.

ويعد العمل ثامن الأعمال السينمائية الطويلة في مسار المخرج سعد الشرايبي، حيث أخرج فيلم "يوميات حياة عادية" (1990) و"نساء… ونساء" (1998) و"عطش" (2000)، و"جوهرة بنت السجن" (2003) و"الإسلام يا سلام" (2008)، و"نساء في المرايا" (2009)، و"Les 3M" وقصة غير مكتملة " (2019).