تباين في ردود الفعل الدولية والإقليمية على اغتيال نصرالله
بيروت - توالت ردود الفعل في الشرق الأوسط ومن حلفاء حزب الله في "محور المقاومة" المدعوم من إيران اليوم السبت على اغتيال حسن نصرالله الأمين العام للحزب اللبناني في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني على منصة إكس "النهج المشرف الذي سار عليه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سيتواصل وسوف تتحقق تطلعاته بتحرير القدس الشريف".
واعتبرت الخارجية السورية في بيان أن اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله هو "عدوان دنيء" وقالت إن "الكيان الصهيوني يؤكد من خلال هذا العدوان الدنيء مرة أخرى على سمات الغدر والجبن والإرهاب التي نشأ عليها".
وجاء تنديد الخارجية السورية باغتيال نصرالله، فيما احتفل سكان بعض المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة بمقتله.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اليوم السبت إن حسن نصر الله أمين عام حزب الله كان شخصية مهمة للبنان والمنطقة وسيكون من الصعب تعويضه بعد مقتله في غارة جوية إسرائيلية على بيروت أمس الجمعة.
وأردف قائلا لقناة "تي.آر.تي" الإخبارية في نيويورك إن تركيا تعتقد أن إسرائيل لن تتوقف في لبنان وستوسع دائرة حرب غزة في المنطقة، مضيفا أن "عجز الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى يسمح باستمرار العنف".
واعتبر المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني أن نصرالله كان "أنموذجا قياديا قلّ نظيره في العقود الأخيرة" قُتل في "المجزرة المفجعة التي اقترفتها" إسرائيل.
واعتبرت جمعية "الوفاق" البحرينية المعارضة أن نصرالله أصبح "رمزا خالدا للمقاومة ونصرة المستضعفين".
وكتب نائب الأمين العام للجمعية حسين الديهي عبر حسابه على إكس "ننعى سيد المقاومة، رجل الإيمان والعزم والبصيرة"، مضيفا أنه أصبح "رمزا خالدا للمقاومة والصمود ونصرة المستضعفين".
ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم السبت قتل إسرائيل حسن نصر الله الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية بأنه "إجراء عادل" بالنظر للعديد من ضحاياه، وقال إن الولايات المتحدة تدعم تماما حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الجماعات المدعومة من إيران.
وقال إنه وجه وزير الدفاع لويد أوستن لتعزيز الموقف الدفاعي للقوات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط لردع العدوان والحد من خطر اندلاع حرب أوسع نطاقا.
وقال إن الولايات المتحدة تهدف في النهاية إلى تهدئة الصراعات الجارية في غزة ولبنان من خلال الوسائل الدبلوماسية، بينما لم يعلق على ما قاله الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بأن مقتل نصر الله سيقابل بالثأر.
وفي لبنان ارتفعت صيحات التنديد في بعض أحياء بيروت حيث افترش نازحون فرّوا من الضاحية الجنوبية الساحات والأرصفة، وكانت صدمة وحزن وغضب.
وفي شارع الحمرا، سارعت نسوة الى شرفة مبنى وهن يصرخن "الله أكبر" وضربن على صدورهن، بينما كان أشخاص يحدّقون بعيون دامعة في هواتفهم دون حركة، غير مصدقين أن النبأ الذي وصلهم حقيقي.
وحلّ خبر إعلان إسرائيل أنها اغتالت زعيم حزب الله كالصاعقة على مناصري نصرالله الذين رفض بعضهم تصديق النبأ.
وصرخت امرأة متشحة بالسواد وقد جلست خلف زوجها على دراجة نارية كانت تمر في الحمرا، "لا تصدّقوهم، إنهم يكذبون، السيد بخير!".
ولدى محازبيه ومناصريه، يتمتع نصرالله (64 عاما) بهالة غير قابلة للمسّ، منذ أن تولى الأمانة العامة لحزب الله عام 1992. ويُعد الرجل الأكثر نفوذا في لبنان.
ويناديه مناصروه بـ"السيّد" نسبة لنسبه المتحدّر من سلالة النبي محمد، أو "أبوهادي" نسبة لنجله الأكبر الذي قتل عام 1997 خلال معارك مع القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل جنوب لبنان.
وفي أنحاء عدة من بيروت لجأ إليها نازحون فرّوا من معقل الحزب في الضاحية على وقع الغارات الاسرائيلية الكثيفة، ساد الوجوم على الوجوه.
وقالت مهى كريت بتأثر "لا أستطيع أن أصف كيف تلقينا الخبر، صرنا نصرخ جميعا"، مضيفة "لا توجد دولة في العالم وقفت في وجه إسرائيل، إلا السيد حسن نصر الله"، معبرة عن غضب شديد إزاء "كل الدول الأوروبية والعربية والتي تسمّي نفسها إسلامية للأسف".
وتكمل متأثرة "نحن من حملنا القضية الفلسطينية على أكتافنا وعلى أكتاف السيد حسن"، مؤكدة أنه سيبقى مصدر "الكرامة".
وفي بعض أزقة بيروت، تكرّر المشهد ذاته: وجوه متجهمة ودموع من جهة، وتوتر وغضب من جهة أخرى خصوصا في مراكز إيواء حيث تعرّض صحافيون لرشق بعبوات المياه من شبان غاضبين لدى محاولتهم استطلاع آراء النازحين.
ودفعت الغارات الإسرائيلية الكثيفة على الضاحية الجنوبية ليل الجمعة مئات العائلات إلى الفرار، ومنها من قضى ليلته في العراء على الطرق.
وفي وسط بيروت، كانت امراة تنتحب وتقول "السيد لا يموت، وعدنا أن نصلّي في القدس، لا يموت". وقالت سناء قيس فيما انهمرت الدموع من عينيها "السيد كل شيء. هو ابني وأخي، هو الكرامة والعزة والشرف والنخوة".
وفي شوارع صيدا في جنوب لبنان، سارت مسيرة حمل المشاركون فيها صورا لحسن نصرالله وأعلاما لبنانية للتعبير عن الحزن على الأمين العام لحزب الله، كما خرجت مسيرات غضب وحداد في رام الله في الضفة الغربية المحتلة وفي بغداد.