'حُراس لكصر' يغوص في عمق الصحراء المغربية وثقافاتها
الرباط – تغوص المخرجة المغربية عيدة بويا عبر فيلمها الوثائقي القصير "حراس لكصر" في عمق الصحراء المغربية الهادئة وعبق التاريخ العريق لتعالج الحياة اليومية لحراس القصر في هذه المناطق. وأكدت المخرج الصاعدة حبكة عملها وقيمة القصة التي يطرحها خلال المشاركة الأخيرة في مهرجان السينما بالعاصمة نيودلهي اذ تمكنت من انتزاع الجائزة الكبرى للمهرجان و التألق أمام مجموعة من الأفلام العالمية المشاركة في المسابقة.
ويسلّط الفيلم الضوء على تقاليد سكان الصحراء ودورهم في الحفاظ على التراث ويقدّم رؤية عميقة تعكس الهوية الوطنية بطريقة فنية متميزة في المزج بين الثقافة الحسانية الصحراوية والامازيغية المغربية.
ويعد "حراس لكصر" إضافة نوعية للسينما المغربية حيث يبرز الدور المتزايد الذي تلعبه في الساحة السينمائية الدولية، خاصة أنه يعكس تراث منطقة آسا الزاك ومدينة العيون ويجسد التقاليد المتوارثة لأجيال حراس القصر في تلك المنطقة.
واستطاع العمل أن ينقل تميز الابداع المغربي في مجال الأفلام الوثائقية عبر مهرجانات عالمية والمنافسة بجدية على الجائزة الكبرى مع أعمال سينمائية من مختلف بقاع العالم، حيث تم تتويج العمل بالجائزة الكبرى ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بالهند. كما حاز على كل الجوائز المخصصة للمتسابقين، مما يعزز مكانة السينما المغربية وقدرتها على تقديم قصص ذات أبعاد إنسانية وتاريخية بطرق مبتكرة تلهم جمهورًا عالميًا.
وتحصّل المنتج خالد دامي على جائزة أحسن انتاج والمؤلفة نيمة لمغيفري على أحسن سيناريو، فيما توجت المخرجة بجائزة احسن اخراج واسماعيل فتح الله ومحمود بارا باحسن صورة.
وتمكن "حراس لكصر" من التفوق على عدد من الأفلام الوثائقية العالمية البارزة في النصف النهائي من المسابقة من بينها الفيلم الهندي "Go Fish""اذهب السمك" للمخرجة ريا أغاروال، والفيلم الوثائقي "From One World to Another" "من عالم الى آخر" للمخرج جان ماريموتو من غيانا الفرنسية. كما شارك في المنافسة أيضًا الفيلم الهندي "Chhava" "تشافا" للمخرجين أنوراغ سريجيت وأرمان شيخ، ومن كوريا جاء الفيلم "Buddhism & Sexual Minorities" "البوذية والأقليات الجنسية" للمخرج ماديسون جيون. بالإضافة إلى ذلك تنافس الفيلم البريطاني "3rd Eye" "آردي العين 3" للمخرج ريتشارد فيلبوت والفيلم الهندي "Beneath This" "تحت هذا" للمخرج غاغان كومار موركوندا.
ويواصل الفيلم الوثائقي تحقيق النجاح حيث تم اختياره أيضا للمشاركة في مهرجانات دولية أخرى مثل مهرجان لوس انجلوس لأفلام المشاهير ومهرجان الصورة الذهبية الأمريكية السينمائي الدولي ، كما سيحط الرحال من خلال مشاركة في مهرجان "تاشستون للسينما المستقلة" بفلوريدا الولايات المتحدة الأميركية بعد اختياره للمشاركة ضمن المسابقة الرسمية، مما يعزز من مكانته كواحد من أبرز الأعمال الوثائقية المغربية في الساحة العالمية.