بزشكيان يهدد من الدوحة برد قاس إن هاجمت إسرائيل إيران
الدوحة - أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من العاصمة القطرية اليوم الأربعاء أن بلاده لا تتطلع إلى الحرب، لكنه تعهد في الوقت نفسه برد أقسى في حال ردت إسرائيل على الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران على الدولة العبرية الثلاثاء.
وفي زيارته الأولى إلى الدوحة، قال بزشكيان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "إذا أرادت إسرائيل الردّ فسنرد بشكل أقسى، هذا ما تلتزم به الجمهورية الإسلامية".
وشنت إيران الثلاثاء هجوما صاروخيا على اسرائيل، قالت إنه انتقاما لاغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في يوليو/تموز في طهران، والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأسبوع الماضي بضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، وهما حليفا طهران وينضويان في "محور المقاومة".
وقال بزشكيان في هذا الصدد إن إسرائيل "هي التي تجبرنا على الرد"، مضيفا "نتطلع للسلام والهدوء. طلبوا منا التريث في الرد على اغتيال الشهيد هنية في طهران لإعطاء فرصة للمفاوضات"، لكن "تل أبيب دفعتنا للرد بعد استهداف ضيفنا وتصعيد الوضع في لبنان واستمرار الاعتداءات في غزة"، معتبرا أن "زعزعة الأمن في المنطقة لا تصب في مصلحة الأوروبيين والولايات المتحدة".
بدوره أكد أمير قطر أن "العدوان المستمر على لبنان يضع المنطقة برمتها على حافة الهاوية، وهو ما حذرنا منه منذ بداية العدوان على غزة".
وشدد على أن "الوساطة خيارنا الاستراتيجي، وسنواصل مساعينا لوقف الحرب في قطاع غزة"، داعيا "المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بإيقاف عدوانها على غزة".
وتضطلع قطر مع مصر بدور الوساطة بين إسرائيل والولايات المتحدة وحركة حماس للتوصل إلى هدنة وإطلاق المحتجزين. كما نشطت الدبلوماسية القطرية في المساعدة على تبادل الرسائل بين الولايات المتحدة وطهران.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن بزشكيان قوله أثناء مغادرته إلى قطر "إذا لم يتوقف الكيان الصهيوني عن جرائمه، فسيواجه ردود فعل أكثر قسوة”. وأضاف للتلفزيون الرسمي إن الهدف الأول من زيارة الدوحة هو مناقشة العلاقات الثنائية وتوقيع اتفاقيات مع الحكومة القطرية. وسيحضر أيضا قمة حوار التعاون الآسيوي.
وتابع "الهدف الثاني هو مناقشة كيف يمكن للدول الآسيوية منع الجرائم الإسرائيلية في المنطقة… ومنع الأعداء من إثارة الفوضى في الشرق الأوسط".
وذكرت وسائل إعلام رسمية الأربعاء، أن وزير خارجية إيران عباس عراقجي تحدث هاتفيا مع نظرائه الأوروبيين، على الفور بعد الهجوم الصاروخي الذي شنته بلاده على إسرائيل. وأكد في اتصالات هاتفية مع نظرائه في بريطانيا وألمانيا وفرنسا ودول أخرى أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد استفادت فقط من حقها القانوني للدفاع المشروع وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وضربت القواعد العسكرية والأمنية للكيان الصهيوني فقط."، حسب وكالة الأنباء الإيرانية(ارنا).
وبدأت القوات الإسرائيلية توغلاً بريّاً في الأراضي اللبنانية بعدما اغتالت قيادات حزب الله المتحالف مع إيران. ويرى محللون أن بزشكيان سيحاول خلال الزيارة الى قطر التواصل مع الأميركيين عبر قطر للتقليل من حجم الهجوم الإسرائيلي المرجح ردا على الضربات الإيرانية ليلة الثلاثاء، خصوصا أن نتائج هذه الضربات لم تسفر عن أضرار مهمة، وأفاد تقرير إخباري بأن إسرائيل حذرت إيران من رد مباشر يستهدف منشآتها النووية أو النفطية، وذلك عقب الهجوم الصاروخي الواسع الذي شنته طهران.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير لها الثلاثاء، نقلا عن مسؤولين عرب، أن إيران أبلغت المسؤولين الإقليميين العرب بخططها لإطلاق رشقة صاروخية، مما دفع إسرائيل إلى إرسال رسالة واضحة تفيد بأنها سترد على أي هجوم يستهدف أراضيها، بغض النظر عن حجم الهجوم أو عدد الضحايا.
وجاء الهجوم الإيراني في نفس اليوم الذي أعلن فيه الجيش الإسرائيلي عن عمليات توغل بري محدودة في جنوب لبنان، قال إنها تستهدف جماعة حزب الله، المصنفة إرهابية في أميركا ودول أخرى، وللسماح لسكان شمالي إسرائيل بالعودة إلى بلداتهم وقراهم.
ومددت إيران غلق مجالها الجوي حيث أنها تتوقع ردا إسرائيليا عقب هجومها الصاروخي عليها. وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (اسنا) نقلا عن متحدث باسم هيئة الطيران أنه تم إلغاء كل الرحلات الجوية حتى الساعة الخامسة صباحا غدا الخميس، للحفاظ على أمن الطيران.
وفي البداية، أغلقت إيران المجال الجوي فوق العاصمة طهران حيث ألغت كل الرحلات الجوية حتى صباح الأربعاء.
وبزشكيان الذي ينتمي إلى التيار الإصلاحي، كان قد انتخب رئيسا لإيران خلفاً لسلفه المتشدد، إبراهيم رئيسي، الذي توفي في حادث تحطم مروحية، في مايو/أيار الماضي إذ يريد النظام أن يصدر للغرب وجها سياسيا أكثر مرونة بعد أن زاد التيار المتشدد من أزمات البلاد داخليا وخارجيا.
وأشار بزشكيان قبل أيام أثناء وجوده في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتغريدة على حسابه في منصة إكس إلى أن طهران ستتعامل مع الشرق والغرب بناءً على المصالح الوطنية. وأضاف أن "الحكومة الإيرانية تسعى إلى الدبلوماسية سياسيا واقتصاديا مع العالم، من الغرب إلى الشرق، ومن نيويورك إلى سمرقند".
وجاء حديث الرئيس الإيراني بعد تصاعد الانتقادات من قبل العديد من اللبنانيين، لتخلي إيران عن أهم حلفائها في المنطقة في إشارة إلى حزب الله الذي واجه خلال الفترة الماضية أعنف الضربات الإسرائيلية منذ تفجر الصراع في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي، وانخراطه بالمواجهات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وفي سياق متصل قالت قناة "الحدث" السعودية المملوكة للدولة اليوم الأربعاء إن اجتماعا وزاريا طارئا لدول الخليج بدأ لبحث التطورات في المنطقة.
وذكرت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن الوزير الأمير فيصل بن فرحان سيشارك في اجتماع وزاري استثنائي لمجلس التعاون الخليجي في الدوحة لمناقشة آخر التطورات في المنطقة.