
مصادر إسرائيلية تكشف عن محاولة لاغتيال هاشم صفي الدين
بيروت - أعلنت وسائل اعلام أميركية ومصادر إسرائيلية محاولة اغتيال هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله والخليفة المحتمل للأمين العام الراحل حسن نصر الله الذي اغتالته إسرائيل الأسبوع الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت، بينما قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية اليوم الجمعة إنّ التقديرات في تل أبيب تشير إلى أنّ صفي الدين أصيب في الغارة الجوية التي شنها الجيش مساء الخميس على المنطقة.
ورفض الجيش الإسرائيلي نفي أو تأكيد استهداف صفي الدين، وفق ما ذكرت هيئة البث في وقت سابق الجمعة.
ونقل مراسل أكسيوس باراك رافيد في منشور على موقع "إكس" في ساعة مبكرة من صباح الجمعة عن مصدر إسرائيلي القول إن ضربة قوية شنتها إسرائيل فجرا على بيروت استهدفت صفي الدين موضحا أنه كان في أعمق مخبأ تحت الأرض.
من جانبها نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن 3 مسؤولين إسرائيليين أن الغارات غير المسبوقة استهدفت اجتماعا لكبار قادة حزب الله بينهم صفي الدين دون تحديد مصيره.
ونقلت القناة الـ14 الإسرائيلية بدورها عن مسؤولين اسرائيليين أن المستهدف في هجوم بيروت كان خليفة نصرالله المحتمل فيما قالت مصادر أمنية لوكالة رويترز إن الضربة على الضاحية في بيروت أكبر من التي قتلت حسن نصرالله.
وصفي الدين هو القيادي الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه اليد اليمنى لنصرالله وخليفته وانه من الصقور في حزب الله ومقرب من السلطات الإيرانية وقد تحدثت مصادر الأسبوع الماضي كذلك عن مصيره الغامض بعد الغارة الاسرائيلية التي أدت لمقتل أمين عام الحزب وعدد من القادة ومسؤولين في الحرس الثوري.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، اغتيال قائد منظومة الاتصالات في حزب الله محمد رشيد سكافي، بغارة على بيروت الخميس.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "هاجم الجيش الإسرائيلي أمس بشكل دقيق في منطقة بيروت وقضى على محمد رشيد سكافي قائد منظومة الاتصالات في حزب الله" مضيفا أنه "كان من القادة القدامى في حزب الله، وشغل منصب قائد منظومة الاتصالات منذ سنة 2000 وكان مقربًا من كبار قادة حزب الله وامتلك خبرة وصلاحيات واسعة بالتنظيم".
وتابع "كان سكافي يبذل جهودًا حثيثة لتطوير اتصال متواصل بين كافة الوحدات والمنظومات في حزب الله في وقت الروتين وفي الطوارئ بهدف الحفاظ على استمرارية نقل المعلومات في التنظيم بشكل متواصل".
وشدد على أن "منظومة الاتصالات تعتبر وحدة ركن مسؤولة عن استمرارية الاتصال في الحزب ومسؤولة عن تطوير وصيانة أنظمة الاتصال".
وقال وزير النقل والأشغال اللبناني علي حمية ان غارة اسرائيلية استهدفت فجر الجمعة منطقة المصنع الحدودية مع سوريا ما أدى لقطع الطريق الدولية بين البلدين بعد تحذير اسرائيل من استخدام حزب الله المعبر لنقل الأسلحة.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام بدورها أن " الطيران الحربي المعادي أغار على منطقة المصنع، ما أدى الى قطع الطريق الدولية".
وقال وزير النقل والأشغال "الطريق الذي يعد ممرا رئيسيا للحاجيات الانسانية ولعشرات الآلاف من اللبنانيين الى سوريا بات مقطوعا بعد الغارة الإسرائيلية".
وجاء استهداف المعبر الحدودي الرئيسي بين البلدين غداة اتهام الجيش الإسرائيلي حزب الله بنقل "وسائل قتالية حساسة" لاستخدامها في جنوب لبنان، محذرا من أن الجيش الإسرائيلي "لن يسمح بتهريب هذه الوسائل القتالية ولن يتردد في التحرك إذا اضطر لذلك على غرار ما قام به طيلة هذه الحرب".
ونفى حمية في مؤتمر صحافي الخميس "الإدعاءات" الإسرائيلية، مؤكدا أن جميع المعابر البحرية والجوية والبرية بينها معبر المصنع "تتواجد عليه الأجهزة الأمنية اللبنانية" وتخضع الشاحنات التي تمر عبره "لرقابة" من قبل الاجهزة المعنية.
ودفع التصعيد الإسرائيلي على لبنان منذ 23 سبتمبر أكثر من 310 آلاف شخص إلى العبور من لبنان إلى سوريا، وفق السلطات اللبنانية، معظمهم سوريون، عبر معبر المصنع، المعروف باسم جديدة يابوس من الجانب السوري.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي نداف شوشاني اليوم الجمعة إن تقديرات الجيش تشير إلى أنه قتل نحو 250 من مقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية، ومنهم عدد من قياديي الجماعة، منذ بدء عمليته البرية في لبنان قبل أيام.
وأضاف المتحدث أن الجيش لا يزال يقيم الأضرار الناجمة عن الغارات الجوية في جنوب بيروت مساء الخميس، والتي قال إنها استهدفت مقر مخابرات حزب الله.

واستهدفت اسرائيل مرارا في الأيام الأخيرة مواقع في الجانب السوري من المعبر. وأدت إحدى غاراتها الأربعاء على منطقة المزة في دمشق الى مقتل حسن جعفر قصير، وهو صهر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي قتل بغارات اسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية قبل اسبوع.
وجاء مقتل قصير غداة غارة اسرائيلية الثلاثاء أسفرت عن مقتل شقيقه محمّد جعفر قصير الذي اتهمته اسرائيل بأنه مسؤول عن تمويل ونقل الأسلحة لحزب الله.
ومنذ بدء النزاع في سوريا العام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في هذا البلد، مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله.
وكثّفت اسرائيل في الأيام الاخيرة وتيرة استهدافها لنقاط قرب المعابر الحدودية التي تربط سوريا ولبنان، والتي عبرها خلال الاسبوع الأخير عشرات الآلاف هربا من الغارات الإسرائيلية الكثيفة على لبنان.
ونادرا ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ الضربات، لكنّها تكرّر تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
من جانب اخر قال مصدر بوزارة الأشغال العامة والنقل اللبنانية إن ضربة إسرائيلية واحدة على الأقل وقعت في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة خارج محيط مطار بيروت الدولي.
وصباح الجمعة قال الحزب اللبناني في بيان إن مقاتليه قصفوا منطقة الكريوت في ضواحي حيفا شمال إسرائيل، بـ"صليات صاروخية".
وتقع حيفا على بعد 40 كلم عن الحدود اللبنانية، وتعتبر من بين أهم المراكز الصناعية والتجارية في إسرائيل بفضل مينائها التجاري على البحر المتوسط.