عراقجي يغامر بزيارة بيروت وسط القصف الاسرائيلي

زيارة وزير الخارجية الإيراني للبنان تهدف لمعرفة وضع حزب الله بعد الضربات القوية التي تلقاها خاصة مقتل قيادات بارزة من الصف الأول على راسها حسن نصرالله.
عباس عراقجي سيلتقي دون شك مع قادة في حزب الله لمعرفة الوضع على الميدان
الرحلة تعتبر محفوفة بالمخاطر بعد التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة قوية لإيران
وزير خارجية إيران يؤكد من بيروت أن بلاده تقف بثبات الى جانب أصدقائها

بيروت - بحث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الجمعة في العاصمة بيروت التي وصل اليها بالتزامن مع تصاعد القصف الإسرائيلي مع المسؤولين اللبنانيين الوضع في البلد، فيما تعتبر الزيارة مغامرة حقيقية وسط تهديدات إسرائيلية باستهداف ايران بعد القصف الصاروخي الذي تعرضت له الدولة العبرية.

وأجرى وزير الخارجية الإيراني مباحثات مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقال في مؤتمر عقب اللقاء إن طهران تجري "مشاورات مستمرة" مع دول، لم يسمها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، في لبنان "بشرط مراعاة حقوق اللبنانيين".
وعقب لقائه بميقاتي قال عراقجي إنه جاء الى بيروت ليؤكد شخصيا أن بلاده "كانت ولا تزال داعمة" للبنان وحزب الله، في أول زيارة لدبلوماسي إيراني الى بيروت منذ اغتيال اسرائيل للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وتكثيف غاراتها على لبنان مضيفا للصحافيين في بيروت "الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت ولا تزال داعمة للبنان، وكانت ولا تزال داعمة للبنانيين الشيعة، وكانت ولا تزال داعمة لحزب الله، وكان من الضروري أن أقول هذا شخصيا".

ويعتقد أن المسؤولين الإيرانيين سيلتقون مع قادة في حزب الله بعد الضربات الأخيرة وخاصة عملية اغتيال زعيم الحزب حسن نصرالله وعدد من القادة البارزين في غارة بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي السياق، قال متحدث الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي، في تدوينة على منصة "وفدنا الذي يرأسه وزير الشؤون الخارجية عراقجي ويضم اثنين من نواب البرلمان ورئيس جمعية الهلال الأحمر، سيلتقي بالمسؤولين اللبنانيين رفيعي المستوى".
وأوضح بقائي أن الزيارة تشمل "تقديم 10 أطنان من المواد الغذائية والأدوية إلى لبنان، كجزء من المساعدات الإنسانية الإيرانية" مؤكدا أن "موقف إيران في التضامن مع الشعب اللبناني الباسل، ثابت"، مشددا على أن "على المنطقة بأكملها أن تدرك خطورة ما يواجهه لبنان وتداعياته على مستقبل شعوبنا".
وتعتبر الرحلة محفوفة بالمخاطر بعد التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة قوية لإيران بما فيها المنشات النفطية والمواقع النووية ردا على الهجوم الصاروخي الإيراني.
وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان سئل في الطائرة التي أقلته الى قطر عن مخاوفه بشأن إمكانية استهدافه من قبل إسرائيل في ظل الظروف الحالية ليجيب "لا أعتقد أن السفر إلى قطر خطر، لست قلقا لكن إذا أتى الموت، فليس أجمل من أن أموت شهيدا".
وسيعمل وزير الخارجية الإيراني لتقصي وضع حزب الله بعد الضربات الموجعة التي تلقاها خاصة مقتل أغلب قادة الصف الأول في غارات إسرائيلية بينما تحدثت مصادر ان الحزب رفض عرضا إيرانيا بتزويده بعناصر من الحرس الثوري لمواجهة هجوم بري من قبل الجيش الإسرائيلي.

وتواجه ايران انتقادات من قبل سياسيين واحزاب لبنانية بعد اتهامها بتحويل لبنان لساحة صراع مع اسرائيل ما يمثل تهديدا حقيقيا لوجود البلد. وقبل أيام طالبت قوى سياسية لبنانية من ميقاتي أن يكون قرار السلم والحرب بيد اللبنانيين دون سواهم.
وصباح الجمعة، أنذر الجيش الإسرائيلي أهالي 35 قرية ومنطقة جنوب لبنان بإخلائها "فورا" والتوجه إلى شمال نهر الأولي.
وزعم متحدث الجيش أفيخاي أدرعي، في منشور عبر "إكس" أن الجيش "لا ينوي المساس بسكان تلك القرى والإنذار يأتي من أجل سلامتهم موعزا السكان بمغادرة بيوتهم والتوجه الى شمال نهر الأولي (في محافظة جبل لبنان)".
وباتت تلك الإنذارات شبه يومية في الأيام القليلة الماضية، حيث أنذر الجيش الإسرائيلي، الخميس، أهالي 25 قرية جنوب لبنان بإخلاء منازلهم والتوجه إلى شمال نهر الأولي، بعد أن أمر الثلاثاء، أهالي 29 قرية لبنانية حدودية بإخلاء منازلهم فورا تمهيدا لشن قصف في تلك المنطقة.
وتشهد عدة مناطق في لبنان حركة نزوح من السكان هربا من الغارات الإسرائيلية المتواصلة.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي تشن إسرائيل "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، ما أسفر عما لا يقل عن 1120 قتيلا، بينهم أطفال ونساء، و3040 جريحا، ومليون و200 ألف نازح، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية.