
إصابة 10 إسرائيليين بعد سقوط صواريخ حزب الله على حيفا
القدس - قالت الشرطة الإسرائيلية ليل الأحد إن صواريخ أطلقتها جماعة حزب الله اللبنانية سقطت على حيفا، ثالث أكبر مدينة في إسرائيل وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن 10 أشخاص أصيبوا في شمال البلاد.
وكانت الجماعة قد قالت إنها استهدفت قاعدة عسكرية جنوبي حيفا بوابل من صواريخ "فادي 1". وأفادت تقارير إعلامية بأن صاروخين أصابا حيفا.
وقالت الشرطة إن بعض المباني والممتلكات تضررت، وإن هناك عدة تقارير عن إصابات طفيفة، وتم نقل أشخاص إلى مستشفى قريب.
كما كشفت الجماعة في بيان إنها هاجمت مناطق شمال حيفا في إسرائيل بوابل من الصواريخ، في ثاني هجوم اليوم الاثنين بعد أن أمطرت صواريخ الجماعة المدينة الساحلية في الساعات الأولى من الصباح.
وجاء في البيان "دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعا عن لبنان وشعبه، وردا على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية... مجموعة من الكريات شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية كبيرة".
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائرات مقاتلة ضربت أهدافا مرتبطة بمقر مخابرات حزب الله في بيروت، منها أهداف تخص وسائل جمع المعلومات المخابراتية ومراكز قيادة ومواقع بنية تحتية أخرى.
وأفاد إنه خلال الساعات القليلة الماضية، أصابت الغارات الجوية منشآت تخزين أسلحة لحزب الله في منطقة بيروت، مشيرا إلى أنه تم رصد انفجارات تابعة في أعقاب الضربات، مما يشير إلى وجود أسلحة مضيفا أن الغارات الجوية ضربت أيضا أهدافا لحزب الله في جنوب لبنان ومنطقة سهل البقاع، منها منشآت تخزين أسلحة ومواقع بنية تحتية ومركز قيادة ومنصة إطلاق.
وشدد على أن جماعة حزب الله تتعمد جعل مراكز قيادته وأسلحته وسط المباني السكنية في قلب مدينة بيروت، مما يعرض السكان المدنيين للخطر.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي الإثنين أنه نشر فرقة إضافية لتنضم إلى المعارك في جنوب لبنان، هي الثالثة التي تشارك في العمليات البرية ضد حزب الله مضيفا في بيان أن "جنود الفرقة الـ91 باشروا عمليات محددة وهادفة في جنوب لبنان".
وتعرضت عشرات البلدات والقرى في جنوب لبنان لغارات إسرائيلية، على ما أفاد الإعلام الرسمي الإثنين، فيما استهدفت غارة أخرى محيط مطار بيروت، حسب ما أفاد مصدر أمني.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية "شنت طائرات العدو في غضون نصف ساعة سلسلة غارات استهدفت أكثر من ثلاثين بلدة وقرية في قضاء صور"، إضافة الى سلسلة غارات طالت مناطق أخرى وفق ما افاد مصدر امني، بينها محيط مطار بيروت، المنفذ الجوي الوحيد الذي يربط لبنان بالعالم، والواقع على أطراف ضاحية بيروت الجنوبية.
وحذّرت قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) الأحد من "تطور خطير للغاية" مع اقتراب عمليات الجيش الإسرائيلي من أحد مواقعها في جنوب لبنان.
وقالت في بيان إنّها "تشعر بقلق عميق إزاء العمليات الأخيرة التي قام بها جيش الدفاع الإسرائيلي على مقربة مباشرة من موقع البعثة 6-52، جنوب شرق مارون الراس داخل الأراضي اللبنانية"، معتبرة الأمر "تطورا خطيرا للغاية".
وهذا الاسبوع، أعلن حزب الله تصديه لقوات إسرائيلية متسللة في أكثر من عملية، من بينها "تدمير ثلاث دبابات ميركافا الأربعاء بصواريخ موجهة أثناء تقدمها إلى بلدة مارون الراس" الحدودية.
وأضافت اليونيفيل أنه "من غير المقبول المساس بسلامة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي تقوم بالمهام الموكلة إليها من قبل مجلس الأمن".
وتابعت "تذكّر اليونيفيل جميع الجهات الفاعلة بشكل عاجل بالتزاماتها بحماية موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها".
ويأتي تحذير اليونيفيل غداة تاكيدها أن قواتها لا تزال في مواقعها رغم تلقيها قبل نحو أسبوع طلبا من اسرائيل بإعادة نقل بعضها، قبيل بدء عملياتها البرية "المحدودة".
وكانت أشارت في بيان السبت إن الجيش الإسرائيلي أبلغها في 30 أيلول/سبتمبر "عزمه شنّ عمليات برية محدودة في لبنان، وطلب منا نقل بعض مواقعنا"، مؤكدة في الوقت ذاته "لا يزال جنود حفظ السلام في جميع المواقع".
وقالت الحكومة الأميركية تعليقا على القصف الإسرائيلي العنيف على لبنان الأحد إن الضغط العسكري قد يسهم في تمكين الجهود الدبلوماسية لكنه قد يؤدي أيضا إلى سوء تقدير.
واستهدفت هجمات جوية إسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت ليل الاحد، في حين لقي العشرات مصرعهم على نحو منفصل في غزة بعد أن شن الجيش الإسرائيلي توغلا جديدا في الشمال.

وتسود المنطقة حالة من القلق وسط ترقب رد محتمل من إسرائيل على هجوم صاروخي شنته إيران الأسبوع الماضي في رد منها على التصعيد الإسرائيلي في لبنان. وفي نهاية المطاف، لم تشر أي تقارير إلى سقوط قتلى في إسرائيل جراء الهجوم الإيراني، ووصفته واشنطن بأنه غير فعال.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان أرسله عبر البريد الإلكتروني "الضغط العسكري قد يساعد في بعض الأحيان على تحقيق الدبلوماسية. وبطبيعة الحال، قد يؤدي الضغط العسكري أيضا إلى سوء تقدير. وقد يؤدي إلى عواقب غير مقصودة".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لسي.إن.إن إن هناك تنسيقا بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن الرد على إيران، لكنها ستتخذ قراراتها المستقلة. ونقلت الشبكة عنه القول "كل شيء وارد".
وقالت الولايات المتحدة إنها تؤيد إسرائيل في تعقب أهداف لمتطرفين في لبنان، وضربت مثالا بمقاتلي جماعة حزب الله المدعومة من إيران، لكنها لا ترغب في استهداف المدنيين أو البنية التحتية المدنية.
وأضاف المتحدث "نجري محادثات مع إسرائيل بشأن كل هذه العوامل حاليا.. كنا واضحين وثابتين على أن المزيد من التصعيد ليس في مصلحة أحد... مجرد خسارة بشرية مدنية ستكون بمثابة عدد كبير".
ونادرا ما توجه واشنطن إدانة لحليفتها إسرائيل على خلفية أعداد القتلى المدنيين في غزة ولبنان، وتكون إدانتها لفظية في الغالب، إذ لا يصاحب ذلك أي تغيير جوهري في السياسة حتى بعد أن شهدت الولايات المتحدة احتجاجات اسمرت شهورا للمطالبة بحظر إرسال الأسلحة لإسرائيل.
وأضافت الخارجية الأميركية أن هدف واشنطن هو التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان لإفساح المجال للدبلوماسية.
وطرحت الولايات المتحدة وفرنسا اقتراحا لوقف إطلاق النار 21 يوما على الحدود بين إسرائيل ولبنان في أواخر سبتمبر/أيلول. كما أبدت واشنطن وحلفاء لها دعمهم لوقف إطلاق النار في غزة. لك الجهود على الصعيدين لم تفلح حتى الآن.
ومنذ ذلك الحين، تصعد إسرائيل حدة حملتها العسكرية في لبنان، والتي أسفرت في الأيام القليلة الماضية عن مقتل المئات وإصابة الآلاف ونزوح أكثر من مليون شخص. وتقول إسرائيل إنها تستهدف حزب الله.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مطلع الأسبوع إنه يجب وقف إرسال الأسلحة إلى إسرائيل. وقالت إسرائيل إن مثل هذه الخطوة ستخدم أغراض إيران.
ولم يتسن التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس لوقف إطلاق النار في غزة بسبب خلافات تتعلق بمبادلة الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين، بالإضافة إلى مطالبة إسرائيل بالحفاظ على وجودها في ممر على الطرف الجنوبي لقطاع غزة على الحدود مع مصر.
اندلعت أحدث موجة من العنف الدامي في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو اليوم الذي شنت فيه حماس هجوما على إسرائيل التي تشير إحصاءاتها إلى أنه أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز نحو 250 رهينة.
وتقول وزارة الصخة في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية اللاحقة على القطاع الذي تديره حماس أسفر عن مقتل ما يقرب من 42 ألف فلسطيني ونزوح ما يقرب من جميع السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، مما تسبب في أزمة جوع ومزاعم إبادة جماعية في محكمة العدل الدولية تنفيها إسرائيل.