تحرك مصري لاحتواء التوتر في المنطقة

وزير الخارجية المصري يبحث مع ميقاتي وبلينكن التطورات في لبنان وسط دعوات لضبط النفس لمنع انزلاق المنطقة لحرب إقليمية.
وقف التصعيد في المنطقة مصلحة أمنية واقتصادية لمصر

القاهرة - تبذل مصر جهودا مضنية من أجل احتواء التوتر في المنطقة خاصة بعد التصعيد بين إيران وإسرائيل والذي يهدد بحرب إقليمية واسعة وذلك من خلال التواصل بمسؤولين في لبنان والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا حيث تعتقد القاهرة أن استمرار الصراع سيضر بأمنها القومي ومصالحها الاقتصادية.
وقد بحث وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الثلاثاء، مستجدات الأوضاع في لبنان جراء العدوان الإسرائيلي.

وتخشى مصر من تداعيات الحرب على أمنها القومي ومصالحها الاقتصادية التي تضررت كثيرا بسبب تهديد الملاحة في البحر الأحمر ما انعكس على إيرادات قناة السويس وقطاع السياحة في ظل أزمة مالية تشهدها البلاد.
وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية إن الوزير بحث مع ميقاتي هاتفيا "آخر المستجدات المتعلقة بالأوضاع في لبنان واستعرض الجهود الحثيثة التي تقوم بها مصر للتوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار والعمل على تهدئة الأوضاع في لبنان".
وأكد "ضرورة العمل على تخفيف حدة التوتر المتصاعد الناجم عن العدوان الإسرائيلي على لبنان وضبط النفس في هذه المرحلة الدقيقة لمنع انزلاق المنطقة لحرب إقليمية ستلقي بظلال وخيمة على السلم والأمن الإقليميين والدوليين، وقد تؤدى لتداعيات بالغة الخطورة على استقرار شعوب المنطقة بأسرها.
وشدد على "أهمية تمكين المؤسسات الوطنية اللبنانية وعلى رأسها الجيش اللبناني باعتباره الطرف القادر على تحقيق الاستقرار للبلاد، بالتوازي مع ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بكافة عناصره وبدون انتقائية".
وفي 11 أغسطس/آب 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 1701 الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين "حزب الله" وإسرائيل، ودعا إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق (بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا تلك التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات "يونيفيل" الأممية.
وأكد "استمرار تقديم مصر لكافة أشكال الدعم السياسي والإنساني للبنان في ظل ما يواجهه من ظرف دقيق، وضرورة تكاتف كافة الأطراف المعنية في هذه المرحلة الحرجة لانتخاب رئيس للبلاد في أسرع وقت لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي في لبنان".
وأشار البيان، إلى أن الاتصال "يأتي في إطار متابعة الاتصالات التي يجريها عبدالعاطي مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية والتي شملت وزراء خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن وبريطانيا ديفيد لامي وفرنسا جان نويل باروت، وغيرها من الدول".

وبحث عبدالعاطي مع نظيره الاميركي أنتوني بليكن مستجدات الاوضاع في المنطقة حيث تناول الوزيران خلال الاتصال "التطورات الإقليمية المتلاحقة في كل من لبنان وقطاع غزة وما تفرضه مستجدات الأحداث من ضرورة تكثيف التنسيق والتشاور لاحتواء التصعيد الراهن بالمنطقة".
وقال بيان الخارجية المصرية أن عبدالعاطي حذر من أن "وتيرة التصعيد الحالية في المنطقة تستوجب تكاتف الجهود للتدخل السريع في هذه المرحلة الدقيقة لاحتواء الموقف.
وطالب "بضرورة بذل جهود حثيثة لخفض التصعيد وحث كافة الأطراف على ضبط النفس، تجنباً لانزلاق المنطقة لحرب إقليمية ذات عواقب مدمرة لكافة أطرافها" مشددا عل على رفض مصر الكامل لأي مساس بسيادة لبنان وسلامة أراضيه، وأكد أهمية التوصل لوقف فوري وشامل لإطلاق النار.
كما أكد ضرورة العمل على تكثيف إرسال المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب اللبناني في ظل نزوح أكثر من مليون مواطن، وشدد على أهمية "دعم وتمكين المؤسسات اللبنانية وعلى رأسها الجيش اللبناني من الاضطلاع بواجباتها، مشدداً على ضرورة التزام كافة الأطراف تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بكافة عناصره".