قناة اسرائيلية تورد صورة السيستاني ضمن بنك الاغتيالات

صورة السيستاني ظهرت في قناة إسرائيلية داعمة لنتنياهو إلى جانب صور لعبدالملك الحوثي ونعيم قاسم والسنوار وإسماعيل قاآني وعلي خامنئي كأهداف للجيش في المستقبل.
الحكومة العراقية ترفض بأشد العبارات أي مساس بمكانة المرجعية الدينية العليا

القدس - نشرت القناة 14 اليمينية الإسرائيلية مساء الثلاثاء صورة للمرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني باعتباره أحد أهداف خطط الاغتيال ما يعيد للأذهان تصريحا سابقا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل تستطيع ضرب أي هدف في الشرق الأوسط يمثل خطرا على بلاده.
وظهرت صورة السيستاني إلى جانب صور لزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، ونعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، والمرشد الإيراني علي خامنئي فيما سيثير حادث اغتياله في حال تفذ مزيدا من الاضطراب في منطقة الشرق الأوسط ودعوات الانتقام.
وظهرت علامة "هدف" على رأس كل واحد من هؤلاء ضمن الصور المنشورة دون أن تفسر القناة الإسرائيلية سبب وضع السيستاني ضمن قائمة الاغتيالات. وظهرت الصور أثناء حديث مراسل للقناة اليمينية عن الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل الثلاثاء الماضي.
وفي هذا الصدد أشار مراسل القناة، إلى "اتخاذ قرار بتوجيه ضربة لإيران ولكن لم يتم تحديد الأهداف التي ستتم مهاجمتها" مضيفا أنه "من غير الواضح متى سيتم تنفيذ الهجوم".
وقال المراسل "طالما لم يتم اتخاذ قرار بشأن هذين الأمرين (تحديد الأهداف وموعد الهجوم) فإن كل الاحتمالات على الطاولة".
ولم يسبق أن تحدثت إسرائيل عن السيستاني كأحد أهداف الاغتيال رغم أن عددا من مسؤوليها أوردوا جميع الأسماء الأخرى باعتبارها "أهدافا" محتملة.

وردا على تلك التهديدات عبرت الحكومة العراقية عن رفضها بأشد العبارات أي مساس بمكانة المرجعية الدينية العليا.
ودعت في بيان "جميع المحافل الأممية والدولية إلى رفض واستنكار كل ما يمس مشاعر مسلمي العالم " محذرة من خطورة هذه المحاولات التي تعرض الأمن والسلم الدوليين لتهديد حقيقي.
والسيستاني، مواليد عام 1930، مرجع ديني للشيعة الاثني عشرية الأصولية ويقيم في مدينة النجف وسط العراق، التي تعد مركزا لمدارس العلوم الدينية الرئيسية تسمى "حوزة النجف"، وهو من أكثر الشخصيات تأثيرا في البلاد نظرا لامتداد مرجعيته الدينية.
ومعروف أن القناة 14 الإسرائيلية مقربة من نتنياهو وتتبنى مواقفه السياسية خاصة من حيث التصعيد في المنطقة واستهداف ايران.
وكانت فصائل عراقية صعدت من استهداف إسرائيل من خلال إطلاق المسيرات والصواريخ الباليستية حيث كشف الجيش الإسرائيلي مؤخرا عن مقتل اثنين من جنوده بسبب تلك الهجمات.

الميليشيات العراقية تشن هجمات مستمرة بالمسيرات على اسرائيل
الميليشيات العراقية تشن هجمات مستمرة بالمسيرات على اسرائيل

وكان موقع واينت الإسرائيلي أكد وفق مسؤولين إسرائيليين ان الجيش سيقوم بتنفيذ ضربات في العراق لوقف هجمات الميليشيات.
ونقل الموقع العبري عن مسؤولين قولهم "سنجد التصرف المناسب الذي يجب القيام به هناك "في إشارة للعراق" سواء ردا على قيام مسيرة بضرب الجنود في الجولان، أو بغض النظر عن ذلك.. سنجد شيئا لنفعله بالتأكيد".
وقال محللون عراقيون إن الصراع الدائر بين إسرائيل وحزب الله قد يؤثر أيضا على العراق، وإن تل أبيب قد تستهدف مقرات كيانات الميليشيات الشيعية وقادتها في البلد العربي.
وفي حديثهم أشار المحللون إلى احتمال امتداد الصراع الدائر بين إسرائيل وحزب الله ليشمل العراق ودولا أخرى.
ولفت المحاضر في كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد إحسان الشمري إلى "احتمال كبير" بأن استهداف إسرائيل العراق مذكرا أن "أي هجوم إسرائيلي محتمل يمكن أن يلحق الضرر باقتصاد العراق الضعيف".
وأشار إلى 3 سيناريوهات للهجوم الإسرائيلي على العراق، أولها أنه في حال وقوع هجوم محتمل من إسرائيل، قد يتحول العراق إلى منطقة صراع بين تل أبيب والجماعات المسلحة (الميليشيات الشيعية).
وأفاد أنه إذا توصلت الحكومة العراقية إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لتقليل الهجوم الإسرائيلي المحتمل، فإن إسرائيل قد تكتفي بضرب بعض الجماعات المسلحة.
وقال الشمري "أما السيناريو الثاني فهو أن إسرائيل قد تستهدف الكيانات المسلحة (الحشد الشعبي) وقادتها وأولئك الذين يتعاونون معهم" مضيفا "وبالنسبة للسيناريو الثالث، فقد تستهدف إسرائيل قادة المجموعات المسلحة وكل من يتعاون معهم، إضافة إلى بعض المؤسسات الحكومية. وهذا قد يؤدي إلى توتر شديد".
وأردف "هذا السيناريو قد لا يستهدف فقط المجموعات المسلحة والحكومة، بل قد يصل إلى النظام نفسه. لأن إسرائيل تعتقد أن المجموعات المسلحة تسيطر على الحكومة العراقية" متابعا "استهداف إسرائيل للعراق مؤكد، ولكن مستوى هذا الاستهداف ليس واضحا بعد".
وذكَّر بأن إسرائيل أعلنت مؤخرا عن مقتل اثنين من جنودها نتيجة صواريخ أُطلقت من العراق، "وهذا وحده قد يكون ذريعة لإسرائيل لضرب العراق".
وأوضح الشمري أنه بدأت أصوات تتعالى داخل إسرائيل بأن العراق يشكل تهديدا لها، وأن نتنياهو "قد يرد على ذلك بضرب العراق لإرضاء الداخل الإسرائيلي".
وأفاد أنه على الرغم من أن الحكومة العراقية لديها الرغبة في حماية البلاد من الهجوم الإسرائيلي، إلا أنها "لا تملك القوة الكافية" لمنعه. 
من جانبه قال الخبير السياسي العراقي أحمد الياسري إن "العراق يتأثر بصورة مباشرة أيضا بالحرب بين إسرائيل ولبنان. والعراق جزء من هذه الصراعات".

بينما تستعد إسرائيل لمهاجمة إيران فإنها ستحاول أيضا ردع العراق

وذكر أن الميليشيات الشيعية العراقية هاجمت مواقع عسكرية ومدنية في إسرائيل، وأن تل أبيب قد تهاجم مواقع هذه الميليشيات لافتا إلى أن الكيانات المسلحة في العراق "لا تلتزم بقرارات الحكومة وأوامرها، والحكومة العراقية تظل محايدة تجاه هذه الصراعات".
وأوضح أنه بينما تستعد إسرائيل لمهاجمة إيران، فإنها ستحاول أيضا "ردع العراق" عن الهجوم.
أما الخبير مجاشع التميمي فذكر أيضا أن العراق سيتأثر بالحرب بين إسرائيل ولبنان.
وقال التميمي إن "إسرائيل قد تستهدف بعض جماعات المقاومة المسلحة (الميليشيات الشيعية) في العراق التي تهاجمها بالصواريخ والمسيَّرات" مضيفا "بينما تستعد إسرائيل لهذه الهجمات، يسعى رئيس الوزراء العراقي إلى استخدام الدبلوماسية لمنعها".
وأعرب عن اعتقاده أن إسرائيل لن تستهدف البنى التحتية النفطية والطاقة في العراق، موضحا أن الموقف الرسمي للحكومة بأن العراق "ليس جزءا من الصراعات" مضيفا "العراق يعتبر حليفا رسميا للولايات المتحدة منذ توقيع اتفاقية الأمن الاستراتيجي عام 2011. ورغم أن الولايات المتحدة تسعى لمنع إسرائيل من استهداف العراق، إلا أن الأخير للأسف معتاد على الهجمات الإسرائيلية".
وأشار التميمي إلى أن "الزعماء الشيعة العراقيين يدركون الضرر الذي ستلحقه العقوبات الأميركية بالبلاد إنْ فُرضت"، على الرغم من تحالف العراق والولايات المتحدة.
وذكر أن تداعيات عقوبات وزارة الخزانة الأميريكية على الحسابات المالية في العراق "ستكون سيئة".