مقتل قيادي في حركة الجهاد بالضفة الغربية

تحذيرات أممية من تأثير أوامر الإخلاء الإسرائيلية في شمال غزة على حملة التطعيم ضد شلل الأطفال.

القدس – أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنه قتل عنصرين مسلحين أحدهما قائد حركة الجهاد الإسلامي بمخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين في طولكرم بالضفة الغربية المحتلة، بالتوازي مع استمرار العمليات العسكرية شمال القطاع.

وقال الجيش في بيان "أغارت طائرة على منطقة طولكرم وقضت على محمد عبد الله، قائد تنظيم الجهاد الإسلامي الإرهابي في مخيم نور شمس"، مشيرا أيضا إلى أنه قتل مقاتلا آخر.

من جانبها، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان صدر خلال الليل بأن القتيلين هما "محمد إياد محمد عبد الله (20 عاما) وعوض جميل صقر عمر (31 عاما) اللذين سقطا جراء قصف الاحتلال قرب مخيم نور شمس بطولكرم".

ووفقا للجيش، كان عبد الله خليفة لمحمد جابر المعروف باسم "أبو شجاع" والذي قُتل في 29 آب/أغسطس في نور شمس. ويتهم الجيش الإسرائيلي محمد عبد الله بأنه "متورط في هجمات عديدة في المنطقة"، وفق بيان له نشر على تلغرام.

وفي نور شمس، تعلن الأجنحة المسلحة لمختلف الفصائل الفلسطينية بانتظام أنها خسرت عناصر في معارك ضد جنود أو في غارات تشنها طائرات إسرائيلية.

تحقيق تابع للأمم المتحدة خلص إلى أن إسرائيل اتبعت سياسة منسقة تتمثل في تدمير نظام الرعاية الصحية في غزة خلال الحرب.

ويقطن أكثر من 13 ألف فلسطيني مخيم نور شمس للاجئين الذي أقيم عام 1952 لإيواء الفلسطينيين الذين فروا أو أجبروا على الفرار من قرى محيطة بحيفا لدى قيام إسرائيل قبل أربع سنوات على ذلك.

وفي بيان صدر الجمعة، نعى القيادي في حركة حماس محمود مرداوي "شهيدي مخيم نور شمس، اللذين ارتقيا بقصف الاحتلال"، مؤكدا أن "جرائم الاحتلال ستشعل الأرض لهيبا تحت أقدام جيشه المذعور".

وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 تصاعدا في وتيرة العنف منذ أكثر من عام، لكن الوضع تدهور منذ أن اندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على جنوب إسرائيل.

وفي شمال غزة، يواصل الجيش الإسرائيلي هجوما في الأيام القليلة الماضية مرسلا قواته إلى جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية التاريخية في غزة، وبلدتي بيت حانون وبيت لاهيا القريبتين.

وعبر مسؤولان في الأمم المتحدة الجمعة عن مخاوفهما من أن تؤثر أوامر الإخلاء الإسرائيلية في شمال غزة على حملة التطعيم ضد شلل الأطفال المقرر أن تبدأ الأسبوع المقبل.

ونفذت جماعات إغاثة جولة أولى من إعطاء اللقاحات الشهر الماضي، بعد إصابة طفل بالشلل جزئيا بسبب فيروس شلل الأطفال من النمط 2 في أغسطس/ آب، في أول حالة من نوعها في المنطقة منذ 25 عاما.

وكما حدث في المرحلة الأولى، من المقرر تنفيذ توقف مؤقت للقتال لأغراض إنسانية في غزة بين إسرائيل وحركة حماس حتى يتسنى الوصول إلى مئات الآلاف من الأطفال.

وقال ريك بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة للصحفيين في جنيف "أنا بالطبع قلق من التطورات في الشمال، وخاصة مع أوامر الإخلاء هذه". وأضاف أن عشرات المرافق الصحية في أنحاء القطاع تشملها مثل هذه الأوامر من الجيش الإسرائيلي.

وأعربت جين جوه، الممثلة الخاصة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في فلسطين، عن مخاوفها أيضا ووصفت الظروف بأنها "أكثر تعقيدا" مما كانت عليه في المرحلة الأولى من حملة التطعيم الشهر الماضي. وأضافت أن من المقرر البدء في إعطاء التطعيمات الأولى في وسط غزة يوم الاثنين، قبل الانتقال إلى الجنوب ثم الشمال.

وفي المؤتمر الصحفي ذاته، قال بيبركورن إن ثلاث محاولات من منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة وشركائها لمساعدة وإجلاء المرضى من مستشفيات شمال غزة خاضعة لأوامر الإخلاء أُحبطت هذا الأسبوع.

وقال "من غير المقبول أننا ما زلنا نواجه صعوبة في… ما يجب أن تكون مهمات إنسانية روتينية الآن". وعبر عن قلقه الشديد على حال المرضى المتضررين. وأضاف أن محاولات جديدة ستبذل للوصول إليهم في الأيام المقبلة.

وأظهر تحقيق تابع للأمم المتحدة الخميس أنه خلص إلى أن إسرائيل اتبعت سياسة منسقة تتمثل في تدمير نظام الرعاية الصحية في غزة خلال الحرب، وهي أفعال ترقى إلى جرائم حرب وجريمة إبادة ضد الإنسانية.

واتهم بيان صدر عن المفوضة السامية السابقة لحقوق الإنسان نافي بيلاي مع التقرير، إسرائيل بشن "هجمات متواصلة ومتعمدة على العاملين والمرافق بالقطاع الطبي" خلال الحرب، وأضافت بيلاي، التي سيُقدم تقريرها المكون من 24 صفحة ويغطي الأشهر العشرة الأولى من الحرب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في 30 أكتوبر/تشرين الأول "يحمل الأطفال بصفة خاصة على كاهلهم تبعات هذه الهجمات لأنهم يعانون بشكل مباشر أو غير مباشر من انهيار نظام الرعاية الصحية".

ورفضت البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في جنيف نتائج التقرير ووصفتها بأنها مخزية.

وقالت البعثة في إشارة إلى لجنة التحقيق "(التقرير) هو محاولة سافرة أخرى من جانب لجنة التحقيق لنزع الشرعية عن وجود دولة إسرائيل وإعاقة حقها في حماية سكانها".

وتقول إسرائيل إن المسلحين في غزة ينفذون عملياتهم من مناطق مأهولة بالسكان من بينها منازل ومدارس ومستشفيات، مشيرة إلى أنها ستضربهم أينما يظهرون مع محاولة تجنب إيذاء المدنيين.

وتنفي حماس إخفاء مسلحيها وأسلحتها ومراكز قيادتها بين المدنيين.

واتهم بيان التحقيق التابع للأمم المتحدة القوات الإسرائيلية بقتل وتعذيب العاملين في المجال الطبي عمدا، واستهداف مركبات طبية وعرقلة تصاريح تسمح بخروج المرضى من قطاع غزة المحاصر.

وعلى سبيل المثال، أشار التحقيق إلى مقتل فتاة فلسطينية تُدعى هند رجب في فبراير شباط مع أفراد أسرتها واثنين من المسعفين الذين جاءوا لإنقاذها وسط القصف الإسرائيلي بينما كانوا ينزحون. وقال التقرير إن سيارة الإسعاف أصيبت بقذيفة دبابة بينما كانت على مسافة لا تتجاوز 50 مترا من الأسرة رغم أن مسارها جرى تنسيقه مسبقا مع القوات الإسرائيلية.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن أكثر من عشرة آلاف مريض يحتاجون إلى إجلاء طبي عاجل مُنعوا من الخروج من غزة منذ إغلاق معبر رفح الذي يقع على الحدود مع مصر في مايو أيار.

وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن نحو ألف طبيب لاقوا حتفهم في غزة العام الماضي فيما وصفته منظمة الصحة العالمية بأنها "خسارة لا يمكن تعويضها وضربة قوية لنظام الرعاية الصحية".