مقتل السنوار يُعيد السلطة لقادة حماس في الخارج

قائمة المرشحين لخلافة السنوار على رأس حماس تشمل شخصيات بارزة مختلفة معظمها تقيم في قطر أو دول أخرى.

القدس/غزة - رجح تقرير إسرائيلي أن القضاء المفاجئ على زعيم حماس يحيى السنوار الذي أكد الجيش الإسرائيلي مساء الخميس مقتله، يترك الحركة بدون قيادة قوية وقد يؤدي إلى تحويل مركز القوة إلى الخارج، مشيرا إلى أن هناك بدلاء محتملون لخلافة السنوار.

ونشر موقع واي نت العبري الجمعة تقريرا طرح فيه قائمة أسماء محتملة لخلافة السنوار في غمرة تصعيد عسكري لا تبدو له نهاية قريبة على الجبهتين الشمالية والجنوبية (لبنان وغزة).

وتشمل القائمة شخصيات بارزة مختلفة داخل حماس، معظمهم يقيمون في قطر أو دول أخرى. وباستثناء مرشح وحيد من غزة فإن البقية أعضاء كبار في المكتب السياسي للحركة، مما يشير إلى أن مقتل السنوار قد يعيد السلطة إلى القادة في الخارج.

وعودة السلطة لقادة الخارج قد تلين العديد من المواقف بما فيها التفاوض على إطلاق الرهائن الإسرائيليين ووقف إطلاق النار، بينما من المحتمل أيضا أن يعيد مقتل السنوار تنشيط دور الوساطة القطرية إذ يقيم قادة من الحركة في الدوحة.

وقد تلعب تركيا أيضا دور الوسيط اذ تستضيف بدورها عددا من القادة المؤثرين ولها في المقابل تأثير عليهم شأنها في ذلك شأن قطر.

وبحسب الموقع العبري، يمثل هذا تغييرا بعد سنوات من ميل ميزان القوة لصالح كبار الشخصيات في غزة، وستعود القرارات إلى فرع حماس في الخارج، بحسب مصادر من الحركة، وهو ما قد يساعد في دفع المفاوضات لوقف إطلاق النار إلى الأمام.

وقال مصدر مقرب من قيادة حماس إن "السنوار كان زعيما حقيقيا وكان يرقي ويزيل شخصيات في الحركة حسب تقديره. لقد سيطر على عملية صنع القرار بطريقة متطرفة، وهو ما كان واضحا منذ اللحظة التي تولى فيها القيادة. كان التواصل معه صعبا ومعقدا ومضطربا في كثير من الأحيان".

وسوف يحتاج خليفة السنوار المحتمل إلى أن يحظى بقبول قيادة الحركة في الخارج ومن المرجح أن تكون له بعض العلاقات مع إيران أيضا، بينما برزت عدة اسماء مرشحة لخلافة السنوار.

خالد مشعل 

ومن بين المنرشحين المحتملين خالد مشعل الذي يعتبر من أقوى الشخصيات في المكتب السياسي لحركة حماس على الرغم من أن وجهات نظره تختلف عن آراء السنوار وخاصة في ما يتعلق بالعلاقات مع إيران.

ويشغل مشعل حاليا منصب زعيم الجناح الخارجي لحماس وترأس المكتب السياسي للحركة لمدة 21 عاما من عام 1996 إلى عام 2017 قبل أن يقرر التنحي عن منصبه. وفي عام 2021، أعيد انتخابه زعيما للجناح الخارجي لحماس في محاولة للعودة إلى الساحة السياسية الفلسطينية. وفي عام 1997، نجا من محاولة اغتيال في عملية فاشلة للموساد في الأردن.

مرشحون محتملون لخلافة السنوار
مرشحون محتملون لخلافة السنوار

خليل الحية

ويبرز أيضا اسم خليل الحية نائب السنوار، لقيادة الحركة. وقد غادر قطاع غزة قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ومنذ ذلك الحين كان أحد الشخصيات البارزة التي تقود المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار وصفقات الأسرى نيابة عن قيادة الحركة في غزة.

ويحافظ الحية أيضا على علاقات قوية مع إيران، حيث سافر بعد اغتيال عضو المكتب السياسي السابق للحركة إسماعيل هنية في طهران، لحضور جنازته. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه كان عضوا في "المجلس العسكري المغلق" الذي عقده السنوار على مدار عامين للتخطيط لهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول وعمل كمبعوث خاص للمناقشات السرية بشأن هذه المسألة مع إيران وحزب الله.

وبحسب مصدر في غزة، فإن الحية يعتبر من المرشحين بقوة لتولي منصب رئيس المكتب السياسي لحماس، مضيفا "لقد أعده السنوار لهذا المنصب وقربه من العناصر الإيرانية التي تدعم حماس. إن قوة الحية داخل المكتب السياسي للجماعة واضحة اليوم. وهو يعتبر من القلائل الذين يثق بهم السنوار".

خليل الحية نائب السنوار الحية يحافظ على علاقات قوية مع إيران
خليل الحية نائب السنوار الحية يحافظ على علاقات قوية مع إيران

موسى أبومرزوق 

وكان موسى أبو مرزوق الذي شغل منصب نائب هنية عندما كان رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس ويعتبر من كبار الشخصيات في الجناح السياسي للحركة. يعيش أبومرزوق في الولايات المتحدة لسنوات عديدة ويتنقل منذ ذلك الحين بين عواصم عربية مختلفة.

وعلى مدار العام الماضي أجرى سلسلة من المقابلات في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك مقابلة قال فيها إن الأنفاق التي بُنيت في غزة كانت تهدف إلى حماية حماس وليس سكان القطاع، مضيفا "إنها مسؤولية الأمم المتحدة أن تحميهم". 

كما لعب أبومرزوق دورا مهما في المفاوضات بين إسرائيل وحماس. وعلى النقيض من مشعل، لا يعتبر أبو مرزوق "تهديدا" كاريزميا أو مؤثرا وكثيرا ما كان يحظى بمنبر واهتمام هنية في مناسبات مختلفة.

موسى أبومرزوق لعب دورا مهما في المفاوضات بين إسرائيل وحماس
موسى أبومرزوق لعب دورا مهما في المفاوضات بين إسرائيل وحماس

محمد إسماعيل درويش

في أغسطس/آب الماضي وبعد اغتيال هنية، أفادت تقارير بأن الشخص المتوقع أن يتولى رئاسة المكتب السياسي لحماس هو محمد إسماعيل درويش الذي يشغل منصب رئيس مجلس شورى حماس.

وتبين لاحقا أن درويش لم يتم اختياره وأن السنوار تولى الدور بدلا منه. ومع ذلك نشرت حماس صورة لرئيس مجلس الشورى وهو يلتقي زعيم الجهاد الإسلامي زياد النخالة في أغسطس/آب الماضي، بعد نحو أسبوعين من تعيين السنوار رئيسا للمجلس.

والشخصية الأقل احتمالا لتولي قيادة المكتب السياسي لحماس هو شقيقه محمد السنوار الذي من المرجح أن يكون قد تولى بالفعل منصب رئيس الجناح المسلح لحماس.